حوارات

القيادي بالمؤتمر الشعبي عضو المجلس الوطني المهندس “يوسف لبس” في حوار مع (المجهر) (2- 2)

مشاركة المؤتمر الشعبي في الحكومة رمزية وما عندها أية قيمة!

على المؤتمر الوطني التعامل بشفافية مع الأحزاب لنُخرج البلاد من الأزمة القائمة!

لن نحدّد مصيرنا ونخرج من الحكومة بسبب أزمة! هذه نحن لا نفعلها!

لابد من موقف جريء من الحكومة وإذا لم يتمّ حل المشكلات فإن الأزمات والاحتجاجات ستستمر!

# لكن يا باشمهندس “يوسف” أنتم باعتباركم جزءاً في حكومة الوفاق الوطني تتحملون مسؤوليتكم في هذه الأزمات التي دفعت الناس للخروج بالتأكيد.. أليس كذلك؟

 

– نحن وعبر التاريخ، معروف أننا لا نتنصل من المسؤوليات.. ولو تذكرين، في حكومة الأحزاب عندما تم رفع سعر السكر وأصبح رطل السكر بجنيه، و”علي الحاج” كان وزيراً للتجارة، قامت التظاهرات والمتظاهرون حاصروا مجلس الوزراء.. الأحزاب الرئيسية المشاركة في الحكومة كلها تنصلت وقالت (الحكاية دي نحن ما عملناها)، نحن كان لدينا وزيران في مجلس الوزراء والقرار كان قد صدر من مجلس الوزراء، فالمقولة الشهيرة حينها أن “علي الحاج” قال (مجلس الوزراء قرر ونحن عندنا وزيرين في مجلس الوزراء إذن خلاص نحن نتحمل المسؤولية).. نحن أصلاً وعبر تاريخنا لم نتنصل من مسؤولية بأي حال من الأحوال، لكن لو تلاحظون حتى هذه اللحظة نحن نعاني مع المؤتمر الوطني أو الحزب الحاكم في تطبيق مخرجات الحوار وفي القضايا المصيرية الأساسية، والآن إذا سقطت هذه الحكومة فإن أكثر جهة خسرانة ستكون المؤتمر الوطني. فعلى المؤتمر الوطني أن يعي بصورة جيدة وبصورة واضحة جداً أنه يجب أن يضع النقاط على الحروف وأن يفتح صدره ويكون شفافاً مع الأحزاب الأخرى حتى نستطيع أن نخرج هذه البلاد من الأزمة القائمة.

# برز في الأيام الفائتة حديث عن انسحاب المؤتمر الشعبي من حكومة الوفاق الوطني.. فما حقيقة موقفكم من هذا الأمر؟

–  نحن دخلنا هذه الحكومة عبر أجهزة معروفة، بالتسلسل الموجود، بدءاً من الأمانة العامة والهيئة القيادية وهيئة الشورى وحتى المؤتمر العام، دخلنا عبر هذه الأجهزة فأي شخص يصرح بمفرده ويقول سننسحب فهذا يكون رأياً فردياً. بالنسبة لنا نحن الأمر مرتبط ببرنامج، ولن نحدّد مصيرنا ونخرج من الحكومة بسبب أزمة ونقول سنكون خارج الحكومة أو داخلها.. هذه نحن لا نفعلها! نحن لدينا برنامج ورؤى وسياسات فإذا ما وجدنا الأمور مشت لاتجاه إيجابي نواصل، وإذا مشت لاتجاه سلبي ندفع ليتحول إلى إيجابي، وإذا استعصت فحينها الأجهزة ستنعقد وتقرر قرارها بالانسحاب أو البقاء.

 

# ألم يتم طرح ومناقشة أمر الانسحاب من الحكومة داخل مؤسسات الحزب؟

– ما تمّ ولا طُرح.

# الآن هناك توتر وضغوط وتظاهرات بسبب الأزمات التي يعيشها المواطنون ولا يلوح في الأفق أي حل لهذه الأزمات.. فهل يعني هذا أن التظاهرات والتوترات ستستمر؟

– نعم إذا لم يتم حل المشاكل فمعنى هذا أن الاحتجاجات والتوتر والأزمات كلها ستستمر. لذلك نحن نقول الحكومة لا بد أن تقف موقفاً جريئاً جداً بأن تعلن سياسات محددة وأنها في فترة زمنية محددة ستحل الأزمات.. لابد أن تكون للحكومة الإرادة الحقيقية، لابد أن يكون للحزب الحاكم الإرادة الحقيقية.. (الحزب الحاكم دائماً يلبد بالقضايا، ويجيء في النهاية يحلها بعيداً عن القوى السياسية الأخرى).

فالحزب الحاكم إذا فتح صدره وركّز مع القوى السياسية على أنه للخروج من الأزمات لابد من مشاركة جميع الناس، أنا أفتكر الناس ما عندها مانع. لكن أن يستأثر بكل شيء وفي نفس الوقت يريد من الآخرين أن يكونوا مطية (أصلاً دي ما بتبقى).

# باشمهندس من الملاحظ أنكم دائماً ترددون عبارة (الحزب الحاكم) وأنت الآن في هذا الحوار رددتها كذا مرة.. من هو الحزب الحاكم؟ أليس الحاكمون أنتم أحزاب حكومة الحوار مجتمعة؟

– الحزب الحاكم هو المؤتمر الوطني ونحن مشاركتنا وكما ظللنا نردد، مشاركة رمزية ما عندها أي قيمة. ففي قانون الانتخابات الآن نحن مشاركون لكن عندما يجيء المحك الحقيقي يمرر القانون بالأغلبية المطلقة.

# طيب.. طالما هي مشاركة رمزية ما هدفكم منها وما المغزى من وجودكم فيها؟

 

– المغزى هو أننا إذا ذهبنا في الاتجاه السلبي سنفقد السيطرة على البلاد وربما نصل مرحلة أن يدفع كل الناس الثمن. نحن نفتكر أن دخولنا في هذه الحكومة لنفدي ونقدم أنفسنا لصالح الشعب السوداني.

# أيضاً هناك من يرى أن الهدف من إشراككم هو تحميلكم مسؤولية ما يجري؟

– والله نحن لا نخاف من هذا.. نحن لدينا قناعة بأننا لم نُخلق لنستمتع بالحكم أو لنستمتع بأي وضع من الأوضاع الموجودة.. نحن ربنا خلقنا للمجتمع وللناس.. وإذا شعرنا في أية مرحلة من المراحل أن هذا المجتمع هناك ما يهدده ويذهب به في اتجاه مشاكل عميقة نحن سنفديه بأنفسنا، وهذا هو ما حدث الآن.

# باشمهندس “لبس” أين المنظومة الخالفة؟ هل انتهت؟

 

– لا ما انتهت، ولكن الأجواء الآن غير مناسبة.. ويا “سوسن”، وحتى هذه اللحظة، وأنا قلت لك هذا الكلام من قبل، أنت مدعوة للانضمام للمنظومة الخالفة القادمة إن شاء الله.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية