{ مطربون كثر نجحوا في تقليد العديد من عمالقة الأغنية السودانية وترديد روائعهم الغنائية بدرجة عالية من التطابق الصوتي والطريقة الأدائية، ولكن هذا التفوق في التقليد يخصم من تجاربهم الخاصة ويضيع ملكاتهم الصوتية الخاصة بهم والأمثال كثيرة للأصوات التي أخفيت داخل عباءة التقليد واذكر منهم المطرب الشاب “أحمد بركات” مقلد عميد الفن السوداني الراحل “أحمد المصطفى”. المطرب “هاشم كابلي” مقلد سفير الأغنية السودانية “عبد الكريم الكابلي” وبقية مقلدي العمالقة “الكاشف”، “وردي”، “الجابري”، و”زيدان” وغيرهم ممن يمتعونا بأداء مقارب لأصحاب (الأصوات الحقيقية) ولكنهم للأسف الشديد يحرقون تجاربهم الخاصة بالإصرار على البقاء في محطة التقليد.
{ سبق أن أشدت بالخامة الصوتية الحقيقية أو الصوت الخاص بالفنان “مصطفى السني”، ولكني ما زلت اتعجب في أمر هذا الفنان لماذا يصر في حصر تجربته في تقليد عملاق الأغنية السودانية “عبد العزيز محمد داوود” وترديد أغنياته على الرغم من أنه يمتلك خامة صوتية تخصه ويظهر ذلك جليا عندما يغني بإحساسه الخاص لمطربين آخرين، أمثال “وردي” و”الجابري” و”الكابلي”، وكما نبهته بأن تركيزه في التقليد يجعله يتحول إلى مجرد ناقل لصوت مطابق للأصل الذي يقلده ويغيب إحساسه الإبداعي الخاص به كفنان له طريقته الخاصة في الأداء والتطريب .
{ بالفعل عندما تستمع لأي مطرب موهوب وهو يؤدي الأغنيات الكبيرة لـ(الكبار) تتمايل لها طرباً ولكن للأسف الشديد لا تحس بأن الذي تستمع إليه فنان يحرك الأحاسيس لأن تركيزه في التقليد يغتال إحساسه الإبداعي الخاص .
{ يبقى السؤال قائماً إلى متى يظلم هؤلاء أنفسهم ويحرموا الجمهور من أصواتهم الحقيقية لأعمالهم الإبداعية الخاصة .
{ أما الذين يصرون على تقليد من شكلوا وجداننا من العمالقة عبر بأصوات مشروخة ويتمادوا على استمرار في اغتيال الأغنيات الأصل ويشوهوا جماليات الأصوات العملاقة المعتقة بالعشوائية والتقليد العبيط والتخبط والبلادة والبلاهة في الأداء، فهؤلاء لأنهم يحرقون دم المستمع (ويفقعون مرارته) يجب أن تشهر لهم الجهات المسؤولة (الكرت الأحمر).
{ أما المطربون الذين يصرون على تعاطي وترويج الأغنيات الهابطة والساقطة و(المائعة) يجب أن يتم القبض عليهم ومحاسبتهم الجلد في ميدان عام لمخالفتهم قانون النظام العام و(الذوق العام).
{ ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.