جرس انذار

“عبد القادر البرعي” فقيد الاتحاديين والطباشيرة!

عادل عبده

أين يكمن سحر الفقيد الكبير “عبد القادر البرعي” وما هي نكهة هذا الرجل المرصع بالذهب والقيم السمحة، والذي لفظ مباهج الحياة حين جاءت إليه تجرجر أذيالها؟ “عبد القادر البرعي” الاتحادي العريق الأصيل والمعلم البار والمتفاني استطاع في براعة متناهية أن يقسم وقته ومجهوداته المضنية في خدمة أيديولوجية الاتحادي الناصعة البياض ومهنته التربوية المقدسة، ويجعل كليهما امتداداً رحيباً في خدمة الوطن والمبادئ العامة.. حين يمسك “البرعي” بالطباشيرة في مدرسة القوز كانت تهفو إليه لجنة الحزب بالحي العريق في ظل إدراكه العميق الذي يفصل بين المهنة والانتماء السياسي!! كانت احتفائية تأبين “عبد القادر” بقاعة المعلم في الرابع والعشرين من نوفمبر 2018م، حدثاً ملحمياً ورائعاً في الذاكرة التربوية والفضاء الاتحادي جسدت معاني الوفاء والنبل لرجل في قامة أمة، نجح في تأسيس تقاليد أخلاقية ومبدئية في رسالة التعليم بالعرق والتضحية، حيث اعتلى أرفع المناصب في نقابة المعلمين، على المستوى المحلي والعربي، وبذات القدر عاش “البرعي” بمزاج اتحادي نهل من تراث “الأزهري” و”الشريف حسين” و”الفضلي” حيث يكون الحزب فداءً وخادماً للسودان.
تبارى أحبابه وأصدقاؤه وزملاؤه في الحزب والمهنة في دلق خصائصه ومزاياه وإخراج جواهره وأفضاله، حيث كانت إشارات “حامد بلة حامد” رئيس لجنة التأبين القومية بحديثه القيم والعميق عن الراحل، ثم كلمة “عباس حبيب الله” رئيس نقابة المعلمين المؤثرة، وأيضاً جاءت كلمة الوزير “عثمان عمر الشريف” الذي أفاض في حديثه عن مآثر “البرعي” العديدة، بعد ذلك جاء حديث “بركات شيخ إدريس” الذي تلا خطاب الفقيد التاريخي عام 1976م أيام “النميري”، ثم تحدث السفير “عبد الحميد جبريل” عن وحدة الاتحاديين في ذكرى تأبين “البرعي”، وكذلك جاء حديث المعلمة “أم الحسن علي الزين” شافياً ومعبراً، ثم حديث الشيخ “عمر حضرة” العميق، وأيضاً إشارات “يوسف عبد الكريم” رئيس اتحاد العمال بألقها الجميل، ثم حديث بروف “يوسف مضوي” عن الأسرة، إلى أن جاء مسك الختام بحديث وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، الأستاذ “محمد يوسف الدقير” والذي أضاء المصابيح عن رحلة الشقاء المهني للمعلمين، مبيناً بأن راياتهم ظلت تجوب أقاصي البلاد وأدناها حاملين مشاعل النور والمعرفة في تضحية ونكران ذات، وقال “الدقير” إن لسان التعليم أصدق من لسان السياسة، وذكر أن تأبين “البرعي” غرساً طيباً ومبادرة كريمة لرجل قدم أعمالاً جليلة لوطنه ومهنته، وبعد ذلك قدم “زين العابدين البرعي” شقيق الفقيد الشكر الجزيل للقائمين على أمر الاحتفائية.. توتي الشامخة مرتع الصبا للفقيد “البرعي” كان حريصاً على تماسك اللحمة الاجتماعية والتكافلية بين أهلها، فالفقيد “عبد القادر” كان من الحادبين على سلامة الجزيرة من موسم الفيضانات إذا ما جاءت غفلة الثواني في هجعة الليل عندما يزمجر سليل الفراديس، فكان يجهز الترس وأكياس الرمال وحراس الشاطئ، لم تكن احتفائية “البرعي” حدثاً للبكاء والنواح، فقد كانت هنالك مشاريع وضاءة على رأسها مقترح “حاج ميرغني عبد الرحمن” الرمز الاتحادي بإنشاء مدرسة باسم الفقيد، وكذلك كان هنالك مقترح تأسيس قناة المعلم وقيام فريق المعلمين الرياضي.. رحمه الله فقد حزن عليه الجميع والعزاء لأبنائه “هشام” و”زهير” وزوجته الصابرة “أسماء محمد الخليفة الهادي” وجميع أهله ومعارفه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية