في الطريق الصحيح!
أخيراً.. ستسير الأمور إلى نصابها الصحيح، الذي طالما حلمنا به، وبحت حناجرنا نتحدث عنه، الاستفادة من الثروة الإنسانية الضخمة التي يتكئ عليها شمال السودان الجغرافي والبشري، أثار أعظم حضارة في التاريخ، ونهر النيل العظيم الذي يشق قلب الأرض إلى ضفتين، ظلت حضارتنا متوارية عن أنظار العالم، رغم أنها الأقدم والأثرى، ولكن إهمال الدولة، وتهاون الحكومات معها، وضعها موضع لا تستحقه، ولكن يبدو أن القدر ابتسم لها، والآن ستمتد لها يد تنتشلها من ظلامها الدامس، إلى النور، حيث قررت حكومة الولاية الشمالية عبر المجلس الأعلى للسياحة الذي يديره الوزير “محمد عبد الله ود أبوك”، ومجموعة شركات (محجوب أولاد)، المملوكة لرجل الأعمال “وجدي ميرغني”، إن تولي الثروة القومية التاريخية في المنطقة اهتماماً، وفتح أبواب التعريف بها عبر السياحة على مشراعيه.
تحدث “وجدي ميرغني”، في احتفال التوقيع المنعقد أمس بفندق “السلام روتانا”، عن خطته المستقبلية لإنعاش قطاع السياحة في الولاية الشمالية، مستخدماً خارطة جغرافية دقيقة للمواقع الأثرية والسياحية على امتداد المنطقة، معدداً قطاعات مختلفة لذلك، مضاف لها خارطة معمارية للمنشآت التي ستتكفل شركاته بإنشائها، بل وقدم قائمة مطالب متعلقة بالقرار السياسي، اعتبرها معيقات لتدفق السواح، منها قضيتي التأشيرة باهظة الرسوم، وإذن السفر.
سبقت هذه الشراكة التي تنهض بالولاية، دعماً سخياً قدمته دولة قطر لترميم الآثار، بتكلفة (135) مليون دولار، منها (25) مليون لتأهيل المتاحف، حتى الآن لم نرَ عملاً على أرض الواقع، ذهبت تلك الأموال أدراج الرياح، الآن نتمنى أن تحقق الشراكة الجديدة حلم أهل الشمال، وتعرف الدنيا بحضارتنا العظيمة.