أعرض عن هذا يا “باشري”
يصر للأسف، بعض منسوبي حزب المؤتمر الوطني على إثارة مشاعر الغضب لدى الشارع السوداني بتصريحات مستفزة ولا داعي لها، وكأنهم مصرون على الضغط على الجرح وهو ينزف، غير عابئين بنتائج هذا الضغط !!.. وقد ظللنا على طول فترات ماضية نسمع لبعضهم تصريحات مشاترة لا عندها رأس لا قعر، لكن أكثرها مشاترة حتى الآن.. حديث الأخ “عمار باشري” أمين التعبئة السياسية للمؤتمر الوطني الذي قال فيه إن حزبه لن تكسره صفوف البنزين.. ولن تقعده صفوف الخبز، وهو لعمري حديث غريب وعجيب، ولكأن هذه الصفوف هي صنيعة كائنات فضائية قادمة من كوكب المريخ، وطوب الأرض يعلم أن حكومة الحزب الحاكم ووزراءه الذين تعاقبوا على وزارات مهمة كالمالية أو منسوبيه الذين أداروا سياسات بنك السودان هم السبب الحقيقي في هذا الفشل الاقتصادي المريع الذي كانت نتائجه هذه الصفوف الممتدة على مد البصر،
وبالتالي الحزب ربما لم ينكسر لكنه مؤكد كسر ضهر الغلابة بما يتحملونه من أعباء أكبر من احتمالهم وأعلى من سقف توقعاتهم.
وخلوني أقول وللمفارقة إنه في ذات الوقت الذي يحدثنا فيه “باشري” عن الانكسار، يصرح لهذه الصحيفة في حوار ضافٍ الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، دكتور “الأمين عبد الرازق”، ويقول إن أسباب التحديات والمعوقات التي تواجه “معتز موسى” رئيس الوزراء هو وجود الدولة العميقة، وهي ذات الدولة التي قاومت حكومة سعادتو “بكري حسن صالح”، وإن حل الأزمة لدى المؤتمر الوطني نفسه، لأن من يستحوذون على المال هم من عضوية الحزب الحاكم، عرفت حزبكم يا “باشري” ما بتكسر ليه؟.. ورغم ذلك والشارع السوداني يعلم علم اليقين أن كثيراً من القطط السمان هي صنيعة الحزب الحاكم، ويعلم تماماً أن معظم الإمبراطوريات المسيطرة على السوق هي لشخوص هم عضوية الحزب استفادوا من كارنيه الحزب في تظبيط أمورهم مع البنوك والمؤسسات الاقتصادية وحتى مع الجن الأحمر، ورغم ذلك ظل المواطن السوداني قابضاً على جمر المعاناة يتحمل وحده نتائج السياسات الفاشلة والفساد الذي أفقد الجهاز المصرفي هيبته واستقلاليته، واللا قول لي منو البياخد مرابحات مليارية إن لم يكن عضواً في الحزب الحاكم؟.. ومنو يقدر يدخل مشروعاً استثمارياً وضهره متكول إن لم يكن في الحزب الحاكم؟.. والرأسمالية الوطنية التقليدية والأسماء التي نحتت لنفسها في الصخر فلست وفشلت وتوارت عن المشهد، وحلت محلها قوى رأسمالية ولدت مع ولادة الحزب الحاكم، لذلك أقول إن حديث “عمار باشري” حديث مستفز وفيه كثير من العنترية وفيه رسالة حروفها ممزوجة بالتحدي الذي ليس له داعٍ، بل على العكس هو تحدٍ يفقد المؤتمر الوطني أي مساحات يمكن أن يمدها نحو الآخر قبل انتخابات ٢٠٢٠ مما يحتم على قيادات الحزب العاقلة أن تضبط تصريحات وانفعالات واندفاع بعض منسوبيه الذين يتعمدون أن (يجروا شكل الشارع) الذي يقف وحده في خط التماس، متحملاً الامتحانات والابتلاءات محاكياً “أيوب” في صبره، وأن تعمل هذه القيادات وهي على فكرة تجد الاحترام والتقدير وما عرف عنها تفلت أو رعونة، بل على العكس استطاعت في أحداث كثيرة أن تخلق الوزنة المطلوبة وتحفظ ماء وجه الحزب، على هذه القيادات أن تعمل على ضبط تصريحات “باشري” أو غيره من الذين لا يدركون خطورة مثل هذه الأحاديث.
وعموماً يا سيد “باشري” إن كانت كل هذه الأزمات والصفوف لم (تكسر حزبك)، على الأقل فلتجعله (يختشي ويخاف الله فينا).
}كلمة عزيزة
قرار يستحق الإشادة والتصفيق، ذلك الذي أصدره السيد الرئيس بجبر الضرر لضحايا حريق سوق أم درمان، من التجار الذين احترقت أموالهم، أرجو أن يقوم البنك المركزي بتنفيذ توجيه الرئيس بالسرعة اللازمة، وربنا يجبر ضرر اقتصادنا كمان.
}كلمة أعز
في حديثه لبرنامج “رفع الستار” بقناة الخرطوم، قال وزير البيئة، الأستاذ “حسن إسماعيل” إن سلطات الطيران المدني تسمح بنزول أسوأ أنواع الطيارات التي تستخدم أردأ أنواع الوقود المهدد للبيئة، وجدد مناشدته لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء لحماية الإنسان السوداني، فما هو رد سلطات الطيران المدني على هذا الاتهام الواضح؟