.. لا أعتقد بأن أي اجتهاد تجاه محاولة فهم ما رمى إليه الرئيس “البشير” بزيارته الأخيرة لدمشق سيكون بعيداً عن ما قاله “البشير” نفسه يوماً ما عندما سئل عن متلازمة التناقض في علاقاته العربية والإقليمية خاصة مع دول الخليج الكبرى من جهة و سوريا ثم قطر لاحقاً بعد تصاعد خلافاتها من هذه الدول .. “البشير” قال لحظتها وباعتداد مدهش بأن السودان يعتمد سياسة مد الحبل وعدم قطعه مع أي دولة عربية مهما بلغت درجة الخلافات معها، وفي هذا كما يرى الرجل تحقيق لشيء من التواصل بين الدول العربية جميعها دون بتر قاطع بين الجميع وهو ما ساعده في تبرير استمرار علاقاته مع قطر وتركيا وتقاربه المتزايد الآن مع روسيا (التي ليس من المستبعد مطلقاً أن يكون لها الدور الرئيسي في ذهاب البشير لبشار الأسد ومحاولة فك عزلته العربية .. ) وهذه العقيدة التي الزم أخيراً “البشير” بها نفسه ودولته جاءت كرد طبيعي لما وصف بخطأ الإنقاذ الجسيم من حرب الخليج الثانية ، عندما أدى الأمر لعزله ووضعه ضمن دول الرفض التي عانت ما عانت نتيجة لموقفها ذاك وذلك بالرغم من واقع الحال العربي الآن والذي وللمفارقة قد أوضح الآن سلامة ذلك الموقف الذي نسب في السودان وبكامل تداعياته للراحل الشيخ “الترابي” الذي ربما كان قد رأى حينها ما لم يره غيره سواءً في داخل بلاده أو المنطقة العربية برمتها فضياع العراق أضاع الآن كل العرب .. من ينكر هذا ..؟؟ .. رحمك الله الشيخ “الترابي” فكأنك كنت وحدك من يعلم بالمؤامرة الكبرى .. ولكن الآن وإن أوفى “البشير” لعقيدته تلك التي أعلنها من خلال زيارته هذه لدمشق إلا أن غضبه من تجاهل حلفائه الخليجيين بقيادة السعودية لوضعه المتأزم الآن بالداخل لا يمكن تجاهله عند تحقيق قراءة موضوعية تطرح الاحتمالات والأسباب التي دفعته لهذه الزيارة المفاجئة والغريبة التي ستقلق وبالتأكيد حلفاءه الجدد، خاصة وأن الشبح الإيراني لا زال يخيم على صحراء هؤلاء ويكاد يسد عليهم كل أفقهم ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12