بكل الوضوح

في بريد رئيس الوزراء احذروا دعوة المظاليم ..!!

عامر باشاب

{ خلال مرورنا المتكرر عبر شوارع وممرات السوق العربي تضطرك مناظر زحام وازدحام المواطنين في صفوف المخابز وصفوف الجاز والبنزين أما من بين الصفوف التي تكثر فيها دراما الألم والعذاب هي بالتأكيد صفوف الصرافات الآلية خاصة الملحقة بعدد من المصارف، والتي تحولت إلى مكنات ممنوعة من الصرف (مكشرة على طول ومادا بوزا) في أغلب الأحيان وحتى لو ابتسمت في وجهك لا تعطيك غير الفتات من حُر مالك .
{ وهناك وفي مسرح تلك الصفوف دائما ما تشوف عروض محزنة ومؤلمة وكثير ما تصل إلى مسامعك العديد من عبارات السخط والاستياء والإحباط مثل (دي حالة دي) (الحكومة دي موديانا وين؟) (فعلا قروشك تدوسك) (برانا جبنا لي روحنا الذلة والمهانة والمرمطة في البنوك) (قروشنا قلنا نختها في البنك تريحنا عذبتنا وبهدلتنا) (جينا للبنوك كايسين للتوفير اتفاجأنا بالتقطير) (لو عارفين السيولة بتسيل عرقنا كده ما كان ختينا قروشنا هنا) ومن ضمنها تعليقات على حال موظفي البنوك مثل (وجاهات وبدل وكرفتات في الفاضي وخزنكم فاضية وصرافاتكم قاطعة).. (القاعدين ليها شنو أحسن تقفلوها ترتاحوا وتريحونا من عذاب كل اليوم) أما العبارات الأخطر فهي تخرج من أفواه كبار السن رجال ونساء على شاكلة (الشكية لي ابيدا قوية) (الله يتلتلكم زي ما تلتلونا) (الله يوقف حالكم زي ما وقفوا حالنا) (الله يصلبهم زي صلبونا في الصفوف) وغيرها من الشكايا والدعوات التي تشعر بأنها خارجة من أعماق جوف محروق وبكل وجع الحرقة والحاجة ترفع إلى السماء إلى رب العرش العظيم الله سبحانه وتعالى الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.
{ ومع هذه الرسائل الملتقطة من الشارع العام من أمام المصارف والبنوك وصلتني بالأمس رسالة من المواطن العم “عبد الرحيم محمد عبد الرحيم” من معاشيي مشروع الجزيرة مكتوبة بألم التلتلة والمكابسة والانصلاب اليومي في صفوف البنوك للوصول للحق المحبوس. عم “عبد الرحيم” طلب مني أن أوصل رسالته هذه بكل الوضوح إلى وزير المالية رئيس مجلس الوزراء الأستاذ “معتز موسى”، وجاء فيها:
السيد وزير المالية، رئيس مجلس الوزراء، التحية وبعد أخاطبكم عبر صحيفة (المجهر) لتضررنا معشر معاشيي مشروع الجزيرة الذين يصرفون معاشاتهم الشهرية من بنك الادخار بمدينة مدني وفروعه، وبرئاسة البنك في الخرطوم إلا أننا جميعنا (معاشيي مشروع الجزيرة) لم نصرف المعاش على قلته بحجة عدم توفر السيولة بالبنك وقلة قليلة منحوا (ميتين .. 200) جنيه فقط خصم من المعاش.. ومن هنا إنابة عن الشيوخ والعجزة والأرامل من المعاشيين وأسرهم أن تنظروا لأحوالنا التي لا تحتمل .. فالرجاء أن تتداركوا هذا الأمر بأعجل ما يمكن وأحذروا دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب.
والسلام.. “عبد الرحيم محمد عبد الرحيم”
عن معاشيي مشروع الجزيرة.
{ وضوح أخير :
{ هكذا وصل الحال بمن خدموا السودان عبر مشروع الجزيرة الذي ظلت كل الحكومات تستند على مقدمه من سند قوي لاقتصاد البلاد ..!!
{ المؤسف حقا حتى تحويلات المغتربين تأتي مسرعة لتنحبس في البنوك مما اضطر الكثيرين للتحويل لأسرهم عن طريق تجار العُملة وتجار الشنطة ..
{ عاد ده كلام.. ده ياهو ذاتو (الفرج القريب الجا وما وصل)
{ فعلا.. زي الحال ده يوم لا كان لا حصل.
{ نسأل الله السترة والفرج.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية