ربع مقال

من أجل الوطن .. انتبهوا أيها السادة

د.خالد حسن لقمان

.. أحزنني بشدة مقطع فيديو بعثه لي أمس.. الأستاذ “محمد فضل الله عيسى” الاقتصادي المعروف والوالي والوزير السابق.. يعكس المقطع صورة لأحد شبابنا يقف أمام محل للسعوط (حماكم الله منه).. يصطف عدد من الناس للشراء منه.. الشاب وبضحكة عذبة وحيوية للغاية وبسخرية لاذعة.. بل (لادغة) أيضاً يقول: يا أخوانا حتى السعوط بقى بالصف؟.. ويعود ذات الشاب ليكرر ذات العبارة مع اتساع ضحكته الساخرة.. مشيراً بيده إلى شفته السفلى: (حتى السعووووط بقى بالصف.. يا أخوانا البلد دي ماشة لوين؟؟).. هكذا كرر عبارته التي أصابتني بطعنة غائرة أحسست بها في صدري.. لم أضحك مطلقاً لهذا المشهد بالرغم من طرافته وبراءة الشاب الذي يظهر فيه وضحكته العذبة.. ليس فقط لأنني أحسست حينها بذاك الحزن.. ولكن لشعوري بخطورة الوضع الذي أصبحنا فيه.. فمثل هذا المشهد وكما قال الأستاذ “محمد فضل الله” يبعث على الاستياء.. بل إنه من وجهة نظري يبعث على قلق كبير تجاه مستقبل هذا البلد وأمنه واستقراره وقد شعرت حينها بمسؤولية كبيرة تتعلق بضرورة تضافرنا جميعاً لمنع تدهور روح مجتمعنا إلى أسوأ من هذا حتى لا نصل إلى درجة الانهيار الكامل الذي لن يكون مطلقاً في مصلحة أي فرد منا مهما كانت خصومته مع الوضع القائم أو درجة غضبه منه أو عدم رضاه تجاهه.. هذه المسؤولية يجب أن تتجسد في أقلامنا نحن من نكتب ونحن من نتحدث عبر أجهزة الإعلام أو الجميع ممن يكتبون ويقولون عبر كافة وسائط الإعلام الجديد من مواقع إعلامية أو اجتماعية.. أيها السادة أين ما كان موقعكم.. لا تساهموا بسوء تقدير في انهيار روح مجتمعنا إلى الحضيض حتى لا يحدث لنا مثل ما حدث لمن حولنا من انهيار كامل لدولهم وبلدانهم.. إنها مسؤولية وطن بأكمله فلنعِ جميعاً ذلك جيداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية