تقارير

الصراع حول منصب نائب الرئيس يشق تحالف (سوا)

لا يؤثر على تنفيذ الاتفاقية

الخرطوم: فائز عبد الله
طفحت على السطح خلافات تحالف مجموعة (سوا) المعارضة، بجنوب السودان، وهددت استمرار التحالف كجسم معارض، وانشق عن المجموعة كلاً من “قبريال شانغسون” رئيس الجبهة الوطنية المتحدة، و”لام أكول” رئيس الجبهة الديمقراطية للتغيير ومجموعات أخرى، بدأ الخلاف حين تم إجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة للتحالف خلفاً “لقوبريال شانغسون” الذي قال إن الأمر لا يستدعي إجراء تلك الانتخابات، واتهم صراحة “لام أكول” بالوقوف خلف تلك الانتخابات واستبداله بالقائد “بيتر قديت”، ليتسنى له السيطرة على التحالف، وقال إن الأمر الخفي سعي “لام أكول” للظفر بمنصب نائب الرئيس، الذي تم منحه للتحالف بموجب اتفاقية سلام الجنوب التي وقعت سبتمبر الماضي برعاية من الخرطوم.
ونفى مستشار “سلفا كير” للشؤون الأمنية “توت قلواك” تورط الحكومة في ذلك الخلاف، وقال إن الحكومة لم تدفع مبالغ مالية لقيادات مجموعة (سوا) لتأجج الصراع والانشقاق عن المجموعة، وإن التحالف تبادلت داخله الاتهامات بسبب الصراع على منصب النائب الأول للرئيس حسب بنود اتفاقية السلام، ونصت الاتفاقية على تخصص (5) نواب للرئيس “سلفا كير” واحد منها من نصيب تحالف مجموعة (سوا) المعارضة، والتي تكونت من تحالف (13) فصيلاً وجبهة وقوى سياسية معارضة، وحسب الخلاف الأخير هناك (7) من القوى المتحالفة تؤيد موقف “لام أكول” و(6) تدعم “قبريال شانغستون”، وهذا ما رجح فوز “بيتر قديت” برئاسة التحالف.
بيد أن الصراع بلغ مبلغاً حادا ووصل إلى درجة الإساءات الشخصية بين “لام أكول” و”شانغسون” وطفت على السطح اتهامات بتلقي أحد قيادات التحالف لأموال من النظام القائم في جوبا، وتتألف الرئاسة في جوبا خلال الفترة الانتقالية من الرئيس، وخمسة نواب نائب الرئيس الأول، وأربعة نواب للرئيس، يرشح أحدهم من تحالف المعارضة.
وانشق التحالف إلى شقين، شق موالِ لرئيسه السابق “قبريال” وآخر لـ”لام أكول”، وقال “حسين عبد الباقي” أي عضو التحالف بقيادة “قبريال”، إن انتخاب الجنرال “بيتر قديت” غير قانوني بسبب عدم مشاركة جميع رؤساء الحركات المنضوية تحت التحالف في العملية الانتخابية.
وأكدت مجموعة “شانقسون” المنشقة من تحالف “سوا” الذي يضم “6” مجموعات ما عدا حركتي “لام أكول” و”بيتر قديت”، تمسكها بشرعية “قبريال شانغسون” في قيادة التحالف، متهمة “لام أكول” بالسعي لشق صف التحالف.
وأعلن التحالف بقيادة الجنرال “بيتر قديت”، تمسكه بنتائج الانتخابات، وشرعية انتخاب “قديت” رئيساً جديداً لتحالف الجماعات المعارضة، معتبراً قرار تعليق الانتخابات باطلا ولا أثر له.
وقال فصيل التحالف بقيادة “قديت” في بيان تلقت “المجهر” نسخه منه، ويضم توقيع (7) مجموعات من تحالف (سوا)، إن رفض نتائج الانتخابات من قبل مجموعة “شانغسون” له تأثير على مستقبل التحالف، متهماً الحكومة في جوبا بعقد اجتماع مع مجموعة “شانغسون ” لتحقيق مصالحها.
