السفير البريطاني بالسودان “عرفان صديق” في حوار مع (المجهر)
المساعدة المالية البريطانية للسودان صعبة حالياً، نسبة للديون الخارجية ووجود اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب
والحوار مع الولايات المتحدة مهم فيما يتعلق بإعفاء الديون
يبدو أنه في نية صالحة من الحكومة تجاه عملية السلام وهنالك تقدم مهم في الاستقرار بدارفور لكن لابد من استمرار الجهود لعدم عودة المشاكل للإقليم
لدينا آلية خاصة للتشاور بين الحكومتين وبعد أسبوعين سنعقد جلسة في لندن لمناقشة الوضع الاقتصادي
“عرفان صديق” سفير المملكة المتحدة بالسودان، يجيد الحديث باللغة العربية، ويعرف الكثير عن السودان، بالرغم من قصر تواجده في البلاد، الذي لم يمض عليه ستة أشهر، (المجهر) التقته خلال زيارته لمدينة (ود شلعي) بولاية النيل الأبيض، للمشاركة في إحدى الفعاليات التي نظمها الأهالي، وطرحنا عليه أسئلة فيما يتعلق بالعلاقة بين الخرطوم ولندن، وملف القضايا المطروحة على منضدة الخرطوم، وقال “عرفان” إن بريطانيا تشجع التقدم والخطوات الإيجابية للحكومة في السودان في ما يتعلق بالحوار الوطني لتحقيق الاستقرار السياسي، وإن بريطانيا مع الانتخابات المقبلة حال تم التوافق على قانون الانتخابات، ومشاركة الأحزاب السياسية في العملية الانتخابية.
فإلى نص الحوار..
حوار : سيف جامع
*بداية السيد السفير هل في السفارة عادة تلبون دعوات الأهالي لزيارتهم؟
حضرت للمنطقة تلبية لدعوة من الشخصيات البارزة بالمنطقة منذ ثلاثة أسابيع، دعوني لكي ارى هذه المبادرة الجيدة لتقديم العلاج للأهالي من كل أولاد المنطقة المتخصصين في المجال الطبي، وهي دعوة خاصة، كما لدينا صلة بين المدينة والسفارة وايضا في ناس من المدنية يشتغلون معنا في السفارة، وهي فرصة بالنسبة لي للتعرف على المدن المختلفة في السودان، وأنا بدأت عملي في السفارة قبل ستة أشهر وما كان لدى فرصة لزيارة المدن، من خلال الزيارة سيكون في دعم لجهود اللجنة الشعبية بالمنطقة وجهود حكومة النيل الأبيض في بناء الوعي واتمنى أن تكون من خلال الزيارة في علاقة مستمرة بيينا والمسؤولين في القرية واتمنى لهم الاستقرار والازدهار والتطور.
*كيف تراقب بريطانيا الوضع في السودان بحُكم العلاقة التاريخية؟
طبعاً مهتمين جداً بالتنمية والتطور في السودان، ولدينا الكثير من البرامج من قبل الوكالة الدولية للتنمية، ومستمرين في تنفيذ البرامج التي نؤيدها وهي كبيرة وبالطبع هنالك احتياجات للتنمية والتطور واهتمامنا سيكون في توفيرها.
*ما هي أعمال الوكالة البريطانية للتنمية في السودان؟
تركيز الوكالة في توفير الإغاثة للمناطق الثلاث في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وتعمل في توفير الخدمات للنازحين واللاجئين والذين وضعهم صعب، ولدينا بعض البرامج في ولايات البحر الأحمر وولايات دارفور، بتقديم مساعدات في توفير مياه الشرب خاصة في البحر الأحمر، لكن تركيزنا على الإغاثة في مناطق التوتر والنزاعات.
*كيف تنظر الحكومة البريطانية لتطور الأوضاع الأخيرة بالسودان وتحقيق الاستقرار السياسي عبر الحوار الوطني الذي أعلنه الرئيس البشير؟
نحن نشجع كل التقدم والخطوات الإيجابية للحكومة السودانية في هذا الصدد ويبدو أنه في نية صالحة من الحكومة تجاه عملية السلام، ورأينا ذلك في الفترة الأخيرة في بيانات الحكومة، ويبدو أن الحكومة والحركات المسلحة يوجد بينهم نوع من عملية التفاوض واتمنى أن ينعكس ذلك في نتائج ملموسة، طبعا في تغييرات حدثت في دارفور بانسحاب قوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (يوناميد) خلال العامين القادمين، لذلك مطلوب أن يكون هناك حل شامل وتحقيق سلام شامل في المنطقتين بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، كما أن هنالك مناقشات بين الوسيط الأفريقي لمحادثات السلام بالسودان، “ثامبو أمبيكي” و”عبد العزيز الحلو” رئيس الحركة الشعبية في أديس أبابا قبل أسبوع، واتمنى أن تكون خطوة ابتدائية إيجابية خاصة وأن في العامين الماضيين لا يوجد أي مشاركة “لعبد العزيز الحلو” والمتمردين في النيل الأزرق في عمليات السلام، لكن الآن توجد بعض الخطوات الإيجابية في هذا الصدد ونحن في دول الترويكا والدول الأخرى نشجع ذلك ولنا دور كوننا جزءاً من المفاوضات ونتمنى أن تكون هنالك نية صالحة من كل الجهات والأطراف بتحقيق سلام شامل ودائم.
