حريق سوق أم درمان .. فلنقف إلى جوارهم
رغم تأكيدات السيدين رئيس الوزراء، ووزير النفط ، بأن أزمة البنزين سببها مشكلة في نقل المواد البترولية من مصفاة الجيلي إلى الخرطوم ، وأنها في طريقها للحل منتصف الأسبوع المنصرم ، إلا أن واقع الحال في محطات الوقود يكذب ذلك الافتراض ، فما تزال صفوف السيارات تتزاحم أمام الطلمبات حتى مساء أمس (السبت) .. بحثاً عن جازولين وبنزين !!
فهل يمكن أن تترك الحكومة بكل أجهزتها التنفيذية والأمنية عدة شركات نقل تعطل حركة الدولة وتضر بمصالح الشعب ، بسبب خلافات حول تعرفة النقل من المصفاة للخرطوم ؟ هل هذا الأمر شائك ليحتاج لأكثر من أسبوع لحله ؟
قيادة وزارة النفط، ومديرة مصفاة الخرطوم، تؤكدان أن المصفاة تعمل حالياً بطاقتها القصوى ، وأنهم يطرحون نحو (3) آلاف طن بنزين يومياً في الخرطوم ، بينما تقديرات استهلاك العاصمة لا تتجاوز (2700) طن ، فما الذي يحدث ؟!
أين يتسرب البنزين .. بل أين هو الجازولين، ما دامت الحكومة قد أكدت أنها وفرت قيمة استيراده كاملة إلى نهاية العام ؟!
لم نعد نفهم شيئاً في ما يجري حولنا ، وفي ظني أن قيادة الدولة والحكومة حالهما لا يختلف كثيراً عن حالنا ، فليس هناك من يملك (كل) المعلومة .. الجميع يعرف (بعض) المعلومة !!
لك الله يا وطني .
2
كارثة حقيقية شهدها سوق أم درمان فجر أمس ، فقد اندلع حريق هائل قضى على أكثر من (300) محل في وسط السوق الأكبر والأعرق في السودان ، مسبباً خسائر قدرت بمئات المليارات من الجنيهات .
لابد لنا جميعاً ، دولة .. ومجتمع .. وإعلام أن نقف إلى جوار إخوتنا تجار سوق أم درمان الذين تعرضوا لهذه الخسائر الفادحة ، فنؤازرهم معنوياً ومادياً ، على أن تعمل حكومة الولاية على إعادة إعمار السوق وتهيئته بصورة أفضل مما كان عليه قبل الحريق ، ليتمكن التجار من مزاولة نشاطهم في أقرب وقت ممكن .
إننا نثق أن الوالي الفريق “هاشم عثمان” والمعتمد الديناميكي الفريق “أبو شنب” قادران بعون الله وسند أهل أم درمان على تطوير وتجميل السوق العريق بما يحفظ تأريخ (البقعة) ويجدد حيوية مركزها الاقتصادي الكبير .
نسأل الله العلي القدير .. اللطيف الخبير .. الرزاق ذا القوة المتين .. أن يلطف بضحايا الحريق ويقويهم .. ويخلف عليهم خيراً وبركةً .