نائب رئيس حزب الأمة القومي دكتور “إبراهيم الأمين” في حوار مع (المجهر)
الحكومة وصلت لطريق مسدود وتدير دولة فاشلة
الوضع السياسي الراهن مربك جداً والمعارضة تتحمل جزءاً منه
عودة الإمام “الصادق” قرار مؤسسات الحزب وستتحمل تبعاته
أزمة الصحة في السودان سببها دخول السماسرة وأصحاب النفوذ
حوار – وليد النور
وصف نائب رئيس حزب الأمة القومي إبراهيم الأمين”، الحالة التي يعيشها السودانيون بالمربكة بسبب السياسات الخاطئة للحكومة، وقال إن أمريكا باعت للمعارضة والحكومة (الترماي)، مشيراً إلى ضرورة وحدة المعارضة لإنقاذ البلاد من الانهيار واتهم من سماهم بالسماسرة بتخريب الوضع الصحي بالبلاد.
{ برأيك كيف الخروج من الأزمة التي يعيشها السودان؟
_ حقيقة الوضع السياسي الراهن في السودان مربك جداً، وقطعاً هنالك العديد من القضايا المطروحة في الساحة نتيجة للحالة البائسة التي يعيشها الشعب السوداني.
{ من المتسبب في الإرباك؟
_ الإرباك بلا شك أساسه الحكومة ولكن (عشان نكون منصفين)، وبلا أدنى شك المعارضة تتحمل جزءاً من هذا الإرباك.. أما الحكومة فواضح جلياً أنها أصبحت تدير دولة فاشلة، وذلك لأن كل معالم وشروط الدولة الفاشلة مجسدة في السودان.
{ ما هي؟
_ الاقتصاد والضغوط على المواطنين والحكومة قاصرة في معالجة القضايا اليومية ناهيك عن رؤية لحلول جذرية لهذه القضية، لأنها حصرت نفسها في علاج قضايا محددة، بيد أن العلاج الذي يتحدث عنه المواطن لم يحدث، لأن علاج الحكومة وجبات خفيفة وبعضها غير مفيد.
قضايا الحريات وحقوق الإنسان وربنا خلق الإنسان حراً ونحن والمعارضة قطعاً في الوقت الذي فيه البلاد معرضة لانهيار تام في الاقتصاد ما لم تجد العلاج، سنعاني من الفقر والجوع، البلاد ستدخل في الفوضى إذا لم تتخذ المواقف السليمة من الحكومة وتتحد المعارضة بصورة تمكنها من إيقاف الحرب وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي. والشاهد أن عمليات التفاوض التي تتم تخضع لمصالح ضيقة للأطراف الداخلة فيها، والقضية الوطنية ضائعة لا تحقق للشعب السوداني تطلعاته.
{ هنالك ضغط أمريكي على الحكومة والمعارضة؟
_ العالم تحكمه المصالح بين الدول، ونجاح أية دولة في سياساتها الخارجية مرتبط بكيفية استقطاب أكبر عدد من القروض من المنظمات الدولية، والسودان محروم من القروض والمنح من منظمات هو عضو فيها ومحروم من القروض من البنك الدولي.. هذه المشكلة لا يمكن أن تحل ما لم يتم الوصول إلى توحيد الجبهة الداخلية، والقضية سياسية، والحكومة وصلت لطريق مسدود لإخراج البلاد.. لذلك يجب العمل والتوافق على حل هذه القضايا من أجل حماية الدولة حتى لا تنهار الدولة، لأن حال انهيار الدولة تصعب إعادتها لوضعها الطبيعي.
{ كيف تتحد المعارضة وهي مقسمة؟
_ من أخطاء المعارضة وعدم وحدتها أن المعارضة والحكومة خلقتا بيئة أضرت بالسودان والمعارضة والانتخابات والتحول الديمقراطي.. الشعب السوداني هو صاحب القضية في المرحلة المقبلة، والآن هنالك عدد كبير من الوطنين يسعى لمعالجة جذرية لوقف الحرب والتحول الديمقراطي الحقيقي والاستعداد لمرحلة ما بعد التغيير.
