بعيداً عن رمضاء السياسة وفصولها الدامية ومنطقها العقيم نحاول أن نستريح قليلاً من ويلات هذا الداء العضال.. لم يعد يستهوينا الاحتراق الماثل في الساحة السودانية ومعالم الإحباطات التي يتجرعها المواطن المكدود وأمامنا إرهاصات العاصفة الهوجاء تدق طبولها في لوحة داكنة قد تقضي على الأخضر واليابس.. في ثنايا تلك المعطيات نبحر إلى حدث ملحمي هروباً من الحالة السياسية التي شط بها المزار حيث ندق باب منظمة (إنعام الخير) التي تمثل جزءاً أصيلاً من ماعون المجتمع المدني الذي يقاسم الحكومات في العديد من التكاليف العامة، فقد هالني أن منظمة (إنعام الخير) حققت إنجازات كبيرة على الواقع في الشهرين الأوائل من ميلادها الذي بلغ (6) أشهر من الآن وهي خطوة نادرة الحدوث والتكرار لم تقم بها أية منظمة مجتمع مدني على مستوى القطر، كأن هنالك شفرة كيميائية تتحرك بها هذه المنظمة أو أنها تحمل بين يديها (مصباح علاء الدين) الشيء الذي جعلها تولد بأسنان قوية وحادة.. من نافلة القول إن منظمات المجتمع المدني في فترة الميلاد تحبس نفسها في معمل التحضير والتأني والخوف من التجربة العملية ثم تنطلق بعد فترة زمنية طويلة غير أن منظمة (إنعام الخير) كسرت هذه القاعدة على لسان الأستاذ “كمال محمد الخليفة” مدير المنظمة، حين أشار إلى قيامهم بتدريس وتخريج حوالي (20) من النساء الأرامل واليتامى على فنون إعداد صنوف المعجنات والخبائز والأجبان والزبادي، فضلاً عن تعليمهن مجالات رسم الحنة والإلمام بفنون النقش، وذلك في إطار تجهيز هؤلاء النسوة لمقابلة تحديات الحياة وإشكالاتها، ويضيف “كمال” بأن منظمتهم قدمت مساعدات كبيرة إلى العجزة والمسنين بدار (الضو حجوج) على صعيد الدواء والحافظات والمنظفات والمعينات الأخرى، كما قامت المنظمة بزيارة الشيخ “أونسة” بالمزاد ببحري وقدمت لهم احتياجات المسيد من ملبس ومأكل وألواح ومفارش للصلاة، ويقول “كمال الخليفة” إن منظمتهم ارتبطت بعلاقة تنسيقية مع بنك الأسرة، في إطار الخطة الرامية لاستكمال خدمة الشرائح الفقيرة والنساء المطلقات بالمشاريع الاستثمارية بعد صقلهم وتدريبهم على أيدي طاقم المنظمة.. الشاهد أن هذه الإنجازات المحسوسة في الفترة الزمنية القليلة فتحت الطريق على مصراعيه لتطبيق البرامج الإسعافية على المدى القصير كما تقول الأستاذة “إنعام عبد الله تبيدي” نائب المدير للمنظمة، والتي تتمثل في إقامة الليالي الثقافية والتدريس النسوي والعيادات الطبية ورعاية طلاب حفظ القرآن.
كانت هنالك احتفائية دقيقة على شرف إنجازات البرهة القليلة ضمت كوكبة مرتبطة بالمنظمة شرفها بالحضور الأستاذة “منى فاروق” وزير الدولة بالضمان الاجتماعي، والوزير الولائي بالنيل الأبيض الأستاذ “جعفر حسين”، ومن جانبها أشادت الوزيرة “منى” بطموحات منظمة (إنعام الخير) وتحركها الواعي في خدمة قضايا المجتمع السوداني، كما توقع الوزير “جعفر” المزيد من الانتصارات والتقدم للمنظمة.. فالمحصلة أن منظمة (إنعام الخير) لا تعرف الوهن والخمول وهي تحاول الإمساك بالعصب الكهربائي الذي يضئ ظلامات التعقيدات والقنوط.. يوجد في هيكلة المنظمة قيادات وكوادر واعية وفاعلة على رأسهم “كمال الخليفة” المدير العام، و”إنعام عبد الله” نائبه، وفي الأمانة العامة “سهى عبد الجبار” وفي أمانة المرأة والطفل “إيمان عباس” وفي التدريب والتخطيط “ندى فتح الرحمن” والمشروعات والبرامج “إدريس عبد القادر” وفي أمانة القانون “الشعراني الجيلي” وبقية القامات الأخرى.. في دفتر المستقبل البعيد توجد التطلعات الكبيرة لمنظمة (أنعام الخير) في تصديها بأن تكون عونا للمجتمع السوداني في المجالات الاجتماعية والتنموية والخدمية والإنسانية.