متى يحاسب هؤلاء!!
{ إذا سألت أي وزير في الحكومة الاتحادية أو والياً عن دارفور كيف الأوضاع الأمنية الآن؟ فالإجابة الجاهزة المعلبة منذ سنوات: الأوضاع مستقرة وأفضل من العام الماضي.. الأمن مستتب والتنمية تمضي والناس في فرح وبهجة، ويحدثك والي ما عن إنجازات حكومته وجهوده الشخصية التي أثمرت عن توسع الرقعة الأمنية ونجاح الموسم الزراعي وكثير من الأكاذيب التي يرددها المسؤولون، بينما وسائل الإعلام الرسمية تغني وتفرح وتبث الدراما المصرية والوطن مفجوع يئن تحت وطأة الاضطراب الأمني خاصة في إقليم دارفور وجنوب الإقليم بصفة خاصة!
{ الشاهد على ما نزعم من اضطراب ما ورد في صحف الأمس وعصابات النهب والمجرمون يقتحمون (نيالا) ثاني أكبر مدينة في السودان من حيث تعداد السكان بعد الخرطوم في رابعة النهار والشمس في كبد السماء والمجرمون يمتطون ظهر الفارهات من عربات (اللاندكروزر) وينزعون مجرمين من المحكمة عنوة وحمرة عين و(بالضراع) لتحريرهم من قبضة السلطة والقضاء لحظة تلاوة القاضي (المسكين) قرار المحكمة القاضي بمعاقبة هؤلاء المجرمين لما اقترفوا من جرم قبل عدة شهور بنهب أموال من بنك الخرطوم عبارة عن رواتب لقوات (يوناميد).
{ السيد مدير شرطة جنوب دارفور المسؤول الأول عن الإخفاق الذي ينبغي محاسبته من أعلى سلطة في الدولة تحدث للإعلام عن فشله وإخفاقه دون حياء ليقول إن الحادثة نفذتها مجموعة (منفلتة) اقتحمت مباني المحكمة المنعقدة بمحلية نيالا جنوب، وقال إن لجنة أمن الولاية التي يرأسها بطبيعة الحال السيد الوالي عقدت جلسة طارئة وشرعت في مطاردة الجناة.. يا سلام (يا سعادة اللواء) المجرمون اقتحموا المدينة و(بدلاً) من نهب المال استطاعوا الوصول إلى بيت السلطة واقتحام المحكمة التي تحرسها قوات الشرطة وانتزاع المجرمين عنوة والهروب مجدداً، والسيد مدير شرطة جنوب دارفور يحدث الصحافيين عن المجرمين ويقول إنهم من (اثنية) معروفة، إذا كان مدير الشرطة يتحدث عن إثنيات وأعراق وقبائل وخشوم بيوت فمن يحمي المدن من عصابات النهب والمجرمين والقتلة والسفاحين.. مسؤولية مدير شرطة جنوب دارفور حماية المواطنين وتطبيق القانون وليس (فحص) إثنيات المجرمين والحديث (حمال الأوجه) وفي غياب المحاسبة (يتغلغل) المجرمون لداخل المدن وينهبون الأموال، وحينما تقبض عليهم السلطات الأمنية ويقدمون للمحاكم تقتحم ذات العصابات المدن وتنتهك الشرف والحرمات وينزع المجرم أخيه المجرم من أقفاص الاتهام والعدالة ويعود به إلى حيث يريد!!.
{ اتخذ الرئيس من قبل قراراً بإعفاء الجنرال “إبراهيم سليمان” من منصب الوالي وأحال مدير شرطة شمال دارفور وقائد المنطقة العسكرية للمعاش الإجباري عقاباً لهم بعد إخفاقهم في حماية الفاشر من التمرد الذي (دخلها) صباحاً، ومنذ تلك الواقعة شعر الوالي ومدير الشرطة الجديد وقائد المنطقة العسكرية بوجود سلطة تراقب وتحاسب ولم يقترب من الفاشر متمرد حتى اليوم، واليوم تواجه الحكومة الاتحادية امتحاناً آخر.. هل تتخذ القرارات التي تحفظ هيبتها وتعيد الطمأنينة للقلوب الواجفة وتعفي بقرار واحد كل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية بجنوب دارفور وتحيل الوالي للمحاسبة ولا تشكرهم على حسن أدائهم لأنهم أصلاً لم يؤدوا المهام التي أوكلت إليهم وتعين والياً جديداً وقادة جدد للأجهزة الأمنية والعسكرية حتى لا تتآكل السلطة من الأطراف وتذهب دارفور إلى الجحيم بسبب ضعف الحكومات وعجزها حتى عن حماية نفسها.؟ وما حادث نيالا إلا شاهد إثبات على سوء الأوضاع وتدهورها!ّ