{ يمكن أن يكون الحل خارج الأحزاب؟
_ المبدأ واضح.. الناس عاوزة تغيير.. في ناس يريدون تغييراً بالسلاح، والآخرون يتحدثون عن تغيير بحل سلمي معناه سيتم في إطار عمل سياسي، في حوار يجب أن يعالج قضايا الوطن إلى الانتفاضة الشعبية، والناس تسعى للحل بأقل الخسائر وتضمن أنه يحقق المصلحة العليا للشعب السوداني.. نتوقع كل شيء في حالة السيولة السياسية وأزمة تخلق حراكاً مختلفاً لإحداث التغيير بصورة تحافظ على وحدة السودان.
{ تقصد حراك من خارج دور الأحزاب؟
_ السيناريوهات كثيرة، لكن السيناريو المطلوب لا بد أن نتحد حول مشروع لخلق رؤية واضحة.. العمل العسكري ليس حلاً.
{ المجتمع الدولي يمارس ضغوطاً على المعارضة؟
_ المجتمع الدولي وأية دولة تتحدث عن مصالحها وتحاول تستغل الدول الفقيرة وتبيع لها (الترماي)، مثلاً أمريكا كانت تضغط على الحكومة في مرحلة وتقول لها حسّني سلوكك، وتقول للمعارضة نحن نسعى لإسقاط النظام، والآن تقول للحكومة الطريق طويل للرفع من قائمة الإرهاب وأقول للحكومة وللمعارضة يجب عدم الاعتماد على أي عمل خارجي لأنه لا يأتي بنتائج إيجابية.
{ لماذا ربطت عودة الإمام بيوم الاستقلال من داخل البرلمان؟
_ عودة “الصادق” بقرار من مؤسسات الحزب وحدد لها التاسع عشر من ديسمبر مبنية على عدة أسباب منها مكانه الأصلي في السودان، وهي حلقة من سلسلة نشاطه والعودة، ليست للبلاغات المفتحة من قبل النظام.. العودة بتاريخه العريق وحزب الذي يتقدمه يتقبل أية تضحية سياسية، أياً كان رد فعل الحكومة لا يعنينا والحزب سيتحمل تبعاته.
(19 ديسمبر) هو اليوم الذي أجمع فيه السودانيون بشكل رائع على إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان نحو هدف نبيل، والآن نمر بمرحلة صعبة والظروف أصعب من العام 1956م، وواحد من أهداف تحقيق وحدة قوى التغيير على أساس درجة عالية من التفاهم وفق مشروع نهضة واختراق وطني ومقبول شعبياً نتقدم بمشروع نخبوي واحترافي ومناقشة البرامج لندخل مرحلة بناء الوطن.
{ هل سيشارك في الانتخابات؟
_ مافي زول برفض الحوار، ويجب أن يحدد هدفه ويؤدي غرضه، وأي نظام في الدنيا ذروة الديمقراطية هي الانتخابات ولكن لا تكون حقيقية إلا بعد توفير البيئة المناسبة والشروط التي يشعر المواطن بأنها ليست إنتاج النظام، والانتخابات في كل العالم الديمقراطي هي محاسبة الحكومة لأنها امتحان زي امتحان الشهادة، والهدف الثاني التداول السلمي للسلطة.
{ هل سترشح الإمام كرئيس لـ(نداء السودان)؟
_ لا مافي أي كلام زي دا.. مافي أي كلام عن رئيس (نداء السودان)، نحن نتحدث عن إيجاد مناخ لحل الأزمة السودانية والشيء الذي حققه حاول جذب القوى الحاملة للسلاح إلى السلام والحوار السياسي فحقو يتطور هذا.. السودانيون محتاجون للتكاتف من أجل مشروع جديد لينقل الشعب السوداني من المرحلة الحالية إلى مرحلة أفضل.. نسعى لإيجاد مرحلة جديدة وستخضع لتقديرات كثيرة جداً.
