أخبار

سطور عابرة

رغم النقد الكثيف لقرار إعادة تعيين “محمد حاتم سليمان” مديراً عاماً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في وسائط التواصل الاجتماعي وفي الصحافة.. إلا أن هناك حقائق على أرض الواقع، فالأشياء بأضدادها تعرف، ويكتشف المسؤولون خطأ تعيينهم لبعض الأفراد في مواقع لا تناسب قدراتهم وإمكانياتهم، فالأستاذ “محمد حاتم سليمان” كفاءة إعلامية لا خلاف في ذلك.. وشخصية مبدعة.. ومخلصة في أداء واجباتها.. لكنه يضع لنفسه خصوماً من أصدقائه وينتابه إحساس دائم بوجود مؤامرة لإزاحته من موقعه.. ورغم النجاح الذي حققه في التلفزيون لاحقته الاتهامات من الذين اصطفاهم وقربهم إليه في يوم ما.. وبعد مغادرته حوش التلفزيون والإذاعة اكتشفت قيادة الدولة معدنه وأهميته، بفشل الذين جاءوا من بعده.
وعودة “محمد حاتم سليمان” اليوم للتلفزيون فرضتها وقائع الأيام الأخيرة.. وتخلف التلفزيون عن ركب الإعلام الداخلي والخارجي وانصرافه عن متابعة الأحداث، حتى زيارة الرئيس للجزيرة فشل في نقلها للمشاهدين “مباشرة”، وتردي الأداء فكان القرار الصائب بعودة “حاتم” للحوش مرة أخرى بيد أن الفريضة الغائبة أن يصدر قراراً بفصل الإذاعة عن التلفزيون لأن الأولى دفعت ثمن الدمج القسري.. وعالم الإذاعة القومية يختلف جوهراً عن عالم التلفزيون.. ومديرو (الجهازين) (المدمجين) قسراً تنصرف اهتماماتهم إلى الشاشة الساحرة ويهملون ألق (هنا أم درمان) بكل نضارتها وجسارتها ودورها القومي في التثقيف والتنوير وبث الوعي.. وخسرت الإذاعة ولم تكسب من الدمج القسري سوى التجاهل والإهمال.. ونظرية (محاكاة) المصريين لم تنجح في السهرات.
ومثلما صحح الرئيس خطأ إعفاء “محمد حاتم” ونقله من التلفزيون إلى القصر سكرتيراً صحفياً ولم يتحمله رجال حول الرئيس، حيث الصراع على أشده هناك، دفع من كان قريباً من الرئيس بـ”محمد حاتم” إلى ولاية الخرطوم نائباً لرئيس الحزب ونائباً للوالي.. وبعد أن حاولوا (إبعاد) “محمد حاتم” إلى ولاية غرب كردفان ورفض الذهاب إلى الفولة (الحميرا) أبعدوه من ولاية الخرطوم، أنصفه الرئيس مرة أخرى وأعاده إلى بيته القديم، وليت الرئيس تجاوز تعقيدات الدمج القسري وأصدر مرسوماً مؤقتاً في غياب البرلمان بفصل الإذاعة عن التلفزيون وتعيين “عبد العظيم عوض” الأمين العام لمجلس الصحافة الحالي في منصب مدير الإذاعة التي نشأ فيها ويعلم أسرار نجاحها.. وكيفية تطويرها.. الرجل هنا معتقل القدرات والإمكانيات.. وفي موقع أحق به الصحافيون المخلصون أمثال “فتح الرحمن النحاس” و”جمال الدين شريف” أما “عبد العظيم عوض” فمقعده شاغر في الإذاعة القومية التي لا تمثل في الوقت الراهن أولوية لمن يتولى رئاسة الهيئة المشتركة، وقد تبدت كل عيوب الجمع بين الأختين، ولكن من بعض الأصوات الصامتين في حوش الإبداع السوداني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية