عز الكلام

ماذا يحدث في سوداتل؟

أم وضاح

عندما تكون هناك أزمة اقتصادية كالتي تمر على بلادنا ألقت بظلالها على كل بيت سوداني وجعلت الناس يمارسون رياضة الجري والوثب لالتقاط حقهم في حياة كريمة متحدين الأزمات والصفوف.. يصبح خبر كالذي تم تداوله أمس.. على نطاق واسع عن عزم الشركة السودانية للهاتف السيار سوداتل.. الاستغناء عن خدمات حوالي (٧٠٠) منتسب إليها.. يصبح خبراً محزناً وأسود سيلقي بظلال هذا السواد على (٧٠٠) بيت سوداني على أسوأ الفروض هي مفتوحة من جيوب هؤلاء.. وخلوني أقول إن هذا التخفيض كما رشح من أخبار لمسبباته.. أنه تخفيض لعمالة كبيرة تتحمل الشركة مرتباتها.. وواضح أنها ما عادت أي سوداتل.. قادرة على الالتزام بها في ظل مياه تجري تحت جسرها.. وأخبار عن خسائر تكبدتها الشركة في شراكات خارجية وتوسعات في بلدان أفريقية حتى الآن تظل أخباراً مبهمة وغير واضحة المعالم ومتكتماً عليها.. لكن رغم ذلك ما فتئ رئيسها التنفيذي يكرر أن الشركة حققت أرباحاً بما يعادل الخمسين مليون دولار.
ما علينا وكدي النمسك موضوع الاستغناء عن هذه العمالة واحدة واحدة.. ونبدأ بالرقم الذي سيخفض من مجمل العمالة التي بلغ عددها (١٨٠٠) موظف.. وهو رقم كبير جداً لا أدري هل فعلاً كانت تحتاجه الشركة.. أم أن كثيراً من الوظائف هي في الأصل فائض عمالة لكنها ظلت شغالة بمبدأ المجاملة والترضية وداك قريب فلان وديك نسيبة علان.. وبالتالي تغولت هذه الوظائف على حدود المستحقين لها في الأصل.. وخوفي ديل اليقعدوا ويذهب من ليس عنده ضهر!!.. طيب فلنفترض أن الاتجاه لتقليل العمالة سببه إخفاق وفشل إداري.. إذن ما الذي يجعل هؤلاء الموظفين يتحملون وزر أخطاء الكبار وفشلهم لتصبح المفارقة أن يبقى الكبار بمخصصاتهم ومرتباتهم وسفرياتهم ويروح في الرجلين هؤلاء المساكين الفاتحين بيوتهم بالفتات!!
طيب قولوا ما في أي فشل والشركة تمام التمام.. وكما قال رئيسها التنفيذي حققت ربحاً بلغ الخمسين مليون دولار في عين العدو.. فما الذي يجعل المؤسسة تطرد هؤلاء إلى الشارع وتستغني عن خدماتهم.
اعتقد أن توجه سوداتل نحو تقليص العمالة في ظروف ضاغطة وصعبة يمر بها المواطنون.. يعتبر جريمة في حق هؤلاء الموظفين الذين ينبغي أن تقف النقابة ألفاً أحمر ضد تسريحهم وتواجه مسألة تشريد هذا العدد بكثير من الحسم والإصرار على أن لا يذهب موظف إلى الشارع ضحية لسياسات متضاربة يتحملها المواطن الغلبان الذي يتحمل وفي المجمل فشل منظومة بكاملها.. وهو الآن من يتحمل انعدام السيولة ومن يتحمل أزمة الخبز والوقود وأزمة المواصلات.. وحكمة الله يذهب المواطن إلى الجحيم، والمسؤولون في خيرهم ونعيمهم ودلالهم.. لكن حكاية سوداتل دي ينبغي ألا تمر مرور الكرام حتى لا تتبعها مؤسسات أخرى بجرة قلم سترمي منسوبيها في الشارع.. لكن بصراحة كده المحيرني أن من يسمع خطابات “طارق حمزة” في الفعاليات الكبيرة التي ترعاها سوداتل.. ولازم يكون السيد الرئيس أو نائبه الأول حضوراً فيها ومن يسمع حديث المدير التنفيذي لا يتحسس أو يعتقد أن هناك خسائر تتعرض لها الشركة أو أي وضع استثنائي.. ويبصم بالعشرة أن الشركة هي مغارة “علي بابا” المكتنزة ذهباً وفضة.. مما أطال عمر جلوس الرجل على الكرسي الرفيع طوال السنوات الماضيات.. ما قلنا حاجة لكن أن يسن سيفه ليقطع رقاب موظفين لا حول لهم ولا قوة.. هي قضية يجب أن تجد موقفاً واضحاً وتضامناً كاملاً معهم بلا تسويف ولا غطغطة والناس ما ناقصة!!
}كلمة عزيزة
بدأت أزمة البنزين أمس، في الانتهاء تدريجياً، وبدأت أزمة الخبز في الظهور من جديد، وهي أزمات مفاجئة ومتكررة لا ندري سبب ظهورها ولا نعلم الأسباب الحقيقية لاختفائها، لكن واضح أننا شغالين بسياسة رزق اليوم باليوم، ودي سياسة ما بتودي لقدام.
}كلمة أعز
الحريق الذي حدث بسوق أم درمان، امتحان حقيقي لأهل أم درمان، واختبار لإرادتهم حتى يعود السوق على نسق من الحداثة لا يخل بعراقته وتاريخه العريق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية