رأي

الحاسة السادسة

فساد من فصيلة أخرى!!

رشان أوشي

الأسبوع الماضي، نزلت ضيفة على ولاية جنوب دارفور وعاصمتها “نيالا”، لتغطية افتتاح طريق (نيالا- كاس -زالنجي)، بدعوة من وزير النقل “حاتم السر”، ومدير هيئة الطرق والجسور “جعفر حسن”، لم يتجاوز عددنا ثمانية صحافيين، برفقتنا ممثلون للشركات التي تعمل في مشاريع الطرق، زيارة قصيرة وجادة وقفنا خلالها على إنجازات فعلية بأرض الواقع نفذتها شركة “الجنيد”، تصادف وجودنا بمطار “نيالا”، طائرة أخرى أعقبتنا بدقائق، حملت جيشاً جراراً من الصحافيين، واكتظت باحة المطار بمئات الناس، كل هؤلاء كانوا حضوراً في فعاليات الدورة المدرسية التي أنفقت فيها حكومة الولاية ما يقارب ثلاثمائة مليار جنيه، حظيّ الإعلام فيها بنصيب مقدر، حتى ظهر سماسرة ومقاولون لشؤون الإعلام، وفي ذات الوقت الذي أنفقت فيه الولاية مئات الملايين على إسكان وإعاشة وتحفيز الضيوف من الصحافيين والمسؤولين، تعرضت طالبات لحالات إغماء بسبب الجوع، وهو ما نقلته محررة (المجهر السياسي) “رباب الأمين” التي غطت الفعالية، تأملوا معي حجم المفارقات في القضية، في الوقت الذي يقتات فيه أصحاب الفعالية الفتات، ينفق الوالي “آدم الفكي” الملايين على الحملات الصحافية التي بيضت وجهه كثيراً في الفترات السابقة، وأزالت عن ثوبه تهم تبديد المال العام.
ألم يكن الأجدر بتلك المليارات التي أُنفقت على فعالية فاشلة لم تعد تسهم في مسيرة التعليم بالبلاد، أن تشيد المدارس المتهالكة في القرى والمدن داخل الولاية، حيث يتلقى الآلاف من طلاب مرحلتي الأساس والثانوية في قرى جنوب دارفور، دروسهم في بيئة مدرسية أقل ما توصف به متردية ولا تليق بآدمية هؤلاء الأطفال، عشرات المدارس لا سور لها تمرح البهم والأنعام في فنائها، وتعيش الكلاب فيها حياة هانئة، مئات المدارس تفتقر للإجلاس الجيد، والكتاب المدرسي، وتعاني الفاقة وضعف الإمكانات وقلة استاف التدريس، كل ذلك تتجاهله حكومة الولاية وتولي العناية لـ(الشو) والإنفاق على الحملات الصحافية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية