من طالع قرار الرئيس الأمريكي (ترامب) بتمديد حالة الطوارئ على جمهورية السودان في الظرف الراهن ورغم انتخابات التجديد النصفية هناك، لا يملك إلا أن يقول (الكلاب تنبح والجمل ماشي..!) فالسودان ورئيسه “البشير” ينعمان هذه الأيام بمكاسب سياسية ودبلوماسية وحقوقية صحفية كثيرة سبقت كلها ذلك القرار بيومين أو أكثر قليلاً..بما في ذلك الحوار بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية لإزالة العوائق بين البلدين.
وما يمكن الرجوع إليه هنا:
– احتفاء جمهورية جنوب السودان بالسلام الشامل الذي اتفقت عليه الأطراف وتعاقدت برعاية ومبادرة سودانية (إيجادية) أفريقية.
– وعلى ذات الطريق ما يرتب له من سلام شامل في أفريقيا الوسطى بمبادرة سودانية أيضاً.
– إضافة لذلك فقد تم قبل يومين التوقيع على ميثاق الشرف الصحفي، وهو تطور إيجابي لا سيما قد وقعت عليه كل الأطراف المعنية وذات الاختصاص .
فالاحتفال الكبير الذي جرى يوم (الأربعاء) الماضي في ميدان الحرية بمدينة جوبا عاصمة دولة الجنوب وقد حضرته كل الأطراف المتحاربة والمتصارعة من قبل، قد كان آخر علامة من علامات الخلاف.. وقد برز ذلك جلياً في خطابي الرئيس “سلفاكير” وزعيم المعارضة الدكتور “رياك مشار” أمام حضور شعبي جنوبي غير مسبوق، إذ بلغ عدد الحضور مئات الآلاف من الجنوبيين.
وكذلك كان الحضور من الرؤساء والرموز الأفارقة الذين أسهموا في ذلك الإنجاز، إلا أن الرئيس السوداني المشير “البشير” قد كان محل الحفاوة الأكبر في ذلك الحفل الجنوبي الاستثنائي حيث وجه له ولبلده الشكر والتقدير والاحترام من سائر الأطراف الجنوبية بما في ذلك الفعاليات المجتمعية والمؤسسات الأكاديمية .. فقد منحته جامعة جوبا الدكتوراه الفخرية في السلم والدبلوماسية، كما مُنح الأوسمة والوشاحات.
هذا كله لا يزيد عليه ولا يرفع من شأنه، إلا أن السلام في جوبا قد أضحى قريباً من الواقع مما يعني الاستقرار والسلام هناك، ويعني أن دولة الجنوب الجديدة هي السند والدعم لجمهورية السودان التي علاقاتها بها وثيقة ومكملة لبعضها أمنياً واقتصادياً وصار الوصول إلى اتفاق السلام فيها مثلاً يقتدى به ويصل إلى آخرين، والإشارة هنا إلى أفريقيا الوسطى الذي يُسعى فيها إلى سلام قريب.
وما يجعلنا أيضاً نقول إن الجمل في بلادنا يمشي ولا يتأثر بنباح الكلاب ، كما يقول المثل هو(ميثاق الشرف الصحفي الذي اعترف به وتم التوقيع عليه بالأمس بمشاركة كل الأطراف المعنية من رؤساء تحرير الصحف وجهات أمنية وقانونية.. فالصحافة في بلادنا كانت بحاجة إلى ذلك مُجتمِعاً لتكسب الاستقرار والقيام بالواجب والرضا الوظيفي والمجتمعي والمؤسسي.. وغير ذلك من المطلوبات بخاصة وأن الصحافة في الظرف الراهن من أدوات (النُباح) السياسي والدبلوماسي وغيرهما.
في الختام في المشهد السياسي اليوم، وقد أصدر الرئيس الأمريكي قراره بتمديد الطوارئ على السودان، نقول مع كل الاحترام والتقدير: (الكلاب تنبح والجمل ماشي..!).