رأي

الحاسة السادسة

لاعب الشطرنج الماهر!!
رشان أوشي
إبقَ كما أنت، لا مبالياً،
كي أظل أحبك
غادة السمان..
الحُب لا ينتظر، التفكير الواقعي يفسد ذلك الجنون والصبيانية التي يغرسها ذلك الكائن المفترس المدعو الغرام، الحُب لا يقبل المنطق، لا يخضع لحدود الجغرافيا، النظم الاجتماعية والفوارق الطبقية، أجمل حبا هو من يجتاز الحواجز، يتمرد على الأعراف، يفكك كل التابوهات الاجتماعية، الحُب مارد مجنون مطرود من رحمة العقل والواقع.
فحينما اكتب عنك يتحول القلم في يدي لحمامة بيضاء، ذات جناحين قويين، تحلق في سماء بلا آخر، تتحول الورقة إلى أشرعة لسفن تبحر في محيط اللاشيء، تنتهي كل المعادلات الفيزيائية، وتنتصر الكيمياء، كيمياء الروح التي تسيطر على الجسد، يمتلئ العالم بقوس قزح، وألوان الفرح الطفولي تظلل عيوني.
حين يمر طيفك بخاطري، تزهر الأيام واللحظات والمستقبل، اثمل حد الانتشاء بتلك الابتسامة التي جعلتني ابدو وكأنني طفلة بلا هموم، حلمها فقط اللهو والمرح، حين تطاردني نظراتك، اهرب منها في ذاتي، تتقلص الدنيا ويتسع وجداني بلا حواجز من مكان وزمان.
حين تنطق اسمي، ينهمر مطر الربكة، وتبدأ عواصف الخجل، يجتاحني طوفان من المشاعر المضطربة، تخور قواي وانسى تلك الأنثى الجامحة، ثم تأتي نسائم الهدوء والسكينة، أنت فقط من تعبث بالفصول في قلبي، أنت من تجلب الشتاء أيام الصيف، وتسقط المطر أيام الخصب، وتفرض الجدب والقحط أن رغبت.
أنت من تفرض الوحدة، والأنس، أنت فقط من يتحكم بجيش الحُب داخلي، يخرجني من معركة الغرام منتصرة، وأحياناً تعاقبني بالهزيمة، أنت لاعب الشطرنج الماهر تقتل الملك حينما تشاء، وتعبث بالجنود أيضاً، تقتحم حصون قلعتي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية