ربع مقال

مساجد الحكومة

د. خالد حسن لقمان

شيء غير حميد أن لا يتقدم مسؤولو الدولة التنفيذيون وغيرهم صفوف المصلين في مساجد الوزارات والوحدات والمؤسسات الحكومية، التي دوماً ما تجدها معمرة والحمد لله بالعمال والسائقين وبعض من صغار الموظفين الحريصين بتوفيق من الله على أداء صلواتهم في ميقاتها، وإن كان بعضهم يتعذر بوجوده داخل اجتماعات مستمرة يبدأ أحدها ليبدأ الذي يليه ثم الذي يليه هكذا في دائرة مستمرة فارغة لا معنى لها البتة، سوى إضاعة زمن الدولة وموارد البلاد، وهو أمر آخر لا ندري كيف يمكن أن تتم معالجته إلا أن عدم تمكن الموظف الصغير من أداء صلاته بحجة حبسه داخل اجتماع مع المدير أو الوزير، فهذا أمر قبيح ومنافٍ تماماً للدين، وإلا فلماذا جعلها الله (كتاباً موقوتا) بنص الآية الكريمة.. أيها الموظفون أين ما كُنتُم أقول لكم إذا حضر زمن الصلاة فاستحيبوا لملك الملوك، واتركوا هؤلاء الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله تعالى: (ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)، فإن فعلتم ذلك لا يضيعكم الله أبداً أما هؤلاء الكبار من الوزراء وعلية القوم من أمناء ومدراء فإننا هنا لا ندعو أحداً ليحاسبهم على تفريطهم هذا في الصلاة، ولكن فقط ندعو قمة الدولة عند اختيارها لهم أن يكونوا وقبل اختبار كفاءتهم ممن يقيمون الصلاة في ميقاتها وممن يتقدمون فيها صفوف موظفيهم وعمالهم ليوفقهم الله بفضله في عملهم ودنياهم وآخرتهم وليكونوا قدوة في المجتمع وعسى ولعل أن تخرج دعوة صادقة من بين هذه الصفوف المؤمنة تخرجنا وتعفينا من صفوف البنزين والرغيف والغاز والصرافات الآلية..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية