رأي

"أبيي" بين أحلام الجنوبيين وعشم الأوروبيين في الذهب الأسود!!

لا شك أن الجنوبيين يحلمون بانضمام مملكة المسيرية (أبيي) السودانية لدولتهم الوليدة جنوب السودان، بإنسانها ومواردها وما فوق أرضها وما تحت الثرى، وتنميتها وموروثاتها التاريخية، بحجج واهية، ولكن نحن المسيرية نقول للجنوبيين والأوروبيين إن عشمكم في احتلال دار المسيرية وضمها لدولة جنوب السودان كـ (عشم إبليس في الجنة)، لأننا نملك الوثائق من مؤرخي الإنجليز والأتراك الذين حكموا السودان في فترات متفاوتة، وبعض الشواهد المحلية التي أكدت وجود المسيرية في منطقة أبيي منذ القرن السابع عشر، بل هنالك معركة وقعت بالقرب من أبيي ذكرت الشواهد المحلية والعالمية وجود قبيلة المسيرية فيها، ولم تذكر الشواهد العالمية والمحلية أي وجود لدينكا نقوك أياً كان نوعه، إلا بعد 1905م. ونحن المسيرية لا ندعي ملكيتنا للأرض وكافة الحقوق في أبيي من باب الاستعلاء على حقوق الآخرين، بل من منطلق امتلاكنا الوثائق والمستندات التي تجعلنا نتمسك بأرضنا وموروثاتنا التاريخية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتنازل عنها لأي كائن من كان، إلى أن يرث الله الأرض، لأننا أصحاب كل شيء في المنطقة المتنازع عليها، ولا يمكن أن نسمح لـ (جدادة الخلا أن تطرد جدادة الفريق) وبناءً على هذا المثل الشعبي الراسخ فالضيف إن أراد أن يستولى على حقوق وممتلكات مضيفه وجب طرده، وهذا المثل ينطبق على أبناء قبيلة (دينكا نقوك) الذين تنكروا لجميل المضيف وأصول الضيافة، فتلك القبيلة لم تحترم مضيفتها قبيلة المسيرية التي أنقذتها من تصفية قبيلة (النوير) لهم إثر معركة وقعت بين قبيلة (دينكا نقوك) وقبيلة (النوير) بسبب (امرأة نويراوية)!! المهم نحن كمسيرية نعلم تمام العلم بأن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وعدت الحركة الشعبية أثناء الحرب وبعد السلام بتقديم أبيي حافزاً لها مقابل تنفيذ أجندتها المعادية للسودان، حتى لا يكون في السودان استقرار سياسي وأمني واقتصادي، والكل يعلم كيف ظلت الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل تعكر الأجواء، وخاصة الفترة الانتقالية ما قبل الانفصال وحتى تاريخه.. ولكن وعي الحكومة في تلك المرحلة جعل الحركة الشعبية مكبلة الأيدي في أمر تنفيذ الأجندة الموضوعة لها مسبقاً لتوقيف قطار التنمية.
 أيضاً نحن المسيرية لا يهمنا كثيراً أحلام الجنوبيين وعشم الأوروبيين تجاه منطقة أبيي، خاصة المحاولات التي يقوم بها “ثامبو أمبيكي” المتمثلة في حرمان المسيرية من المشاركة في استفتاء أبيي، وواجب التأكيد هنا أننا نقول للعالم أجمع إن أي استفتاء في أبيي بدون المسيرية لا يمكن أن يتم، ما دمنا متابعين ومراقبين بصورة دقيقة لمحاولات دينكا نقوك عبر المنظمات الدولية ودول الغرب. وهنا نقول لإخواننا في قبيلة (دينكا نقوك): اتركوا لغة تزييف الحقائق بالباطل، فأنتم عشتم مع المسيرية وتعلمتم في مدارس مناطقهم ولم تشعروا يوماً – وأنتم مع أهلكم المسيرية – بأنكم غرباء، وشاركتم المسيرية في كل شيء، وكنتم تقولون لكافة الناس إنكم ضيوف في دار المسيرية قبل التمرد، ولكن بعد توقيع اتفاقية السلام وبروتوكول أبيي ودخول الحركة الشعبية في الحكومة شريكاً للمؤتمر الوطني بدأ تنكركم لجميل الضيافة والتعايش السلمي مع أهلكم المسيرية، وأنتم تعلمون الحقيقة المفصلة التي لا تنتطح فيها عنزان. بعدها بدأ تبدل لغتكم في التعاطي مع قضايا المنطقة وظهر ادعاؤكم بأن الأرض لأبناء قبيلة دينكا نقوك، ادعاء امتلاككم للحقوق المتعلقة بأبيي كافة، وعليه نحن المسيرية نوجه لكم هذا النداء مجدداً للجلوس معنا من أجل الاتفاق على الثوابت التي تجعلنا نتجاوز العقبات السياسية في أبيي وإعادة أواصر العلاقات المتينة بين القبيلتين وإعادة الاستقرار للمنطقة والتنعم بالتنمية والسلام والتعايش السلمي.
نحن أبناء المسيرية نعلم تماماً أسباب المشكلة الحقيقية المتمثلة في وعود الأوروبيين للحركة الشعبية أساساً أثناء التمرد وأثناء الحرب وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا، بأن تقدم منطقة أبيي بإنسانها ومواردها في ظاهر الأرض وباطنها وموروثاتها مهراً لدولة الجنوب الوليدة تقديراً وعرفاناً لما قدمته الحركة الشعبية لهذه الدول الغربية وأمريكا، وما زال في كنانة الحركة الكثير لتقدمه لهذه الدول الغربية!!
 فهلا قبلتم بالجلوس معنا؟! ويبقى المجتمع العالمي رقيباً على ما يتمخض من ذلك الجلوس بإشراف كل من دولتي السودان وجنوب السودان؟!
كاتب صحفي وأمين إعلام اتحاد عام المسيرية

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية