{ تعجبت بل وأصبت بالصدمة القاضية وأنا أطالع حديث أحد مريدي الشيخ المثير للجدل شيخ “الأمين” وهو شاب يدعى “معمر” وهذا المريد الذي وصف نفسه بأنه كبير المريدين بدل أن يحدثنا عن كفاح ومثابرة شيخ “الأمين” في تعليم أصول الدين وعن منهجه الخاص في الدعوة إلى الله وطريقته الحديثة في قيادة مريديه إلى إتباع منهج الحبيب “المصطفى” المؤدي إلى طريق الرشاد فإذا به يحدثنا عن مثابرة شيخه في تكوين ثروة ضخمة داخل وخارج البلاد، وقال إن الشيخ “الأمين” صاحب إضافات من خلال (الدروس والحلقات والتربية والعلاج الروحي) ولم يوضح لنا نوعية أو مضامين تلك الإضافات، ولم يذكر أسلوب أو منهج شيخه الخاص في التعليم والتربية الصوفية، والذي يفضي إلى الإضافات أو التجديد، بل ذهب يحدثنا بصفوية واضحة وفاضحة عن حرصهم على إظهار النعم والارتقاء بالفقراء وتهذيبهم والاعتناء بهم والواضح من سياق كلام ذلك المريد المقصود بالارتقاء هنا الارتقاء بالفقراء من حيث (الشكل الخارجي والهندام والشياكة والنيو لوك) لأن المريد البعيد ظل يتباهى بأن مسيد شيخهم مسيد (VIP ) يعني (بالضبط كده مسيد آخر منجهة وعنجهة مثل صالات الأفراح والمطاعم والمنتجعات والأندية الـ(VIP) وبالتالي لابد لفقراء عابري هذا المسيد أن يكونوا في قمة الرقي و(الاستايل)، وكأن هذا المريد المتعالي يريد أن (يطلع بنا في العلالي) ليؤكد لنا أنه من العادي أن تجد في محيط مسيدهم الـ(VIP) فقير (داقي سستم) أو فقيرة (لابسة بنطلون شطفني وبلوزة أطعني حقنة).
{ وضوح أخير :
{ رحم الله الشيخ العلامة “حسن محمد الفاتح قريب الله”، وهو من المشايخ والعلماء القلائل في هذا العصر الذين نالوا عن جدارة صفة (المجددين) في منهج الصوفية، ومن القلائل الذين وضعوا بصمات وتركوا إضافات واضحة جعلته يتصدر قائمة الشخصيات العالمية، وما يميز فضيلة الشيخ “حسن” أنه ورغم إتباعه للأساليب والأفكار الحضارية في التربية الصوفية، إلا أنه كشخص لم ينغمس في مظاهر التباهي والترف الحضاري، ولم يبتدع في منهجه التجديدي مفاهيم وسلوكيات مخالفة لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، بل ظل طيلة خلافته في السجادة السمانية يبذل كل وقته وعلمه وفكره في تربية النفس بالورع والاتباع الحق للدين الحق والرضا بالمقسوم والزهد في الدنيا، ليسمو بها في مراقي تقوى الله ويرتفع بها إلى مكانة النفس المطمئنة الراضية والمرضية.
{ ومسيد الشيخ “حسن” رغم أنه ضم بداخله كل فئات المجتمع المندرجين ما بين (العامة والصفوة) ومن بينهم البسطاء والزعماء ورجال السلك الدبلوماسي، إلا أنه ظل مسيدا عاديا على بساطته التي تظهر بتواضع المشايخ وبساطة المريدين.
{ ورغما عن انبساط بساط العلم والمعرفة وكثافة العلماء بكل حيشان المسيد لم نسمع يوما أن التصقت به صفة
). VIPالـ(
{ أيها السادة أكربوا الكرابة والزموا الصفوف حتى لا تنحرفوا عن الطريق.