ربع مقال

“البشير” و”بشار” وبعض من القلوب الحزينة .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. الضجة الكبيرة التي أثارتها أخيراً زيارة الرئيس “عمر البشير” الخاطفة والمفاجئة إلى سوريا ولقاؤه الحار مع الرئيس السوري “بشار الأسد”، لا شك أنها قد أشارت وبقوة إلى الحالة التي يعيشها الوسط العربي من توجس وارتباك وخوف بل وتشظٍ لم يترك قطعة سليمة واحدة على جدار العروبة إلا وأحالها إلى متناثرات صغيرة مبعثرة هنا وهناك .. وباعتبار أن ما فعله “البشير” كان بمثابة الورقة الفاصلة بين فصل وآخر عبر عنوان صارخ ومثير يقول بأن سوريا الأسد وبكل مواقفها المصادمة ومتعلقاتها الدولية المعادية للغرب الحليف التاريخي للكتلة العربية الغنية بمواردها النفطية، قد بدأت رحلة العودة من جديد لتتوسط بمقعدها قاعة الحضور العربي بمعطيات جديدة تماماً ، تمكن “بشار” من مد قدميه كيفما شاء، طالما أن من أمامه قد رمى بما لديه فالتقمه ابن الأسد بكل جرأة و قوة عين رامياً خلفه كل تفاصيل حربه وصراعه الداخلي بكل بشاعته وقبحه، ولكن لِمَ لا يفعل الرجل هذا وقد أسعفته التطورات العربية بنموذج آخر يكاد يماثل نموذجه في البلد الذي كان يسمى سعيداً فأضحى تعيساً محطماً بأرضه وشعبه الذي تقطعت به السبل، فأصبح مشرداً يمد كلتا يديه للناس على أبواب المساجد وساحات المدن وأطراف طرقها .. وإن كان ما قام به “البشير” الآن يخفي ما يخفي من ما يتعلق بمصالح السودان في تقاطعاتها مع الآخرين من حوله إقليمياً ودولياً أو أن لذلك علاقة بخارطة سياسية تحالفية جديدة بالمنطقة بحيث يقع كل هذا في دائرة المصالح العليا للسودان أو حتى الأمة العربية مجتمعة، فإن على “البشير” أن لا ينسى أنه بهذه الخطوة قد وضع شيئاً ما حزيناً على قلوب من آواهم وفتح لهم بلاده من أبناء الشعب السوري لينجون من ويلات الصراع ببلادهم المنكوب وهو ما يرجى منه أن يمسحه ويزيله و(عبر تفسير منطقي مقبول ) من على هذه القلوب الحزينة الصابرة المستجيرة به وببلاده وبكافة بلاد المسلمين ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية