كابوس مرهق
أصبحت كابوساً مخيفاً يخترق الواقع قبل النوم ويسير على الطرقات، أرقاً يتلوهُ أرق، المخدرات، ربما هي كلمة أقرب إلى الخيال من الواقع خاصة عند مجتمعنا السوداني هذا، ولكنها للأسف أضحت هي الواقع عينه، والأسف الأكبر أنها تشيع في أماكن خصصتها الدولة أو جهات الاختصاص لتبادل العلم والمنفعة. هو ذاته العلم الذي حضنا عليه الدين كتاباً وسنة، نعم، فقد أصبحت بعض الجامعات أوكاراً لتناول المخدرات خلسة وهذه حقيقة أوردتها الكثير من المحاضرات التي بتُّ مهمومة بحضورها وشغفة لمعرفة المزيد منها!!
بينما كنا نتجول في حملة ضخمة لمكافحة (الإيدز) والمخدرات قبل عامين أو أقل، وبينما كنا نجوب السودان بحثاً عن أذن تصغي وعقل يدرك خطر هذه الكارثة، كنت أغوص في عالم الدهشة حيناً بعد حين، وكأني كنت أعاني خللاً عقلياً وأنا فقط استمع لمخاطر هذه “المخدرات” من أفواه المحاضرين، وكنت أعتقد أنها حملة عاجلة وليست مستمرة آنذاك، ولكن سرعان ما فوجئت باستمرارية تلك الحملة إلى ما لا نهاية أو إلى أن ينتهي عالم المخدرات هذا وإلى الأبد. سررت كثيراً وأنا أشارك المنظمة الطلابية لمكافحة (الإيدز) والمخدرات حضوراً بمسرح جامعة النيلين قبل ثلاثة أيام كنت أتوقع حضوراً باهتاً لأن الحديث عن المخدرات كان لا يعني لنا شيئاً حتى وقت قريب، ولكني وجدت حضوراً سرب الدهشة إلى دمي قبل عيني، وكعهدي بجامعة النيلين سلفاً، لا تزال هي قلب الذوق وقمة الإدراك !!
فالحضور بدا أكثر اهتماماً بهذه القضية من أصحابها، لأنها بالتأكيد لا تقل مكانة عن أكثر أخطر القنابل المدمرة، ولأن العقل هو ما يميز الإنسان عن بقية المخلوقات، لذا فإن استهدافه هو استهداف للإنسانية وإهانة لها، لذلك كان هذا الحضور وكانت هذه النهارية التي جاءت تحت رعاية الأستاذة “أميرة الفاضل” وزيرة الرعاية الاجتماعية وشرفها بالحضور وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي أ. “إبراهيم آدم إبراهيم” ووزير الدولة بالصحة “بحر إدريس” وسط حضور من الطلاب تجاوز الثلاثة آلاف طالب وطالبة. هي حقاً “كارثة” تستحق تضافر المجهودات وكسر حاجز الصمت الذي وقف سداً منيعاً مدة من الزمن.
لذا معاً من أجل مجتمع خالٍ من المخدرات و(الإيدز) شعار يستحق أن نعمل من أجله.
خلف نافذة مغلقة:
لذكر الله عوالم خاصة لا يدركها إلا الذين يغوصون في أعماقه غرقاً فيه، تعالوا نفتح باباً بيننا وبين كتاب الله لأنه اكتمال العقل!!