ميزانية 2019.. تفاءلوا خيراً تجدوه !!!!
رغم قتامة وضبابية المشهد الاقتصادي الذي نعيشه مؤخراً والمعاناة التي يعيشها المواطن في انعدام سلع أساسية وضرورية كالخبز والًوقود والدواء وانعدام السيولة الذي جعل الشارع السوداني في حالة غضب واحتقان، رغم ذلك خرجت أمس من التنوير الإعلامي الذي قدمه رئيس الوزراء الأخ “معتز موسى” متفائلة، وأشعر بكثير من الأمل وانفراج نوافذ المستقبل ليس لأن الموازنة العامة جاءت على طريقة (عصا موسى) ولكن لأنني شعرت من خلال حديث رئيس الوزراء بتوفر قدر كبير من الإرادة والرغبة في تغيير الأحوال ، والرجل عازم تماماً على السعي نحو إيجاد حلول جذرية لمشاكل معقدة في خريطة الاقتصاد السوداني هي إرث ثقيل ظل يتراكم طوال السنوات الماضيات حتى أصبح جبلاً من المشاكل والأزمات، ولعل أبرز خطوط هذه الموازنة برأيي أنها قد خلت من أي اتجاه لرفع الدعم عن الدقيق وعن الوقود رغم أن السلعتين تدعمان للأسف وتستفيد منهما شرائح لا تستحق الدعم ، وكل ذلك من رصيد حسابات المواطن البسيط المعني بها ، وأعتقد أن هذه المعالجات ينبغي أن تكون في شكل جراحات عميقة ، صحيح ستجد المقاومة العنيفة من المستفيدين منها، لكن على رئيس الوزراء أن يمضي فيها بقوة وستدعمه الإرادة الشعبية التي تحتاج إلى كثير من الشرح والتفسير للموقف بكامله، وهذا دور يفترض أيضاً أن يقوم به الإعلام الحر الحريص على مصلحة هذا الوطن، وخلوني أقول إنني قد احتفيت وبشكل كبير بالطرح الذي طرحه رئيس الوزراء وهو يقضي على دوائر الشيطان التي ظلت تترابط وتقوي حلقاتها وتقوى وتتكاثر مابين المنتج والمستهلك، وإمبراطوريات السماسرة حولت حياة الناس إلى جحيم، والسيد رئيس الوزراء قرر أن تفتح المحليات ميادينها وفسحاتها ليعرض فيها المنتج بضاعته مباشرة بلا وسيط ولا رسوم ولا دمغات، وهو ما أكده في توجيه واضح للمحليات ألا تفرض أي رسوم على المنتجين، لأنه ما في منطق يكون كيلو الطماطم في المزرعة بعشرين جنيهاً ليشتريه المواطن بستين جنيهاً، لولا التحالف الشيطاني لحلقات السمسرة التي توصله إلى هذا السقف ليكون هذا القرار في ظني قراراً تاريخياً بامتياز، لكنه أيضاً يحتاج إلى حراسة من نوع خاص، وهنا نناشد السيد والي الخرطوم سعادة الفريق “هاشم” أن يحمي قرار رئيس الوزراء من التماسيح والقطط التي ستلتف عليه وتحاول أن تفشل هذه التجربة التي فيها انحياز كامل لمحمد أحمد الأغبش.
وقضية أخرى مهمة تطرق لها رئيس الوزراء، حيث أعلن أنه ماضٍ في قراره بنزع عربات اللاندكروزر من الدستوريين والحكوميين وأن المحصور منها الآن حوالي (840)عربة لاندكروزر وأن شخصه والأمير أحمد سعد تخليا عنها وحولتا إلى إسعاف يعمل في دارفور.
الدائرة أقوله إن الخطط والبرامج مهما كانت قمة في الدقة والمهنية والحرفية تحتاج في نجاحها إلى عامل هو الأكثر أهمية فيها على الإطلاق وأقصد العامل البشري الذي يحرسها، لذلك وحتى إشعار آخر أنا مطمئنة على هذه الموازنة باطمئناني لشخصية “معتز” نفسه والرجل منفتح بشكل لا يمكن وصفه لا يحمل أياً من عقد السياسة والسياسيين إجاباته الواثقة على الصحافة أكدت أنه من جيل مختلف عن كثير من السياسيين أو التنفيذيين الذين مروا على هذه الحكومة، ومثلما الميزانية محتاجة لتنفيذ بنودها إلى حراسة وحماية من “معتز” فإن “معتز” نفسه محتاج لحراسة وحماية من القيادة السياسية ومحتاج إلى عون كبير من الأجهزة الأمنية المختصة، لأن واقعنا المأزوم يؤكد أن كثيراً من الأزمات مفتعلة وبفعل فاعل، بدليل كارثة الدولار التي تعيشها بلادنا في غلوطية محيرة والدولار تتحكم فيه قوى لم تعد خفية أعتقد أنه آن الأوان لأن تستجيب لضمير الوطن ونداء رئيس الوزراء ودعوته لمن يتاجرون فيه بفتح صرافاتهم على عينك يا تاجر كما يحدث في كل بلاد الدنيا ، وهي دعوة أكدها السيد محافظ بنك السودان على منحه التصاديق لهم مجاناً وبالتالي إن استجابوا خير وبركة وإلا على أجهزة الدولة أن تفعل قوانينها وتشدد عقوباتها لأن السكين وصلت اللحم الحي.
الدائرة أقوله إنني إلى حد كبير متفائلة بموازنة 2019على شرط أن تجد حكومة “معتز” حلاً لمعضلة الدعم وكيفية وصوله لمن يستحقه،
وعندها سيحدث الكثير من الانفراج الذي هو بداية عودة العافية للجسد المنهك.
كلمة عزيزة
تعودنا على بذل مساحات الدهشة والإعجاب لنماذج نشاهدها في الخارج تقود العمل السياسي والتنفيذي وتعمى عيوننا عن الاحتفاء بنماذج حقتنا ، آن الآوان أن نفخر بشخصية كشخصيه “معتز موسى”، أدعو الله صادقة أن يوفقه في مهمته وألا تكسره معاول الهدم والفساد ، وبقولوا الشجرة يقطعها عرقها، إن شاء الله تفهمني ياشيخ “معتز”.
كلمة أعز
أرجو أن يقوم رئيس الوزراء بعقد لقاءات جماهيرية مباشرة يشرح فيها بلغة بسيطة للمواطن تحديات المرحلة وتفاصيل الموازنة للعام القادم!!!