عز الكلام

طالما الرسالة وصلت ننتظر الرد!!!

أم وضاح

‏في تصريح للقيادي بالحزب الحاكم، الدكتور “نافع علي نافع” قال فيها إن الرسالة وصلت، وهو يقصد أن الاحتجاجات التي حدثت طوال الأيام الماضيات قد أوصلت بصوتها مطالب الشعب السوداني للحكومة والحزب، وهو أمر طبيعي ومتوقع في ظل هذه الغضبة الشعبية العارمة، لأن الحكومة لو ما سمعت صوت هدير الشارع، كما حدث الأيام الماضيات، فده معناه إما أنها مصابة بصمم أو أنها غير موجودة على أرض الواقع وما نقل إليها من تقارير لم يعكس الصورة بشكلها الحقيقي، وكنت اتمنى لو أن الدكتور “نافع” رد على الرسالة بعد أن أكد وصولها بحزمة من التصريحات المطمئنة في ما تنوي الحكومة عمله، لأن استمرار الأسباب التي حفزت على الخروج يعني أن الخروج إلى الشارع مرة واتنين وتلاتة ما عاد صعباً ولا ندري على أي السيناريوهات سيكون العرض القادم وبالتالي ليس صمام هذه الحكومة سوى أن تبدأ في عملية إصلاح سياسي واقتصادي حقيقي، وهذا الحديث قلناه مرة وعشرة لأننا كنا نرى أنه سيأتي صباح يضيق الناس فيه بكل ما حولهم وإن لم يجدوا استجابة سيركبون الصعب مهما كانت النتائج والتضحيات، لنصل إلى ما وصلنا إليه قبل أيام، لذلك أن كانت هذه الحكومة حريصة على استقرار البلد، فعليها أن تستفيد تماما من التجربة الماضية وتغير في البداية خطابها الإعلامي وبعض المنتمين للحزب الحاكم حيجيبوا ليها الكفوة بتصريحات التخوين والتشكيك التي يطلقونها على المتظاهرين، وكأن البلد دي عزبة اشتروها من حُر مالهم، وربما أغراهم لذلك تأكدهم أن المعارضة السودانية معارضة هوينة وقليلة حليلة، بل هي معارضة انتهازية تبني مواقفها على رد الفعل، ولم تكن في يوم من الأيام مبادرة أو سباقة نحو حراك جماهيري حقيقي، والسنوات الأخيرة أكدت أن الشعب السوداني ما عنده الحبة للمعارضة وهي نظرية أكدتها الأيام الماضيات والمعارضة سمعت بالمتظاهرين في الشارع، وهي تجلس على كراسي الفرجة والمشاهدة ثم فجأة وكما العادة سعت لركوب الموجة ومحاولة الالتفاف على الاحتجاجات لكن على مين والشباب الذي خرج إلى الشارع بصدور مفتوحة، افشل هذا المخطط وانتصر لنفسه ولقضيته ولمعركته التي اختار زمانها ومكانها لذلك فإن الحكومة يقع عليها الآن دور كبير وخطير في كيف تخلق الحل السياسي والاقتصادي وتستصحب معها كل الآراء الناصحة والناقدة وكفاية جدا السنوات التي ظل فيها الحزب الحاكم يتحدث ويسمع نفسه، وفكونا من حكاية المشروع الحضاري التي بنت عليها الإنقاذ فكرتها وقد وضح بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس هناك مشروع حضاري ولا غيره، وطوال الثلاثين عاما الماضية لم يثمر هذا المشروع سوى الحصاد المُر والفشل تلو الفشل، مما يجعل البحث عن مشروع وطني حقيقي وجامع لأهل السودان خاصة الكيانات الشبابية الغضة التي خرجت بلا توجهات ولا مُسميات وهؤلاء الشرفاء لا يليق بهم القمع ولا القتل ولا المطاردة هؤلاء يليق بهم أن يسمع صوتهم وتستوعب أفكارهم وتحتوي مشاعرهم الوطنية الدافئة الصادقة.
فإذا كانت الحكومة عازمة على أن تغير من الحال، فعليها أن تواجه نفسها بالحقائق وتسمع ما يقوله الشارع من أقوال هي في حُكم الحكم والأقوال المأثورة اتبرع بواحدة منها (وعشانا عليك يا رب) حيث قال أحد الشباب والله لو أن الحكومة اجتهدت ونشطت في قمع الفساد والمفسدين بذات السرعة التي قمعت بها المتظاهرين ما كنا خرجنا للشارع هذا هو نبض الشارع وتفكيره وأسبابه المقنعة للخروج فهل تسمعون؟.
كلمة عزيزة
يعقد المكتب القيادي للحزب الحاكم جلسة وهذه الزاوية لازالت في طور الكتابة وبالتالي لا تعلم مخرجات هذا الاجتماع لكنه أن انفض بدون قرارات تاريخية موجهة لشعب السودان يبقى أي كلام عن وصول الرسالة مجرد إنشاء ساي..
كلمة أعز
اللهم احفظ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية