عز الكلام

قصة ونهايتها لسه

أم وضاح

لم يسفر اجتماع المكتب القيادي للحزب الحاكم الذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح (الجمعة)، عن أي قرارات إصلاحية حاسمة لإنقاذ سفينة البلاد من الغرق، ولم يكن فيه من عنوان عريض ومفيد سوى شكره الموجه للشعب السوداني على صبره وقوة احتماله، وهو للأسف ما يؤكد أن الحزب الحاكم نفسه قد استنفد كل محاولاته وخلت خزانته من الأفكار الجديدة ولم يعد له أي طريق للإنقاذ وجلس مكتفاً يديه في انتظار معجزة جديدة، وواضح كده أن حكومة “معتز” قد فشلت أكثر من حكومة سعادتو “بكري”، وهو ما يستوجب أن تتدخل القيادة السودانية تدخلاً تاريخياً يحمي هذه البلاد من الانفلات، لأن الرهان على عقلانية الشعب السوداني وصبره هو رهان على أمر ليس من الثوابت والصابرين، هؤلاء إن تحملوا جوع بطونهم، فإنهم لن يتحملوا جوع أولادهم وضبابية مستقبلهم، لذلك على هذه الحكومة أن تقوم بمواجهة حقيقية مع النفس وتتخذ من الإجراءات ما يعيد للشعب السوداني هيبته وكرامته المهدرة، لأنه لا ينفع أن نتحدث عن إصلاح اقتصادي شامل وبعض الجهات والمؤسسات الحكومية أو التابعة لنافذين تتمتع بالمخصصات والفوائد والتسهيلات، وهي تمضي بأرباحها إلى أعلى، والاقتصاد السوداني يهبط بسرعة البرق إلى أسفل، وعلى الحكومة ألا تركب رأسها وتستمع لآراء العقلاء والناصحين الذين سبق وأن حذروا في بداية تعيين “معتز موسى” من خطورة جملة القرارات التي اتخذها بشكل سريع وهو أمر غريب ومحير أن يحدد مصير أمة تلاتة أو أربعة أشخاص، والنتيجة كما نرى الآن انفلات غير مسبوق وارتفاع في الأسعار وتعالي من الدولار الذي كلما ارتفع ارتفعت معه معاناة الناس ووصلت حداً لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن حتى احتماله، والمجتمع السوداني يعيش واحدة من أصعب مراحله، وهو بالمناسبة شعب شهم وعنده أنفة لا يشكي بالساهل ولا يذرف الدموع على الملأ، ومستعد أن يتحمل أكثر إن كانت هذه المعاناة مسببة أو معروف ليها بداية ونهاية، المشكلة والكارثة أنه الآن يدور في متاهة تتقاذفه العواصف وليست هناك بشارات في الأفق، بدليل أن المكتب القيادي للحزب الحاكم نفسه أعلن استسلامه ولم يخرج للناس إلا ببيان شكر على التحمل والصبر وطولة البال.
في كل الأحوال ليست هناك سوداوية أكثر من سوداوية المشهد الآن وقتامة الصورة التي ترسمها معاناة الإنسان السوداني صباح مساء، فهل تحدث معجزة تعيد إليها ألوان الحياة الهاربة؟؟
}كلمة عزيزة
حتى السلع المنتجة محلياً لم تسلم من حمى الزيادات التي طالت سلعاً مرصوصة في الرفوف سلفاً ارتفعت فقط بعدوى ارتفاع الدولار حتى لو لم تكن ذات علاقة بهذا الارتفاع، مشكلتنا الأساسية الآن أن هناك تجاراً يستغلون غياب الرقابة لمزيد من التضييق على المواطن.
أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
}كلمة أعز
كنت أتمنى لو أن المكتب القيادي للحزب الحاكم خرج علينا بقرار فصل سلطات رئيس الوزراء من وزير المالية، لأنه واضح أن السيد “معتز” راكب سرجين، وأهلنا زمان قالوا “ركّاب سرجين وقِّيع ومشّاي دربين ضهِّيب”!!.. واعترفوا ياخي بالفشل!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية