أخيراً جداً وبعد أن (قربنا نرفع فراش البكاء)، طلب البرلمان استدعاء رئيس مجلس الوزراء لمساءلته بخصوص أزمات الوقود والسيولة، وهي أزمات حنت ضهر الشعب السوداني ولحقته أمات “طه”، وكأن هذا البرلمان غير موجود معنا على أرض الواقع ليأتي دائماً متأخراً يبحث عن إجابات لأسئلة قديمة وتبريرات لقرارات الرجوع عنها صعب، لأنها علّمت على جسد المواطن وما عادت تنفع معها أي جراحات تجميلية. وخلوني أقول إن الأزمة الاقتصادية هذه ليست وليدة أسبوع ولا أسبوعين، لكنها أزمة بسبب تراكمات سابقة، وبسبب أخطاء لم تصحح ولم تجد من يسارع إلى تصحيحها حتى لا تتفاقم وتصبح جبلاً صعب تحريكه كما يحدث الآن، وعلى رأسها انخفاض قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، وهو تدهور ليس فجائياً ولا مباغتاً، لكنه سيناريو حدثت تفاصيله على مرأى ومشهد من البرلمان الذي ظل يجلس في موقف المتفرج لا بيه لا عليه، حتى وقعت الفأس في الرأس وآل حالنا إلى ما آل إليه ليدخل الساحة كما العادة دائماً متأخراً بخطوات!!
وكدي خلوني النسأل السادة في البرلمان عن جدوى طلبات الإحاطة والمسائل المستعجلة التي ظلوا يحللون بها مرتباتهم، كدي قولوا لي شنو القضية الجوهرية التي حسمها البرلمان؟؟.. ياتو وزير رجع الوزارة بتقريره وقالوا ليه أعد؟.. لذلك فإن أي حراك للبرلمان تجاه هذه الأزمات لا يجد حماساً من الشارع السوداني الذي ينظر للبرلمان نظرة خالية من الثقة، باعتباره جسماً منحازاً للحكومة توجهه الأغلبية الديناميكية للحزب الحاكم، لذلك لا يستطيع البرلمان أن يسقط قراراً عايزاه الحكومة، ولا يستطيع أن يسحب الثقة من وزير جايبه حزب المؤتمر الحاكم، وبالتالي حكاية استدعاء رئيس مجلس الوزراء دي مجرد طق حنك ودور مرسوم لتدب الحياة في برلمان هو مجرد خيال مآتة لا يهش لا ينش، ولم يخرج عن كونه يؤدي دوراً أقرب للكومبارس وليس البطولة كما يحدث في كل بلاد العالم التي تهز برلماناتها وترز، وترتفع أصوات نوابها فوق صوت الحكومة ووزرائها، ولا يمر من تحت يدها قرار إلا وقد بصمت عليه ليصبح ملزماً ونافذاً.
في كل الأحوال لست متشوقة لمعرفة مخرجات مثول رئيس الوزراء أمام البرلمان، لأنه لن يختلف عن ما سبقه من جلسات أو استدعاءات ينتهي تأثيرها ويختفي صوتها برفع الجلسة.
}كلمة عزيزة
لم أتمالك نفسي من الضحك على التبرير الذي ساقته قناة أنغام على لسان مدير برامجها حول إلغاء المسخ المسمى نجم الموسم، حيث قال إن اللجنة المنظمة للبرنامج أعلنت إلغاءه بالرغم من النجاح الكبير، وخلو بالكم من النجاح الكبير ده تماشياً مع سياسات وموجهات الدولة ومراعاة لظروف الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وهذا حديث عجيب وغريب يلوي عنق الحقيقة والبرنامج ظل يمثل فشلاً ذريعاً ولم يقدم للساحة نجماً واحداً في أي موسم من المواسم، إنشاء الله الموسم الشتوي عكس برامج أخرى مثل نجوم الغد بالنيل الأزرق الذي رفد الساحة بأصوات غنية هي الآن ذات بصمة وحضور، واعتمد البرنامج على تقديم أياً كان طالما دفع الرسوم المقررة حتى لو كان صوته زي صوت عم “التاج” بتاع الخرد، وبالتالي ليس هناك داعٍ أن تدعي إدارة القناة أي بطولات زائفة وتقول إن إلغاء البرنامج عشان الحالة الاقتصادية، هو برنامجكم ده يا ربي كان مضمناً في الموازنة العامة ونحن ما عارفين؟؟
}كلمة أعز
حتى متى سيستمر ظلم الحكام لفرقنا الرياضية والحكم الجزائري ذبح الهلال أمس الأول، من الوريد للوريد أمام الأفريقي التونسي، عموماً الهلال الشفته أمس الأول، قادر على عصر الأفريقي في أم درمان، لمن يجيب الزيت.