تقارير

(المجهر) ترصد كواليس المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية بأرض المعارض

(4) آلاف يختارون أميناً عاماً جديداً غداً (السبت).. فهل يُجدَّد للشيخ "الزبير"؟

“البشير” يتفاعل مع الأناشيد ويردّد: “أقبل على دربنا إن كنت حيرانا.. أقبل على نبعنا إن كنت ظمآنا”
“أحمد إبراهيم الطاهر” يتفاجأ باختياره رئيساً للمؤتمر.. ويترحّم على المؤسس الشيخ “الترابي

الخرطوم – طلال إسماعيل

انفرجت أسارير رئيس الجمهورية، رئيس هيئة القيادة العليا للحركة الإسلامية المشير “عمر البشير” في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر العام التاسع للحركة، أمس (الخميس)، بأرض المعارض وهو يردد مع الفرقة الانشادية (أقبل على دربنا إن كنت حيرانا.. أقبل على نبعنا إن كنت ظمآنا)، وتجاوبت القاعة التي تضم (4) آلاف من عضوية الحركة الإسلامية مع الأناشيد التي تبث فيها معاني التمسك بالقيم وقيام دولة العدل والإحسان.
انطلقت فعاليات المؤتمر العام وسط إجراءات أمنية مشددة تحيط بمعرض الخرطوم الدولي.. أعضاء المؤتمر العام يحملون بطاقات إلكترونية ويمرون عبر بوابات أمنية تفحص هوياتهم، ويترقب الوسط السياسي يوم غد (السبت) لمعرفة من هو الأمين العام القادم.
{ الإسلام الوسطي
قال “البشير”: (الحمد لله الذي أوصلنا لهذا المؤتمر، وهو بالنسبة لنا وقفة نراجع من خلالها كل عملنا وما أنجزنا وما قصرنا، ونخطط لما يمكن فعله في الدورة القادمة).
وأكد “البشير” الالتزام الأكيد بالقيم والمبادئ وعدم التنازل عنها، وأضاف: (التزامنا مع من مضوا شهداء وكانوا شموخاً لنا ونؤكد نحن في المؤتمر العام التاسع لن نغير ولن نبدل ولن نتزحزح عما تواثقنا عليه.. مبادؤنا ملتزمون بها ونجوّد عملنا يوماً بعد يوم ونجتهد لتحقيق مزيد من النجاحات) وزاد: (الطريق ده صعب، طريق الأنبياء والدعاة).
وقال إن السودان يقدم أنموذجاً للإسلام الوسطي المعتدل لكل العالم ولا يتعدى على حقوق الآخرين ولا يحرمهم من أفكارهم ولا من تطلعاتهم أو تنظيماتهم ويسعى لعلاقات متوازنة مع كل الدول القريبة منه والبعيدة ويتعاون مع الجميع لما فيه مصلحة الإنسانية.
{ السودان محسود
قال “البشير” إن الغيرة السياسية والحسد جعلتا بعض الجهات تعطل مبادرة السودان لتحقيق السلام في أفريقيا الوسطى في ظل قناعة كل الجماعات بأفريقيا الوسطى بأن السودان هو المكان الذي يجمعهم لتحقيق السلام. وإن السودان تبنى مبادرة تحقيق السلام في أفريقيا الوسطى، لكن الذين يسعون لتدمير قارة أفريقيا عملوا لإفشال المبادرة، ولكننا سنسعى حتى يقتنعوا أن السودان هو من يحقق السلام.
وأضاف: (بعد أن فشلت كل الدنيا في جمع فرقاء الجنوب لتحقيق السلام نجح السودان في تحقيق السلام بدولة جنوب السودان لأن النوايا كانت صادقة والسودان يسعى للاستقرار في كل دول الإقليم). وزاد: (السودان رغم الكيد ضده أصبح الملاذ لمن يطلب الأمان والسلام والطمأنينة ولجأ إليه كل من ضاقت به أرضه أو فقد الأمن والأمان في بلده)، مشيراً لمعاملة هؤلاء كإخوة في الوطن والدين، وزاد بالقول: (السودان الذي أرادوا تدميره هو من حقق السلام في جنوب السودان، الكثيرون يحسدون السودان في مساعيه لتحقيق السلام في الإقليم ويعطلون جهوده لتحقيقه في أفريقيا الوسطى، مع أن كل الجماعات المتحاربة هناك مقتنعة بأن السودان يستطيع تحقيق السلام في بلادها).
{ أهل القبلة
طالب “البشير” بوحدة الصف في ظل التحديات الماثلة التي تواجه البلاد ووحدة كل أهل القبلة والسودان في بوتقة واحدة، وقال إن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، موجهاً بالاجتماع على ما يتفق عليه الناس وأن يعذروا بعضهم بعضا فيما يختلفون حوله لأن الاستهداف الخارجي ضد الوطن يستهدف الجميع ولا يستثني أحداً من أهل السودان، وزاد بالقول: (مهما كانت الخلافات فهي خلافات في الرأي، وخلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولا عداوة بيننا.. نحن نتحدث عن وحدة اهل القبلة وأهل السودان، المستهدف هم الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية والسلفيون والبعثيون والشيوعيون.. كلنا في مركب واحدة).
في الجلسة الإجرائية لاختيار رئيس المؤتمر العام التاسع، وقف رئيس اللجنة الفنية “حامد صديق” ليعلن لرئيس المؤتمر العام السابق “الطيب إبراهيم محمد خير” أن النصاب مكتمل بحضور (3154) عضواً عند الساعة التاسعة والربع صباحاً قبل أن يرتفع العدد بعد بدء الجلسة الافتتاحية، وتقدم أكبر الأعضاء سناً “عباس الخضر” من قطاع الكدرو بمحلية بحري لترشيح رئيس المؤتمر العام “أحمد إبراهيم الطاهر” ونائبيه “ربيع حسن أحمد” و”زينب أحمد الطيب”، ومقرراً للمؤتمر “بابكر علي الخضر”، ففاز الترشيح بأغلبية الحضور.
{ تطوير مرتقب
قدم نائب رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية الشيخ “عبد الله سيد أحمد” كلمة اللجنة التحضيرية بعد غياب رئيس الشورى “مهدي إبراهيم” لظروفه الصحية في تركيا. وأشار إلى المؤتمرات القاعدية التي أقامتها الحركة الإسلامية قبل التتويج بعقد المؤتمر العام.
من جانبه، قال رئيس المؤتمر العام التاسع للحركة ” أحمد إبراهيم الطاهر” إنه تفاجأ باختياره لرئاسة المؤتمر ووعد بإتاحة الفرص لتقديم الأفكار بتطوير الحركة خلال المرحلة القادمة. ولم ينس “الطاهر” أن يترحّم على قيادات الحركة الذين انتقلوا إلى الدار الآخرة، وخص بالذكر مؤسس الحركة الإسلامية في السودان بعد تجاوز عمرها (70) عاماً الشيخ “حسن الترابي” و”التجاني أبو جديري”، ووجه رسالته للرئيس “عمر البشير”: (هذا المؤتمر يؤكد لك أننا سنسير معك في الطريق مهما كان صعباً ولن يتخلف منهم رجل واحد ولا امرأة واحدة).
{ الصدمة
قال الأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن” إن البلاد تعبر حرجاً غير قليل على الناس في ضيق المعاش، وشدّد على ضرورة عمل استنفار للإصلاح الاقتصادي الشامل والإسعاف العاجل للمتأثرين من “الصدمة” من الفقراء والمساكين. وأرجع الحسن الأزمة الاقتصادية بالبلاد، إلى الأزمة العالمية وحصار السودان والحروب الداخلية والتضييق على البلاد. وأضاف إن السودان والحركة الإسلامية يشهدان حملات للتشويه وحملات منظمة دولية وإقليمية تستهدف السودان، وشدّد على ضرورة بذل الجهود من قبل عضوية الحركة للتصدي للحملات.
وأشار “الحسن” إلى أن الحركة كانت مساهماً فاعلاً وأساسياً عبر أفرادها في إصلاح الحزب والدولة، ويتوجب أن تتابع هذا المشروع المهم، لأن الحركة حريصة على الإصلاح السياسي في الفضاء العام بالبلاد، ويتوجب على الحركة القيام لهذا الواجب بحزم.
وأعلن “الحسن” أن الحركة الإسلامية ستشهد نقلة مهمة في بنائها التنظيمي في مؤسسات متنوعة ومتعددة ومفتوحة لتشكل حائط صد كبير ضد كل من يستهدفها. وشدد على أن الحركة الإسلامية لا تعمل أو تتصرف وكأنها مؤسسة منغلقة وإنما تعمل لتحقق تفاعلاً مع حركة المجتمع ضمن مشروع المجتمع القائد وتوجيه الطاقات لقيادة مبادرات لتحقيق غاية السمو الاجتماعي. وأبان أن الحركة الإسلامية تتواصل مع المنظمات الإسلامية الشرعية في العالم لأنها حريصة أن تكون عضواً فاعلاً في المنظمات الوسطية.
{ برنامج المؤتمر التاسع
من جانبه، أوضح مقرر اللجنة العليا للمؤتمر ومقرر مجلس الشورى القومي الأستاذ “عبد الله محمد علي الأردب” أن المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية يناقش تقارير أداء الشورى والأمانة العامة للدورة التنظيمية المنتهية، وقال إن ثاني أيام المؤتمر العام التاسع هو يوم فكري سيناقش أوراقاً فكرية أعدت بعناية تشمل ورقة حول الإصلاح الاقتصادي واستشراف المستقبل لرؤية الحركة الإسلامية ستقدمها الأستاذة “مشاعر الدولب”. وسيبتدر النقاش حولها رئيس الوزراء الأستاذ “معتز موسى”.
وورقة ثانية حول المشروع الدعوي والتزكوي سيقدمها البروفيسور “إبراهيم الكاروري”، وسيبتدر النقاش حولها الأستاذ “علي عثمان محمد طه” بعدها تحال هذه الأوراق للجان متخصصة تنظر في تفاصيلها.
وأكد “الأردب” أن المؤتمر سيناقش أوراق عمل قدمت في منتديات مصاحبة للمؤتمر العام ناقشت كسب الحركة في مختلف المجالات، ويشمل اليوم الثاني ليلة فكرية.. ويناقش المؤتمر العام غداً (السبت) أداء الحركة في الدورة التنظيمية المنتهية، وتتم فيه أيضاً مناقشة تصعيد عدد من عضوية المؤتمر لمجلس الشورى القومي بنسب عادلة، ومجلس الشورى بعد اكتماله سينتخب رئيسه ونواب الرئيس والأمين العام للحركة للدورة التنظيمية القادمة، وسيشهد يوم (السبت) أيضاً جلسة ختامية تحتوي خطابات عامة من ضيوف المؤتمر وبيان ختامي شامل.
{ مشاهدات من المؤتمر العام
# استحسن الأمين العام السابق للحركة الإسلامية الشيخ “علي عثمان محمد طه” كلمات الشيخ “مختار كبي” من السنغال وهو يثني على رئيس الجمهورية “عمر البشير” بالحفاظ على قيم الحركة الإسلامية ودعمه لها، ووجدت كلماته في حق “البشير” تجاوباً كبيراً من عضوية المؤتمر العام.
# اختار وزير ديوان الحكم الاتحادي “حامد ممتاز” أن يجلس في المقاعد المخصصة للإعلاميين دون صفوف المقدمة.. وغاب تمثيل الرموز الإسلامية البارزة في العالم العربي مثل رئيس حركة النهضة التونسية السابق “راشد الغنوشي” أو ممثلين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
# تأخر بدء الجلسة الافتتاحية لمدة (15) دقيقة عن موعدها الموضوع في جدول الأعمال نسبة لتأخر دخول عضوية المؤتمر العام بعد فحص بطاقتهم إلكترونياً وتناولهم للإفطار قبل انطلاقة الجلسة.
# وفرت شركة (سوداني) مركزاً صحفياً مع خدمة الانترنت للإعلاميين، مع متابعة لصيقة من الأستاذ “محمد الأمين”، وشكل مركز (سحر البيان) للخدمات الصحفية والإعلامية حضوراً لافتاً لمواكبته التغطية الصحفية والإلكترونية بالأخبار والصور الخاصة بأعمال المؤتمر العام.
# أكدت مصادر (المجهر) أن د. “نافع علي نافع” ظل يقف على ترتيبات المؤتمر العام في أرض المعارض ببري ليلة (الأربعاء) قبل ساعات من انعقاد المؤتمر، أمس (الخميس)، وسجل زيارة ليلية إلى هناك.
# تولى “حامد صديق” رئاسة اللجنة الفنية للمؤتمر العام، وأسند البرنامج المصاحب إلى لجنة برئاسة “رجاء حسن خليفة”، واللجنة الإدارية برئاسة “جمال محمود”، وتولى البروفيسور “إبراهيم الكاروري” مهام “زكريا بشير أمام” في اللجنة الثقافية والفكرية، وتولى البروف “عبد الرحيم علي” رئاسة لجنة الدعوات الداخلية والخارجية ود. “عوض أحمد الجاز” رئاسة اللجنة المالية، وأسندت رئاسة لجنة الإعلام للدكتور “فتح الرحمن إبراهيم عثمان”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية