أخبار

عراك فضائي..

محمد إبراهيم

*لم تقوَ قناة أنغام الفضائية على مقارعة الفضائيات السودانية رغم الإمكانات الكبيرة التي توفرت لها، كونها تستخدم أكبر مكتبة غنائية تاريخية لمعظم المطربين الرواد.. ولم تستطع بالقدر ذاته مجاراة البرامج الحديثة وسعت إلى استنساخ برنامج (نجوم الغد) لتحوله إلى برنامج (نجم الموسم).. ولكنها فشلت في هذا الأمر أيضاً.. فشلت لعدة عوامل منها أنها فرضت رسم الاشتراك للمواهب الغنائية (3) آلاف جنيه لا تتخلى عنها القناة حتى لبعض المواهب الحقيقية والظروف الخاصة جداً وهذا الشرط في الأساس يتناقض مع كل شروط البرامج العالمية والإقليمية وحتى المحلية مثل (نجوم الغد) التي تعنى بتقديم المواهب الغنائية أو الإبداعية الأخرى لم يستطع البرنامج أن يقدم حتى الآن اسماً غنائياً واحداً.. ولم تتحدث كل الوسائط الإعلامية والقنوات والصحف عن مغنٍ قدمه (نجم الموسم) للساحة الفنية..
*ولكن ما يحدث الآن هو أمر يتجاوز كل الأعراف المهنية الفضائية السودانية التي تتوافق عليها إدارات تلك القنوات ولو عرفياً..
*”محمد عمر الفاروق” المالك لأنغام والملاعب القناة الرياضية التي تبث الدوري المحلي وتبث حصرياً على عرب سات يسعى إلى إيجاد (حاضنة) لقناته تكون سندا لها عبر القمر الصناعي عرب سات، لأن الدوري المحلي لكرة القدم وحده لم يعد جاذباً للجمهور، وهو يحتاج بالضرورة إلى فضائية صاحبة جماهيرية عريضة تجبر المشاهدين على تغيير مسار الطبق 26 درجة وفقدان 1400 قناة مشاهدة ومميزة من أجل قناة واحدة..
*ولا أحد في السودان يشاهد عرب سات سوى قلة.. وترفض القنوات الانتقال إليها حصرياً رغم الإغراءات التي تشبه دس السم في الدسم..
* تجربة قناة النيلين المريرة التي كانت قبل سنوات قليلة القناة الأولى لا تزال تتكثف في دماغ من لا ينسون سريعاً.. فقد كانت القناة تدخل إيرادات عالية للتلفزيون القومي، حتى تم الاتفاق بين إدارة التلفزيون وعرب سات قضى بتحويلها مقابل 350 ألف دولار وعربة تلفزة خارجية وميزة إطلاق قنوات متخصصة.. فحكم القومي على القناة الرياضية بالفناء وانخفضت اسهمها وابتعد الناس عنها..
* والنيل الأزرق لا تريد بالضرورة تكرار هذه التجربة القاسية..

*وتفطن النيل الأزرق لهذا الأمر وترفض الأمر جملة وتفصيلا وتضع شرطا تعجيزيا مقابل الانتقال حصريا على عرب سات.. لأنها لا تريد أن تفقد معظم متابعيها عبر (النايل سات) عالي المشاهدة وتفقد معه بالتالي جمهور المشاهدين والمعلنين.. وترفض بالتالي الحكم عليها بالفناء..
* من حق إدارات القنوات أن تضع من التدابير ما يحفظ لها قوتها ومشاهدتها وتميزها دون رضوخ أو إملاءات من جهة أخرى.. كما أن لها الحق أيضاً أن ترفض من العروض ما ترفض..
*نعم من حق إدارة أي مؤسسة إعلامية أن تفعل ما تراه مناسبا.. ولكن هذا الأمر يغضب “محمد الفاروق” مالك الملاعب.. فيقود حملة شرسة للغاية ضد قناة النيل الأزرق لتركيعها وإجبارها على القبول بعرض عرب سات.. ولكن حكمة الإدارة في النيل الأزرق تتجاوز وتصم أذنيها عن كل التحريضات التي يقودها صاحب أنغام.. وتتعامل مع الأمر بحكمة وروية وحديث توضيحي مقتضب يتناسب تماما مع القضية التي يشعلها “الفاروق” هذه الأيام..
*وحكمة وحنكة إدارة النيل الأزرق التي يقودها “حسن فضل المولى” الذي قضى أكثر من نصف عمره صانعا لنجاحاتها حتى أصبحت صاحبة الصوت الأعلى والأكثر تأثيرا، تضع من التدابير ما يجعل الفضائية تمضي في دربها الذي ألفه الناس عليها..
*وبقي على “الفاروق” أن يبحث له عن (حاضنة) أخرى غير النيل الأزرق.. و(يخت الكورة واطة) ويلتفت لتطوير برامجه وتقوية قنواته بدلا عن الحرب العبثية ضد النيل الأزرق.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية