جوبا تعتمد على استغلال الموارد الذاتية وتدير ظهرها للمساعدات الخارجية
بعد استئناف إنتاج النفط وفتح باب الاستثمار
الخرطوم – فائز عبد الله
سجل وزير النفط، “أزهري عبد القادر” ومدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات، “صلاح قوش” أمس الأول زيارة تفقدية لحقول إنتاج النفط بولاية الوحدة الحدودية بجنوب السودان، واعتبر “قوش” التعاون والانسجام بين الفنيين في البلدين لاستئناف إنتاج النفط واحد من ثمرات وقف الأعمال القتالية واستتباب الأمن والسلام، وعاد إلى مناطق إنتاج النفط بعد أن وقعت أطراف الصراع في الجنوب على اتفاقية سلام برعاية الخرطوم في سبتمبر الماضي.
وزير النفط “أزهري عبد القادر” أوضح أن استئناف ضخ النفط في حقل الوحدة بنهاية الشهر المقبل، ووصول مليون برميل من الخام لميناء بورتسودان معدة للتصدير.
ظلت كثير من الملفات العالقة بين الخرطوم وجوبا تشكل حجر عثرة في تطبيع العلاقة بين الطرفين، خاصة ملف “النفط” الذي يمثل الشريان الرئيس للعلاقة، وقياسا لحالتي التوتر والهدوء بينهما، لجهة أن النفط يمثل العمود الفقري لاقتصاد الدولتين في الوقت الراهن، وظل النفط يحكم قبضته على جوبا والخرطوم صعودا وهبوطا، بيد أن المبادرة التي طرحها الرئيس “البشير” لسلام دولة جنوب السودان، بعد خمس سنوات من الحرب بين فرقاء الجنوب، وتسع سنوات منذ انفصال الجنوب، إعادة تدفق النفط الجنوبي إلى أنابيب الخط الناقل للنفط من جنوب السودان إلى مدينة هجليج ومن ثم إلى بورتسودان للتصدير.
الخرطوم وجوبا فعلا ملف التعاون المشترك بصورة كبيرة وتم تكوين لجان من الجانبين، ووقعا على اتفاقية استئناف إعادة إنتاج النفط، لا سيما تبادل الزيارات الذي ادى إلى إعادة الثقة بين الطرفين، وأحدثت كثيرا من التحولات في ملف النفط، وكان وزير النفط الأسبق “محمد زايد عوض” وصف تنفيذ اتفاقية النفط مع جوبا بالنموذجية مقارنة مع الاتفاقيات الأخرى، وذهب إلى أن التناغم في العمل على مستوى اللجان الفنية يبرهن على جدية الطرفين في إنفاذ الاتفاقية لصالح الشعبين.
الزيارة التفقدية تمت بحضور مدير الأمن والمخابرات بدولة جنوب السودان، وحاكم ولاية ليج الشمالية الدكتور “جوزيف منجتويل”، اللذان ثمنا جهود السودان في التعاون من أجل إعادة الإنتاج في حقول النفط، مما سينعكس على حياة المواطنين الجنوبيين.
وجدد “أزهري عبد القادر” العزم على مواصلة الجهود وتقديم كل ما يمكن تقديمه من دعم فني وتعاون للأشقاء في دولة جنوب السودان حتى تكتمل منظومة إعادة تشغيل الحقول المتوقفة عن العمل جميعها. وأشار إلى توقيع اتفاقية بجوبا على إتاحة الفرص لتدريب الفنيين الجنوبيين على كل مراحل الصناعة النفطية بالسودان، مؤكداً اهتمام الشركة المنفذة “تو بي أوبكو” بالجانب المجتمعي، وتوفير آبار مياه الشرب في مناطق الحقول وإن الاتفاقية على إعادة حقول نفط جنوب السودان.
وقال وزير نفط جنوب السودان، “أزكل لول جاتكوث”، أن إعادة تشغيل حقل الوحدة في موعده المضروب نهاية ديسمبر المقبل، ممتدحاً جهود السودانيين في إعادة تشغيل حقول النفط بجنوب السودان، مؤكداً التناسق والتعاون التام بين الجانبين.
وكشف مصدر رفيعة بدولة جنوب السودان عن قيام شركات خليجية بتقديم عرض لجنوب السودان لشراء خام البترول وإعادته مقابل دفع (6) آلاف دولار وأضاف المصدر لـ”المجهر” أن الشركات الخليجية طرحت عروضا كبيرا لوزارة النفط بالجنوب بالإضافة إلى زيادة استثماراتها في قطاع النفط مقابل.
وأضاف المصدر أن هناك عدداً من الشركات الخليجية التي قدمت عروضا إلى وزارة النفط بالجنوب.
ووقعت حكومتا جنوب السودان وجنوب أفريقيا، على مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار في النفط والغاز، بتكلفة مليار دولار أمريكي لبناء مصفاة وأنابيب لتصدير النفط بجنوب السودان.
وقال مستشار الشؤون الأمنية لـ”سلفا كير” “توت قلواك” إن التعاون بين الخرطوم وجوبا تعاون حياة وتعايش بين “الشمال والجنوب” وأن النفط لا يمثل تعاونا بل إنه حق يستفيد منه الجنوب والشمال وتطوير العلاقة التفاعلية بينهما.
وأشار “قلواك” إلى أن الجنوب غير مهتم بالدعم الأمريكي الخارجي وسيبدأ في استغلال موارده الذاتية.
وقال “لول قاتكوث”، إن مذكرة التفاهم بين جوبا وجوهانسبيرج، سوف تساعد في تطوير صناعة النفط والغاز بجنوب السودان، بإنشاء مصفاة جديد وخطوط أنابيب لتصدير النفط.
وأوضح لول، في حديثه أن الأنابيب المقترحة لتصدير النفط سوف تكون في المناطق التي لم تدخل في اتفاق عام 2012، بين جوبا والخرطوم بشأن استخدام الأراضي السودانية لتصدير نفط جنوب السودان للأسواق العالمية.
وأضاف “لول” أن الاستثمار الجديد بعد إنشاء المصفاة، سيفتح المجال لجنوب السودان لتصدير النفط بعد تكريره إلى إثيويبا والدول المجاروه، وقال وزير الطاقة الجنوب أفريقي “جيف رادبي”، إن المشروع الجديد سيضع جنوب السودان في مقدمة الدول المنتجة للنفط بأفريقيا، موضحاً أنه وفقاً للاتفاق الجديد من المتوقع أن ينتج المصفاة عند اكتمال عمليات الإنشاء (60) ألف برميل يومياً، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر أكبر الاستثمارات بين الدولتين.
ووفقا للاتفاق الجديد الذي تقدمه دولة جنوب أفريقيا بإنشاء مصفاة وأنابيب تصدير النفط وتدريب الكوادر الوطنية في جنوب السودان للاستفادة من خبرات جنوب أفريقيا في مجال النفط والغاز.