وقال رئيس التحالف السابق “قبريال شانغسون”، إن الصراع داخل تحالف مجموعة المعارضة من أجل منصب نائب الرئيس، وهو أحد أسباب الأزمة في التحالف.
قال “شانغسون” أحد الأسباب التي تجعلنا نتخاصم على الطاولة هو قضية نائب الرئيس التي خصصت لتحالف المعارضة في جنوب السودان، يتهمني الدكتور “لام أكول” بأنني خلال إقامتي في جوبا أضغط من أجل الحصول على منصب نائب الرئيس، وأنني التقيت بنائب الرئيس “تعبان دينق” في اشنطن ووعدني بتولي منصب نائب الرئيس، وأضاف: (أنهم سيتماشون مع اتفاقية السلام).
وجدد “شانغسون” اعتراضه على أن يتولى “بيتر قاديت” رئاسة التحالف باعتباره يخضع لعقوبات فردية تابعة للأمم المتحدة ولا يمكنه أن يقود التحالف.
وقال مستشار “سلفا كير” ورئيس لجنة الفترة ما قبل الانتقالية “توت قلواك”، إن الحكومة لم تتدخل في شؤون مجموعة تحالف (سوا)، وأضاف “لا علاقة لنا بالأزمة داخل التحالف الذي يضم (13) فصيلاً. وأضاف بصفتنا أعضاء في لجنة الفترة ما قبل الانتقالية، سنعمل وفقًا لالتزامات الاتفاقية الموقع.
ونفى “قلواك” إن اتهامات قيادات مجموعة (سوا) لحكومة الجنوب بالتورط في تقسيم تحالف (سوا) وزاد أنه غير صحيحة، استنكر لقائه بقيادات برئيس التحالف “قبريال شانغسون” بالخرطوم، وقال: (لكنني سمعت أن لديهم خلافات داخلية، لذلك أحثهم على الجلوس وحل خلافاتهم).
قال سفير جنوب السودان بالخرطوم “ميان دووت” أن خلافات مجموعة (سوا) لا تؤثر على الاتفاقية لأنها شأن داخلي بالتحالف ودعا الأطراف إلى ضرورة التمسك بالاتفاقية السلام التي تمثل تحديات للواقع وطالب قيادات (سوا) بتقديم المصلحة العليا على المصالح الشخصية والعمل على تطبيق اتفاقية السلام.
واتهم الجنرال “بيتر قديت” الحكومة بزعزعة استقرار تحالف المعارضة في جنوب السودان (سوا)، وزاد “توت قلواك وقبريال شانقسون” وقعوا على صفقة لتقسيم التحالف “توت قلواك” عقد اجتماعاً مع مجموعة “شانقسون” في جوبا وتسلموا مبالغ من الحكومة.
وقال “بيتر” إن الأزمة التي تواجه تحالف (سوا) لن تؤثر على تنفيذ اتفاق السلام.
وقال رئيس الحركة الديمقراطية الوطنية وعضو مجموعة “سوا” المعارضة بجنوب السودان دكتور “لام أكول” أن الخلافات التي حدثت داخل التحالف كانت حول سعي بعض القيادات لتحقيق مصالح شخصية والحصول على مناصب، وأضاف أن الانتخابات التي أجريت لتحالف كانت وفق اللوائح والقوانين، وزاد قال إنني قمت بقيادات انقلاب وهم يتحدثتون عن أن الرئيس الحالي “بيتر قديت” غير مؤهل لتولي منصب رئاسة التحالف وأشار إلى أن “شانغسون” كانت حجته بأن “بيتر قديت” غير لديه مؤهلات علمية ونفى “أكول” أي علاقة له بالاتهامات والتصريحات المنسوبة إليه، وأشار “كول” إلى أن الخلافات داخل مجموعة (سوا) سببها أشخاص يقومون بالترويج إلى أن الرئيس الحالي غير مؤهل.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية