{ الأوضاع البيئية المتردية ما زالت تحتل المشهد داخل ولاية الخرطوم عموم، والمشاهد القبيحة لتلال وأكوام الأوساخ التي تملأ الطرقات الرئيسية والشوارع الفرعية داخل الأحياء السكنية, والنفايات التي تنتشر في المساحات داخل الأسواق المختلفة وداخل المدن الكبيرة بولاية الخرطوم.. وغيرها من مناظر قبيحة أضحت مألوفة رغم التجوال الذي تقوم به عربات النظافة على مدار الأسبوع وانتشار عمال النظافة بأدواتهم وهم يجوبون الشوارع لكنسها وتنظيفها بطريقة سلبية، جعلت الحال يبقى على ما هو عليه أكوام من الأوساخ في كل مكان.
{ ومن هنا تتصاعد العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابات، أولها: أين دور المواطن في معالجة هذه الظواهر السالبة؟ واعتقد بأن السلبية الواضحة وعدم الوعي الكافي للمواطن وعدم إحساسه بخطورة الأمر يجعل الوصول إلى حل ناجع لهذه الأزمة أمراً مستحيلاً.
{ لقد درج البعض على رمي أكياس النفايات بالشارع والتخلص منها دون مراعاة منهم للزمن المحدد لحضور عربة النفايات التي قد تأتي أو لا تأتي، ما يجعل الكثيرين يحتفظون بالنفايات داخل المنزل وعدم إخراجها للشارع، حتى لا تكون عرضة للنبش من الكلاب والأغنام وبعض المارة من المتشردين والمعتوهين.
{ وهنا يحضرني حديث أحد قدامى العاملين في بلدية الخرطوم في عهدها الذهبي الذي (ذهب بدون رجعة)، حيث أكد لي هذا الخبير بأن أسطول العربات الذي تمتلكه هيئة النظافة بولاية الخرطوم يكفي الولاية ويفيض، لكن المشكلة الكبرى تكمن في كيفية إدارة هذا الأسطول من العربات والقوى البشرية، حيث يعتقد أن الجهات المعنية لا تعطى الأجر الكافي للعاملين (سائقين وعمال) ولا تحفزهم، ولا توفر لهم مستلزمات الوقاية من الأمراض، لذلك فإنه يرى ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري الذي قد يتملكه الشعور بالإحباط فيعمل بأقل طاقة عنده بل ويستخف بامر النظافة.
{ أخيراً.. نكرر التساؤلات المهمة: هل هيئة النظافة بولاية الخرطوم وشركات النظافة المساندة هل هي في حاجة لإدارة متفهمة تدرك تمام الإدراك الدور المهم للعنصر البشري الذي بدونه لن يتحقق النجاح المطلوب الذي إذا تم فإنه قد يجعل العاصمة تنعم بالنظافة وتحقيق البيئة المنشودة ؟!
{ وهل نحتاج إلى جهات رقابية تتابع مسألة النظافة بصورة يومية وتعمل على توجيه المواطن وإرشاده بالدور المطلوب منه وتنبيهه بضرورة المشاركة حتى تتكامل الجهود كافة؟ وهل يعي المواطن أن تفاعله وحرصه على ذلك سيكون في الصالح العام ؟!
أم يبقى الحال ياهو ذاتو الحال؟!
وضوح أخير :
{ على كل حال نحن نأمل أن ينصلح الحال بالخرطوم عموم في ظل القيادة الشرطية في عهد والي الخرطوم الفريق أول شرطة “هاشم عثمان” ومعتمد محلية الخرطوم الفريق شرطة “محمد أحمد علي” خاصة أن دفتر أحوال الرجلين في المناصب التي تقلدوها يشير إلى تميزهم في الأداء الميداني وحرصهم على حسم الملفات أول بأول.