هل معقولة أن “الصادق المهدي” لم يجد من كل أمثال الدنيا مثلاً يليق بغضبة شعب وثورة أمة وانتفاضة مظاليم سوى (مثل البوخة والدخان) الذي اختزل فيه هذا الحراك العظيم والهبة التلقائية بأنها شغل ما نجيض وعلى عجل، وكأن الرجل ليس مواكباً ولا متابعاً لما يحدث في الشارع السوداني الذي سالت فيه دماء شباب زي الورد واللا ديل كمان دمهم محلبية وصندلية يا الحبيب، وكما العادة حاول الرجل أن يقلل من شأن هذه الانتفاضة العظيمة التي تبدأ شرارة في العادة وتتحول إلى لهيب وليس حريقاً، ولعل الاحتجاجات الأخيرة كشفت وفضحت وهم المعارضة والمعارضين العايشين على قفانا، يعقدون الصفقات بدعوى أنهم مدافعون عن قضايا الشعب السوداني، وتصلهم الحقائب المستفة دولارات حتى فنادقهم، لأنهم غاشين الحكومة والمؤتمر الوطني العامل (مفتح)، بأنهم يملكون قواعد وكوادر يستطيعون تحريكها لهز الأرض من تحت أقدام الإنقاذ، هذه الاحتجاجات العظيمة كشفت زيف المعارضة العايشة سفلقة على ضهر الغبش، وشي مفاوضات وشي مؤتمرات والحسّابة تحسب والنقّاطة شغالة لتؤكد الأحداث أن من خرجوا إلى الشارع بصدور مفتوحة هم الغبش أصحاب الوجعة الواطين الجمرة يقودون بشجاعة معركتهم مع الفساد والظلم الاجتماعي ومعارضة السجم والرماد لا حيلة لها سوى الإشاعات السخيفة التي هي وسيلة الجبناء وعديمي الحيلة، ياخي فكونا من فلان كتلو ومن فلان ضربو وأنزلوا للشوارع طالبوا بحقوق الأغلبية الصابرة التي أضناها التعب والرهق وغلاء المعيشة، غبروا أجسامكم الناعمة بكتاحة الغضب والاحتجاج، فارقوا المكيفات ونوم الفنادق وحوامة المطارات.
الدايرة أقوله وسأظل أقوله إن الشعب السوداني انتفض مطالباً بحقوق عادلة وأجندة ليس فيها تحت التربيزة ولا فوقها، المرقوا ديل ما فيهم واحد عايز يكون وزيراً ولا مساعد رئيس، المرقوا ديل شبابنا الذين قضت على أحلامهم العطالة، وآباؤنا الذين أرهقتهم الحياة القاسية، وأمهاتنا اللائي رسم الهم على وجوهن أقسى صورة، وبعد ده يطلع واحد ليقول إنها بوخة دخان!!
وزاد عليها أنه رفض رئاسة الوزراء يوم أن كانت البلد فيها نفط وقروش، تخيلوا كيف يفكر قادة المعارضة الذين يقدمون مصلحتهم فوق أي مصلحة، وينظرون للمناصب ولسانهم يسيل على المغانم والمكاسب وعقولهم لا تنشط وتفكر إلا لحظة اقتسام الكيكة، أها خموا وصروا والبلد قشطت ولم يدفع الفاتورة إلا الصابرين المكتوب عليهم الشقاء وقت الرخاء والموت عند مطالبتهم بحقهم في الحياة، وبالتالي أن هذه الاحتجاجات العارمة أكدت للقيادة والقائد أنه في مشكلة ومشكلة عظيمة لن يطفئ جذوتها القمع ولن تنكس رايتها التصريحات الخائبة المخذِّلة التي فضحت وكشفت أصنام العجوة والتي ما عاد لها مكان في حكم أهل السودان مهما حاولت ادعاء الأدوار المرسومة أو لبست عباءات الحكمة، هذه أحزاب مخوخة ومسوسة ومخرفة
وبعيدة عن واقع الناس، لا لا زامنا لا عندنا ليها مكان.
}كلمة عزيزة
على الحكومة أن تأخذ هذه الاحتجاجات مأخذ الجد، المرة دي الموضوع ما هزار، الشعب السوداني لا ينفرط عقد حكمته وصبره لو لا أن السكين دخلت اللحم الحي.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.