{ متى يتم عقد المؤتمر العام لحزب الأمة القومي؟
_ لا نربط المؤتمر العام بالانتخابات.. نحن الآن نعمل على الاستعداد للمؤتمر العام، وأي حزب تقابله العديد من المشاكل.. حتى الآن لا يسمح لحزب بإقامة نشاط خارج مقره.. الحريات غير موجودة ولا يسمح بإقامة نشاط، لكن بالرغم من ذلك نعمل ليكون في أقرب وقت لمصلحة الحزب لمصلحة البلد.. ونحن محتاجون لشيء جديد.
{ الوضع السياسي أثر على الوضع الصحي نجد يومياً عشرات المرضى يطلبون العلاج في الهند والأردن على الرغم من زيادة عدد الأطباء وكليات الطب ومستشفيات خاصة؟
_ السودان كان فيه نظام لإدارة المؤسسات الصحية من صحة البيئة، كان هنالك ضباط وملاحظ صحة وكانوا مهمتمين بردم البرك ومحاربة الملاريا، ولكن انهار بسبب السياسات الخاطئة.
وثانياً في السابق كان هنالك نظام في الطب العلاجي من نقطة الغيار إلى المستشفى الجامعي، وعملها فيها يتدرج بشكل هرمي فيه اهتمام كبير بالمواطن وعلاجه وكان هم الشخص قبل (30) سنة إذا مرض له شخص يكون همه هو كيفية توصيله للمستشفى وقد لا يجد فيه سريراً لكنه يجد طبيب ويجد دواء.. الآن لصراع أصحاب النفوذ ودخول السماسرة (في النص) أصبح الدواء غير موجود في المستشفى ولا بالسعر المناسب.
{ بالرغم من زيادة عدد الأطباء؟
_ النظام المتبع في توزيع المهام بين مختلف المؤسسات حصل فيه خلل، بدايةً التدريب كان داخل المستشفى للكادر الطبي، والأطباء العدد زاد لكن التدريب قل بصورة أخطر.. وأسوأ شيء حصل في السودان أن بعض المستثمرين استثمروا في التعليم والصحة، وهذا مجال خدمات وواجب الدولة أن توفر الخدمات الأساسية والعندو مال يمشي المستشفى أو الفندق.
في كل أنحاء العالم مافي كلية طب بتقوم بدون مستشفى.. جزء من مهام كلية الطب يفترض أن تقدم علاجاً وتجري أبحاثاً علمية.. مستشفى الخرطوم الطوارئ في النظام السابق كان للعيادات المحولة، بالنسبة للطوارئ يوم لكلية الطب ويوم وزارة الصحة توفر الأطباء من الاختصاصي وحتى طبيب الامتياز.. الدولة منحتهم امتيازات ولكن همهم تجاري، والمسؤولية الاجتماعية عندهم صفر.
لو كنت وزير صحة سألزم الكليات بإقامة مستشفيات ويكون العلاج مجانياً.. أي كلية لازم تعمل مستشفى يعمل (24) ساعة، وهذه من الكوارث.. وفي مستشفيات خاصة ترفض استقبال حالات طارئة، هؤلاء يجب أن يحاسبوا أخلاقياً ودي فوضى في الخدمات الطبية ونتيجتها أصبح العمل في الصحة لخدمة شريحة معينة من الناس.
{ هل أثر الصراع بين الوزارة الاتحادية والولائية على تقديم خدمة العلاج؟
_ الصراع بين أصحاب النفوذ والمال مع غياب المساءلة والمراقبة، و(99%) من السودانيين ما عندهم إمكانيات، وفي ناس شغالين داخل المستشفيات سمسرة، معمل دولة بعمل سمسرة، شغالين وإعلاناتهم في الصحف.. وزارة الصحة داخلة فيها صحة البيئة وصلاحيتها مفروض تكون أكبر من رئاسة الجمهورية لأنها قرارات حياة وموت والآن هي بدون فعالية.