غايتو الشباب الهايجين اليومين ديل داخل وخارج البلاد لو مسكوا زمام أمرنا أكيد ح يطعمونا بيتزا وآيسكريم.. ونحن حكومة ما تطعمنا عصيدة وقراصة من هسي (تسقط بس).
والأكيد (برضو) أنني لا أستخف بثورة الشباب التي تتصدى لمجمل الأوضاع هذه الأيام، فالأغلب الأعم في الثورات التي تنتظم العالم من صنع أو للشباب فيها نصيب وافر، ولكن (برضو) ليسوا جميعاً ينشدون الهدف أعلاه، فرائحة السياسة بقولها المائة واستغلال الثورة لتحقيق أجندة بعينها تزكم الأنوف، وإذا افترضنا الأخيرة وهي كذلك حق مشروع، ترى هل بلغ هؤلاء من النضج السياسي فتياً للحد الذي يقودون أو يتسدرون فيه لثورة تنزع في احتمالاتها وآمالها لإسقاط النظام؟ أشك وبشدة في ذلك، فـ(البعض) من شبابنا وصبيانا لا يفقه أبجديات تاريخ بلاده بما فيها السياسي منذ ما قبل الاستعمار، مروراً به وبكل الحكومات السابقة وإلى عهد حكومتنا هذه التي تمددت لثلاثين عاماً وأصبحت في حد ذاتها تاريخاً تستحق مؤلفاً قوامه مجلد ضخم، ثم من أين لهم بممارسة السياسة أو تعلمها وانتهاجها وسط هذا الزخم من التيارات الحزبية التي يدخلون أحدها اليوم، ثم وبعد فترة تجدهم قد انضموا لأخرى وليتهم يحصدون (يعني يدخلوا بحمد ويمرقوا بخوجلي)، و(يا جماعة ما تنسوا التبعيض الفوق عشان ما تشبوا لي في رقبتي).
وليس هذا هو مربط الفرس، لأن ثمة تساؤل آخر هل يجيد هؤلاء الخطاب السياسي والخطابة في المنابر؟
قلت كون الشباب يقود ويتبنى الثورات أمر طبيعي حدث ونجح لحد كبير في تاريخ السودان الناصع في عدد من مدن السودان مدني وعطبرة وسنار والخرطوم الخ.. من منا لا يذكر ثورة “علي عبد اللطيف” وشباب نادي الخريجين رغم أن بينهم موظفين، لكنهم تمتعوا بعنفوان الشباب، ثم أسماء حفرت في الذاكرة البطل “عبد الفضيل الماظ “والشهيد “القرشي” عن جامعة الخرطوم، وغيرهما من الشباب، وقتها كل هؤلاء كانت لهم رؤية وقضية بعينها، يعونها تماماً ويدافعون عنها، ترى هل يعي هؤلاء قضيتهم أم يساقون كإمعة (ما تنسوا التبعيض)، طبعاً هذا بخلاف الشارع الذي خرج بعفوية يطالب فقط بحق العيش الكريم وحقوقه المعيشية.
حسناً منحى آخر وهو تشكل الوعي السياسي لدى الممارسين للسياسة في بواكير شبابهم وهم بعد في الثانويات وقد فرخت كل من مدرستا خور طقت وحنتوب مثلاً، عدداً مقدراً من عتاة الساسة الذين تفرقت اتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية في مذاهب شتى (على قلتها وموضوعيتها وقتها)، فتخرجوا منها في كامل وعيهم وعنفوانهم السياسي وولجوا الجامعات أكثر نضجا وحنكة وأصبحوا كوادر خطابية مفوهة تعي وتؤمن بما تقول.
ثمة مقارنة أخرى بين شباب زمان والآن من المناضلين وأصحاب القضايا وليس الأجندة، فقد اختلف أولئك فكرياً وحزبياً، تناظروا في غير ما تناطح أو غبن سياسياً، ثم تجدهم مؤتلفين ومتواددين على المستوى الاجتماعي حد المصاهرة (الإمام الصادق المهدي وشيخ الترابي نموذجاً)، لكن أين شبابنا الثائر من هؤلاء الآن وقد ظل البعض منهم يضمر الكره والحقد حد القتل لمخالفه من الأحزاب الأخرى، وغالباً ما تنتهي أركانهم بـ(شمطة).
نرجع لثوارنا المناضلين هذه الأيام على الطبيعة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بما فيهم الحناكيش الذين يتخذ بعضهم النضال كـ(استايل ساي)، لديّ بعض التساؤلات: في ذمتكم لو الحكومة دي سقطت بترجعوا تاني السودان؟.. طيب في حال أسقطم النظام لمن ستهدون النجاح (يعني لبابا وعمو منو وجدو منو بالداخل والخارج)؟.ز وهو زاتو الثورة دي أبوها الشرعي منو؟