ربع مقال

القدس .. ذكرى القرار المشؤوم!!

د.خالد حسن لقمان

} يصادف هذا الشهر ذكرى القرار القبيح الذي اتخذه الرئيس الأمريكي الغريب الأطوار “دونالد ترمب” باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها.. هذا القرار تجنب اتخاذه كل الرؤساء الأمريكان من لدن “جيمي كارتر” و”رونالد ريغان” و”بوش” الكبير الذي توفي قبل أيام.. وحتى ولده المتهور “بوش” الصغير الذي أشعل حروب المنطقة العربية وأججها حتى صارت لهيباً مستعراً أكل الأخضر واليابس.. حتى هذا المجرم لم يتجرأ على اتخاذ هذا القرار الذي اتخذه وبكل عنجهية وصلف هذا المجنون الذي يدعى “دونالد ترمب”.. والسبب في هذا يبدو واضحاً.. فحتى الأمس القريب.. كان هنالك بعض الرجال المسلمين والعرب الذين يهبون لمنع أخذ الحق العربي أو المساس به.. وبغياب هؤلاء فقد أصبحت المنطقة العربية والإسلامية مسرحاً لأمثال “ترمب” هذا يصول ويجول فيه كيفما يشاء بكل هذا الجبروت.. الغريب أن ذكرى كهذه المصيبة كادت أن تمر بصمت غريب ومريب.. بل وخائن وجبان من الجميع.. لو لا ما نقل من فعاليات اللقاء التضامني الذي دعت إليه مؤسسة القدس الدولية بشعار “القدس عربية وإسلامية.. كانت وستبقى”.. وهو اللقاء الذي خرج قوياً.. وقد كان لافتاً فيه ما ذكره مدير عام هذه المؤسسة في بيروت.. بأن قرار “ترمب” كرر ما فعله “بلفور” في وعده لليهود منذ أكثر من مائة عام.. وذلك بإعطائه الضوء الأخضر للاحتلال لحسم مصير القدس بأقرب وقت وبأي وسيلة.
وأضاف الرجل متسائلاً: أما آن لنا جميعاً أن ندرك المخاطر التي تهددنا بالتفرقة والاستعمار وسرقة ثرواتنا وبث الفتن والاعتداء على حرماتنا ومقدساتنا؟؟.. أما آن لنا أن نترفع عن خلافاتنا الضيقة ونتقبل اختلافاتنا الطبيعية ونتلاقى في مساحة ما هو مشترك بيننا؟؟.. وأي مشترك بيننا أسمى من القدس والمسجد الأقصى؟؟).
بوركت يا رجل.. ولكن من تسأل يا سيدي؟.. هؤلاء المهرولون للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب المغتصب؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية