ربع مقال

توطين العلاج بالداخل

د. خالد حسن لقمان

.. هل من المنطق استمرار هذا النزيف من العُملات الصعبة التي يصرفها أبناء هذا البلد من أجل العلاج في الخارج؟!! ..  السودانيون أصبحوا الآن هم أكثر الجنسيات في الإقليمين العربي والأفريقي الذين يتواجدون من أجل العلاج في العديد من الدول الممتدة من مصر والاْردن إلى الهند وتايلاند وحتى تركيا وألمانيا وأمريكا!!.. من يصدق هذا؟.. في هذا الظرف الاقتصادي الصعب والمعقد يضطر أبناء وطننا لإنفاق كل ما لديهم من مدخرات من أجل البحث عن العلاج في الخارج في الوقت الذي تشكو فيه البلاد وتئن من شح النقد الأجنبي الذي تحتاجه من أجل تلبية احتياجات مواطنيها من السلع والحاجات المعيشية الضرورية.. لماذا استمرار هذا الوضع دون حتى التفكير في إيقاف هذا النزيف لعُملاتنا الصعبة؟!!.. لماذا كل هذا الاستسلام من قبل الجهات ذات الصِّلة والمسؤولة عن التفكير في إيجاد الحلول وتغيير هذا الوضع المخجل لنا نحن الذين نعتبر رواداً في القطاع الطبي والعلاجي في المنطقة برمتها، وقد أصبحنا الآن أضحوكة للعالم كله بل ولبعض من حولنا من الذين كانوا لا يسوون شيئاً أمامنا والذين باتوا يمثلون الآن مراكز للتطبيب وتلقي العلاج.. شيء مؤسف ومحبط ولكن الأهم الآن في كل هذا البحث عن أقصر الطرق لوقف هذا النزيف المستمر من العُملة الصعبة المهدرة في العلاج بالخارج وذلك من خلال التفكير العاجل في إحلال هذه الخدمات العلاجية ببديل في الداخل وهو أمر ليس بالمستحيل إذا ما توفرت إرادة حقيقية لتحقيقه.. إرادة وطنية صادقة تستنفر فيها جهود المخلصين من أبناء الوطن المنتمين للقطاع الطبي وبجانبهم أهل المال والأعمال وغيرهم مِن مَن يمكن أن يساهموا بجهودهم في تنفيذ مشروعات المدن العلاجية الكبرى والمستشفيات المتخصصة القادرة على تلبية حاجة أهلنا بالداخل من العلاج في كافة التخصصات الطبية والعلاجية المختلفة.. ليس هنالك مستحيل.. فقط الصدق والوطنية والرغبة في خدمة الوطن وأهله..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية