عز الكلام

حديث مسؤول في وقت مهم

أم وضاح

في مثل هذه المواقف الحاسمة من عمر الشعوب وتاريخها كالتي نمر بها هذه الأيام، لا بد أن يكون هناك عقلاء وحكماء يعرفون كيف يديرون الأزمة ويتحلون بكل ما هو مطلوب من ضبط للنفس والترفع عن الانزلاق وراء المهاترات والعنتريات، والانحناء للعواصف لا يعني إطلاقاً أنه نوع من أنواع الهزيمة، بل على العكس هو تقدير للمسؤولية وإحساس بخطورة المرحلة والمنحدر الذي يمكن أن ننزلق إليه، وخلوني أقول إن حديث دكتور “عبد الرحمن الخضر” رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني، والذي اعترف فيه بأن ما حدث من احتجاج كان بسبب ما صنعته أيدينا، وهو يقصد الحكومة والحزب، حيث أضاف علينا أن لا ندفن رؤوسنا في الرماد ونواجه تداعيات تلك الأحداث ونعترف بأخطائنا وأخذ العبرة والعظة، مطالباً باستلهام الأفكار والخطط والبرامج لتلافي حدوث ما حدث مستقبلاً، ليأتي حديث “الخضر” في سياق الاعتراف بأخطاء كثيرة ارتكبتها الحكومة وارتكبها الحزب كانت السبب في ما وصلنا إليه من تدهور سياسي واقتصادي جعل المواطن يعيش أسوأ أيامه، يتجرع المعاناة صباح مساء وهي أخطاء شكلتها مجموعة قرارات اتحدت جميعها لهزيمة الشعب السوداني حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حال يغني عن السؤال، والكارثة الحقيقية أن الحكومة دي كانت جارة حبل المهلة وما جايبة خبر لو لا هذه الاحتجاجات التي نرجو أن تكون قد صحتها من غفوتها وجعلتها تعيد حساباتها وتعلم أنها قد أخطأت في حق هذا الشعب الصابر وتبدأ في وضع الحلول المستعجلة لأزمات ما كان لها أن تحدث لو أنها من البداية استمعت للآراء الناصحة وتشاركت الأفكار مع أبناء الشعب السوداني من الأكفاء في كل المجالات بدلاً عن تحالفات الخيبة التقيلة مع أحزاب فاقدة للصلاحية ولم تقدم للمناصب سوى بعض الفرحانين بالكراسي الذين يعتقدون أن الاستوزار بدلة وكرافتة أنيقة أو جلابية وعمة ومركوب فاشري، وكل عطائهم صفر، مؤكدين أنهم مجرد ترلات تقودها قاطرة حزب المؤتمر الوطني.
الدايرة أقوله إن حديث دكتور “الخضر”، حديث مسؤول وعقلاني هو بلا شك أفضل من الدعوة التي أطلقها بعض منسوبي الحزب الذين نادى بعضهم بتسيير مواكب مؤيدة للحكومة، وهي فكرة غبية، لأنه ده ما وقت كسير تلج للرئيس ولا لأي شخص في الحكومة، ومثل هذه المواكب تفتح الباب أمام مواجهات مع المحتجين والمتظاهرين بسبب استفزازيتها في هذا التوقيت، والعقل والحكمة أن نجنب شعبنا أي مواجهات يمكن أن تتحول لا قدر الله، إلى حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس.
في كل الأحوال بهذه الاحتجاجات أكد شعب السودان أنه قائد حقيقي عارف وواعي لمطالبه، وعارف وواعي للطريقة التي يطالب بها ليكون دائماً الشعب المعلم صاحب الحصة الأولى وجرس الصباح.
}كلمة عزيزة
صمت مريب لكل المسؤولين وكأن هذه الاحتجاجات في جزيرة مالطا، يا ربي الحاصل علينا ده امتحان واللا ابتلاء واللا مرض واللا اسمه شنو؟
}كلمة أعز
سعدت باتصال مهم من ذلك الذي يمكن أن أسميه مسؤولية على عاتقي وشرف يتوشح به صدري من الفريق “عمر محمد الطيّب”، وما أدراك ما “عمر محمد الطيّب” الذي أثلج صدري بإشادة أرجو أن أكون قدرها وبلقب أرجو أن استحقه وهو يسميني الفارسة، ووصايا أهمها المواظبة على الصلاة على الرسول الأكرم، شكراً سعادة الفريق وأنت تطوقني بهذه الكلمات العظيمات وإن شاء الله على الدرب سائرون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية