عز الكلام

المعارضة ترقص على جسد الأزمات!!

أم وضاح

كل الظروف المحيطة ببلادنا الآن، تؤكد أننا نعاني ظروفاً صعبة واستثنائية بمعنى الكلمة، ألقت بظلالها على كل المشهد السوداني، والناس ما عادت لديهم أحاديث سوى عن الأزمة والضيق، وما عادت لديهم شغلة غير ممارسة الوقوف على أطراف المعاناة وطرح السؤال الممزوج بالخوف عن كيف سيكون بكرة، والحالة السودانية برمتها منحت الشعب السوداني جملة دروس مهمة لعله يستفيد منها في مستقبل أيامه، وخلوني أقول إن أول هذه الدروس وأهمها على الإطلاق أن هذه الأزمة كشفت للشعب السوداني زيف المعارضة التي ظلت بالخارج تدعي انحيازها للشعب السوداني وتبشره بالخيار الديمقراطي وتستغل الأزمة تلو الأزمة لتظهر بمظهر المتضامن معه والواقفة عند خط التماس الأول رغم أن الشعب السوداني معظمه إن لم يكن غالبه، قد كشف هذه الأكذوبة الكبيرة والبالونة المنتفخة هواء التي تسمى بالمعارضة، وقد ظلت طوال ثلاثين عاماً ماضية، فاشلة وخائبة في أن توجه أي ضربة قاضية أو موجعة للحزب الحاكم، ولم تستطع حتى أن تصبح نداً له، وبدت ضعيفة متهالكة رغم أن ما حصدته من أموال الدعم وإعانات الخارج يمكن أن يحل مشاكل البلد وزيادة، لكنها أي المعارضة، هزمت نفسها بنفسها أو لتقل هزمتها أطماعها وهشاشة مواقفها وضبابية مبادئها، وظلت تتاجر بالشعب السوداني وتعده بالرخاء والوفرة، وتحرضه على الخروج للشارع وتنتظر وتترقب حصاد هذا الخروج من خلف نوافذ الفنادق وستائر الفلل والشقق الفاخرة في برلين وبروكسل ولندن، بل إن أكثرها (غش الحكومة) نفسها وإيهامها بأنه مهدد لها أو أنه قادر على فعل شيء وقبض ثمن خوف الحزب الحاكم من (خيال المآتة) المسمى معارضة، مناصب وصفقات وفلوس باليورو والإسترليني، وكدي خلونا من الفات كله وقد كنت أتخيل أن معاناة شعبنا الآن ووقوفه في الصفوف، سيجعل المعارضة أكثر ذكاءً من الحكومة التي أعلن رئيسها تضامنه وتفهمه للموقف الاقتصادي الراهن بقرار أوقف من خلاله قيام المهرجانات والاحتفالات وتوجيه ميزانياتها إلى الضروريات العاجلة، كنت أتخيل أن المعارضة ستعلن من المواقف إن شاء الله بالكلام ساي، وهو فعل لا يجيدون غيره، ستعلن حزمة من المواقف المتضامنة مع شعب السودان في محنته، وبدلاً عن ذلك خرجت إلى السطح مقاطع فيديو لاحتفال أقامه بعض مدعي ومدعيات النضال الإسفيري لوداع السيد “الصادق المهدي” العائد إلى بلاد الصفوف والأزمات، وهم في قمة الأناقة والروقان والبهجة، وشي (رقيص بالرقبة، وشي تويست)، وكأنهم مواطنو دولة يتمرغ مواطنوها على أسرة الرفاهية بلا معاناة، بلا هموم، فأدخلوا المحتفى به نفسه في حتة ضيقة وجعلوه في مرمى السهام، لتؤكد هذه المعارضة أنها معارضة سطحية وكضااااابة لا تشارك الداخل همه ولا تعنيها أزماته التي تحتفي بها، وتفرح لأنها تطيل عمر أدائها وتمثيلها المفضوح لدور الانحياز لشعب السودان، ليقف المواطن السوداني في مفترق طرق حائراً ومتألماً من هذا الاختبار الصعب، وأمامه طريق تقف فيه حكومة للأسف محبطة وعاجزة عن اتخاذ قرارات وسياسات تاريخية بمقدورها أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وتدخل المنتفعين والمفسدين جحر ضب، وطريق آخر تقف فيه معارضة سجمانة وعاجزة بكل ما فيها ومن فيها من زعامات تقليدية تمارس المناورة والسمسرة لتمد شهور عسلها مع المؤتمر الوطني وكله بحسابه، ومعارضون ومعارضات أكدوا أنهم لا يجيدون فقط الرقص والسكسكة على الألحان وعزف الربابة، لكنهم يجيدون الرقص على نار القضايا والأزمات والسكسكة على لحن دموع الغلابة الغبش، كان الله في عونهم!!
}كلمة عزيزة
يعاني مواطنو الخرطوم، هذه الأيام أسوأ أنواع الاستغلال من أصحاب المركبات العامة الذين يحددون مسار الخطوط حسب أمزجتهم، ويقدرون التعرفة كيف ما اتفق السادة في إدارة النقل العام في الولاية، شوفوا شغلكم واحسموا هذه الفوضى التي جعلت مواطني الخرطوم من مستقلي المواصلات، مستعدين وبجدارة للمشاركة في الأولمبياد ونيل بطولات ذهبيات الماراثون.
}كلمة أعز
رغماً عن حديث الفريق “صلاح قوش” الواضح حول محاربة المتاجرين بقوة الشعب، ورغما عن تهديد الفريق “هاشم” بقطع يد المضاربين والمسمسرين بأزمة الخبز، عادت الأزمة من جديد، حد فاهم حاجة؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية