المحلل السياسي والخبير الاقتصادي دكتور “خالد التجاني” في حوار مع (المجهر)
-* هذا العام اسوأ عام سياسي مر على حكومة الإنقاذ
*حكومتا “بكري حسن صالح” و”معتز موسى” هزمتا من مجموعة داخل النظام
*في نهاية العام الحكومة وجدت نفسها في مواجهة المواطن
حوار : فاطمة مبارك
شهد العام 2018 العديد من الأحداث السياسية والاقتصادية، على المستوى السياسي، تم حل حكومة الوفاق الوطني، وتشكيل حكومة جديدة وعين “معتز موسى”، رئيساً لمجلس الوزراء ـ خلفاً للفريق أول “بكري حسن صالح”، بجانب تقليص الحقائب الوزارية بالدمج، وخفض وزراء الدولة، وعلى المستوى الاقتصادي أصدرت عديد من القرارات وصحبتها سياسات وخطط قابلها المواطنون بتفاؤل، لكن واجه تنفيذها كثيراً من العثرات، الأمر الذي قاد إلى خلق أزمة في نهاية العام، هذا بجانب أحداث أخرى، (المجهر) جلست مع المحلل السياسي والخبير الاقتصادي، “خالد التجاني”، لسبر غور أهم الأحداث السياسية والاقتصادية خلال هذا العام ، ماذا قال ؟
{دكتور “خالد التجاني” ، ماهي أهم الأحداث السياسية والاقتصادية خلال هذا العام 2018 ؟
سياسياً اعتقد في هذا العام الحوار الوطني، أثبت عدم جدواه، من خلال حكومة النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء السابق، فريق أول ركن “بكري حسن صالح” وحكومة رئيس الوزراء الحالي، وزير المالية، “معتز موسى” ، باعتبار أن الحكومة وصفت الحوار الوطني بأنه أكبر إنجاز، وتكونت بموجبه لكن لم يعد له أثرا الآن .
{تقصد أن العام شهد أزمة سياسية ؟
هذا العام هو أسوأ عام سياسي مر على حكومة الإنقاذ ، الحكومة اتفقت مع بعض الأحزاب على تنزيل مخرجات الحوار والمشاركة في السلطة وفقا لذلك، لكنها لم تصل لصيغة تتجاوز بها الأزمات.
{السياسية أم الاقتصادية ؟
على صعيد الوضع الاقتصادي الحكومة أعادت تكرار نفس المشكلة ، فحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فريق أول ركن “بكري حسن صالح” قبل حلها، حاولت معالجة المشكلة الاقتصادية، ثم جاءت حكومة “معتز” وبدأت قوية واستقبلت بتفاعل وتفاؤل، لكن مثلما حكومة “بكري” هزمت من مجموعة داخل النظام، كذلك حكومة “معتز” تعرضت لذات السيناريو.
{إذن حسبما ترى هذا العام شهد نعي الحوار الوطني ؟
اقرار المؤتمر الوطني على المضي قدماً في التحضير لانتخابات 2020 م دليل على أن الحوار الوطني لم يكن مجدياً، كذلك على صعيد السلام انتهى العام بفشل لم تستطع فيه الأطراف الاتفاق على الأجندة .
{لكن هناك أصوات داخل المؤتمر الوطني، أصبحت تتحدث عن أن الشراكة محتاجة لمراجعة، باعتبار أن الشركاء لم يدعموا الحكومة سياسيا واقتصادياً وقت الأزمات ؟
في تقديري أفشل طرف في حكومة الوفاق الوطني، كان المؤتمر الوطني نفسه، الحكومة واجهت المشاكل وهو كان من المتفرجين ودلف للحديث عن موضوعات أخرى مثل الانتخابات وبناء الحزب، ثانيا المؤتمر الوطني هو من يختار الشخصيات عند تشكيل الحكومة .
{دعنا ننتقل لأهم الأحداث الاقتصادية ؟
اقتصادياً كانت موازنة العام 2018 تنذر بعام الرماد، وكانت كارثية وحققت اسوأ المخاوف والتوقعات حيث انهارت منذ بداية العام، وقادت لأزمة اقتصادية كبيرة تعيش إفرازاتها البلاد هذه الأيام .
{ما السبب برأيك ؟
لدينا عدم كفاءة في إدارة الموارد الاقتصادية، والاقتصاد هو انعكاس للأزمة السياسية، وكانت النتيجة مواجهة البلاد لأوضاع مأزومة.
{هل هناك أحداث أخرى برزت خلال العام 2018 ؟
خلال العام 2018 كان هناك حديث عن محاربة ما سُمي ( بالقطط السمان ) لكن انتهى العام ولم يشهد محاربة للفساد، وتمت عمليات تسوية تحت الطاولة، وادى ذلك لاحتقان قاد إلى انفجار شعبي، والحكومة في نهاية العام وجدت نفسها في مواجهة المواطن.