*بعد عام ونصف ربما تجري انتخابات بالسودان ما هي رؤيتكم لها؟
أهم شيء أن تتوافر بيئة ملائمة لقيام الانتخابات، يعني حرية كاملة ومساحة متوفرة ومفتوحة لكل الأحزاب السياسية، ويبدو أن هنالك نقاشا موضوعيا حول قانون الانتخابات الجديد، وأنا اعتقد أن يكون هذا القانون نتيجة الحوار الشامل والتشاورات مع كل الأحزاب السياسية لكي يكون هنالك نوع من الاجماع حول القانون، أما بدون ذلك ممكن يكون في نوع من المقاطعة أو معارضة الانتخابات، ولكي تكون انتخابات ناجحة ينبغي أن يكون في مشاركة من كل الأحزاب من قبل الأحزاب السياسية للانتخابات لذلك نشجع أن يكون في قانون جديد ومتفق عليه من كل الأطراف وأن تتخذ الحكومة بعض الخطوات حتى يثق المجتمع الدولي بالعملية بالانتخابية، مثل تعيين مفوض مستقل للمفوضية القومية للانتخابات طبعا وكل العمليات أن تكون ناجحة ونظيفة، ولو حصل ذلك ممكن يكون في موقف من المجتمع الدولي لتقديم المساعدة ومراقبة الانتخابات ولازم ندرس الوضع القانوني وكل البيئة المحيطة بها.
*ماهي المساعدات التي ستقدمونها للانتخابات لضمان نجاحها؟
لو حصلت أي مساعدة ستكون تقنية طبعا بالنسبة لعملية الاقتراع والتصويت والمراقبة ودعم المفوضية وهو موضع حيادي وشيء عن العملية وهذا ليس متفق عليه الآن ولا يوجد قرار من قبلنا.
*السودان حالياً يعاني من أزمة اقتصادية ماذا قدمت بريطانيا للخروج منها؟
المشاكل الاقتصادية موضوع مهم جدا ونحن نتابع بدقة وفي مفاوضات بيننا ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، وكذلك قبلها مفاوضات مع وزارة التعاون الدولي في الحكومة السابقة، لدينا في الواقع آلية خاصة للتشاور بين الحكومتين عبر حوار إستراتيجي كل ستة أشهر وبعد أسبوعين ستعقد الجلسة القادمة في لندن وأنا سأحضرها والموضوع الاقتصادي سيكون نقطة مهمة من ضمن المناقشات للجلسة لكن في الواقع توجد بعض الخطوات المهمة التي لابد أن تقوم بها الحكومة السودانية لإصلاحات الضرورية في المشاكل الاقتصادية التي هي نتيجة مشاكل في الميزانية العامة للدولة، وعدم توازنها، هذا جزء منها وأيضا نتيجة للإنفاق العالي خاصة على الدعم لبعض السلع المدعومة من قبل الحكومة، مثل الوقود وفي معظم دول العالم ليس هنالك دعم للسلع، وغالية جدا السلع الحكومية، وأيضا يحتاج السودان للإصلاح في العُملة وسعر صرفها هنالك خطوات كثيرة يمكن للحكومة أن تقوم بها، وأما بالنسبة للمساعدة المالية من قبل بريطانيا هذه صعبة حالياً لأن في ديون كثيرة على السودان مستحقة لبريطانيا ولعدد من الحكومات الأخرى ونتيجة لوجود اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ليس هنالك أي مجال بالنسبة لاتخاذ قرار إعفاء الديون لذلك حوار السودان مع الولايات المتحدة مهم جدا في هذا الصدد.
*إذن ما الذي بإمكانكم أن تقدموه للسودان في هذه المرحلة؟
الآن في حوار بيننا والحكومة السودانية في عدد من الموضوعات، في المساعدة الاقتصادية المطلوبة، وفي عملية السلام وحل النزاعات والإصلاحات السياسية، ويوجد حوار بيننا في كل هذه الأشياء، اتمنى أن تكون في رغبة من قبل الحكومة البريطانية أن تؤيد تحقيق هذه الموضوعات خاصة في نقطتين أولاً في إعفاء الديون وثانيا توفير مساعدة مالية من قبل المؤسسات المالية الدولية وهذا بعض إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
*الأمم المتحدة ترتب لسحب قوات (يوناميد) من دارفور، ألا تخشون من ذلك؟
لابد أن يكون هنالك ضبط للاستقرار في المنطقة وعدم الحاجة لقوات الأمم المتحدة مستقبلا، وهذا في الواقع مسؤولية الحكومة السودانية بأن تكون مسؤولة عن الأمن والسلام في المنطقة عبر الشرطة المحلية بإحلال سلام كامل في دارفور.
تقييمكم للاستقرار في دارفور؟
نعم هنالك تقدم مهم بالنسبة للاستقرار لكن في الواقع لابد أن يكون في جهود مستمرة لعدم أي عودة للمشاكل في دارفور.