لا يحدث إلا في السودان، هو العنوان الأنسب والأفضل الذي يليق تماماً بتفاصيل الإعلان الذي نشرته هذه الصحيفة أمس، من مواطني المناقل، معنوناً للسيد رئيس الجمهورية، حيث جاء في الإعلان الذي هو في الأصل مناشدة من الموقعين عليه، موجهة إلى الجهات الحكومية الرسمية والولائية والاتحادية وخاصة جهاز الأمن الوطني ووزارة العدل والقضاء، يستنجدون بها لإيقاف قرار وزارة التخطيط العمراني بولاية الجزيرة الذي يختص ببيع الميادين والفسحات العامة بمدينة المناقل، لكن خلوني أقول إن أخطر ما في هذه المناشدة الجزئية التي ذكر فيها الموقعون عليها أن هناك اجتماعاً تم بينهم ومعتمد محلية المناقل وبحضور رئيس المجلس التشريعي وعدد من أعضاء مجلسه وأعضاء المحلية، ذكر فيه المعتمد، أن بيع هذه الميادين والفسحات أمر حتمي، (ولاحظوا حتمي دي)، لاستخدام العائد في إدارة حملة ترشيح السيد رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة، وخلوني كدي تاني أقول إنني أكثر من مرة قلت إن مناسبات وأحداثاً كثيرة واحتفالات ومهرجانات تعتبر بمثابة مواسم تنتظرها تماسيح لتضرب ضربتها، وقلت بالحرف إن موسم الانتخابات القادم هو الموسم الأمثل للسمسرة والبيع على عينك يا تاجر، لكن أن تصل الجرأة وقوة العين حد أن تبيع محلية المناقل أراضي الدولة السودانية لإدارة حملة الأخ الرئيس، نقول لهم إنه قد بلغ السيل الزبى ووصلت الفوضى حدها وخرجنا من مرحلة الاستهانة بالمواطن السوداني الذي أنهتكه الصفوف وكسر ضهره الوقوف، إلى مرحلة الاستهانة بالتراب السوداني والأرض السودانية وبيعها في سوق الله أكبر، وطالما أن الكلام دخل الحوش، فبعد ده ما عندنا كلام نوجهه إلا للسيد الرئيس، ونقول له حديثاً نحن مسؤولون عنه أمام الله وأمام الشعب، يا سيدي الرئيس ما يحدث من تصرفات همجية كهذه، يخصم من رصيدك ولا يضيف له، وهؤلاء يهزمونك ولا ينصرونك، يخذلونك ولا يدعمونك، وياتو شعب سيسعى لانتخابك عن محبة واقتناع ونفس وهو يشاهد أرضه تغتصب وحقه يتقلع قدام عينه، وما معروف بعد المناقل المطرة ح تصب وين، فيا سيدي آن الأوان أن تضرب بيد من حديد والشعب يعلم من اغتنوا وأثروا وملوا كروشم وضيعوا البلد وهم الذين أسميتهم بالقطط السمان، وهؤلاء إما استغلوا مناصبهم أو قربهم من الحزب الحاكم أو سلالم كثيرة صنعوها وصعدوا عليها وأصبحوا فوق في السماء، بعيداً عن أرض واقع الناس المعاش، بل وبعضهم بعيد عن المحاسبة والمسألة، وهذه قضية أصبحت مفروغاً منها ومسلماً بها وآخرون ينتهزون الفرص ليحققوا أطماعهم ونهمهم الذي لا يعرف الاكتفاء، تشبثاً بالسلطة وتقرباً للسلطان ولو على حساب هؤلاء البسطاء الصابرين، وودوا البلد في ستين داهية، لكن أن يصل الحال إلى بيع أملاك الشعب في انتهازية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، تبقى الحكاية فوق حد التصور وفوق حد الاحتمال، والسيد معتمد المناقل بكل قوة عين عايز يدق جرس المزاد في الميادين التي يتنفس فيها صغارهم أوكسجين الحياة، ويجعل الساحات الممتدة غابات أسمنت تكتم الأنفاس، وهو ما لا أظنه سيرضي السيد الرئيس الذي لن يرصف طريق عودته إلى القصر الجمهوري، ويعبده على حساب ظلم الغبش ومضاعفة معاناتهم، والسيد معتمد المناقل بهذا الفعل يتحدى قرارات الرئيس التي سبق وأن أصدرها حماية للميادين والساحات العامة التي لم تنجُ من أطماع الطامعين وتغول المتغولين، ليتعدى المعتمد على حق ليس من حقه ويقول ليهم البيع حتمي، وحتمي دي معناها بالعربي الفصيح العاجبه عاجبه والما عجبه يشرب من البحر، فيا سيدي علّم هؤلاء أن نجاح حملتك الانتخابية لن يتم بالقروش ولا بالعطايا، حملتك ستنجح إن خاف هؤلاء رب العزة في هذا الشعب الصابر وقدموا نموذجاً في الحكم الراشد، بالله عليكم كيف ستنصرون الرئيس وأنتم تقدمون نموذجاً مخيفاً في الظلم والهمبتة الرسمية؟!
}كلمة عزيزة
هذا القرار الجائر ينبغي أن يطيح برؤوس عديدة عليها أن تدفع ثمنه باهظاً، والغريبة أن حديث المعتمد جاء بحضور رئيس المجلس التشريعي وأعضاء مجلسه الذين يفترض أن ينحازوا للقواعد التي رفعتهم إلى هذه المناصب الدستورية ليمارسوا صمتاً محيراً، هو بكل المقاييس تواطؤ مع قرار المعتمد، عرفتو الحكاية بايظة ليه؟؟
}كلمة أعز
مواطنو الخرطوم يعيشون أسوأ كابوس في أزمة المواصلات، ووزير البنى التحتية والمواصلات بالولاية يتحدث عن ضرورة التعاون مع منظمات عالميه لدرء الكوارث، هسي الواحد يعلق بشنو؟؟