المتتبع لمسيرة عُمرة العام الماضي 1439هـ يلاحظ أن هنالك الكثير من السلبيات التي لازمتها ودونكم التكدس الذي حدث للمعتمرين بميناء سواكن في شهر رمضان، والذي أدى إلى حرمان أكثر من (650) معتمراً من أداء الشعيرة.. أضف إلى ذلك فإن ارتفاع تذاكر الطيران وارتفاع التكلفة بصورة عامة حرمت الكثيرين، حيث تضاعفت تذاكر الطيران بنسبة (300%) .. فارتفاع تكلفة الطيران أدت إلى لجوء الراغبين لأداء شعيرة العُمرة من التوجه عبر البحر بهدف تقليل التكلفة، إلا أن هذا الاتجاه كشف عدم الاستعداد الكافي لاستقبال الأعداد الكبيرة من المعتمرين عبر البحر، ومن ثم حدث التكدس الذي حرم الكثيرين من الوصول إلى الأراضي المقدسة، وبالتالي أكد عدم الاهتمام خاصة وأن الذين لم يتمكنوا من السفر أكملوا إجراءاتهم بصورة كاملة،
فكيف إذآ نطالب بزيادة عدد المعتمرين إلى (250) ألف معتمر خلال هذا العام (1440هـ) ونحن لم نستعد ولم نرتب لذلك؟.. نعم الورشة التي نظمها المجلس الأعلى للأوقاف والتوجيه والإرشاد والإدارة العامة للحج والعُمرة، بمشاركة اللجنة الوطنية لأعمال الحج والعُمرة بالمملكة العربية السعودية، هدفت لتقييم وتقويم أعمال عُمرة 1439هـ كما أنها أقرت في الوقت نفسه بالسلبيات التي لازمتها عُمرة.
فطالما أن هنالك دعوة لزيادة عدد المعتمرين وإقرار بالسلبيات، فلابد أولاً من الوضع في الاعتبار إزالة كل المشاكل وحلها حلاً جذرياً مع كافة الشركاء خاصة أصحاب وكالات السفر والسياحة التي تقع عليهم المسؤولية بنسبة كبيرة جداً، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى الخدمات سواء بالمملكة العربية السعودية أو بميناء سواكن حيث يشكو المعتمرون من سوء الخدمات بسواكن، بالإضافة إلى أن السعة الاستيعابية غير كافية، وذلك حتى لا يتسبب سوء التخطيط والتنسيق في (ضجر) المعتمرين .. أيضا أن نضع في الاعتبار تزايد أعداد المعتمرين في شهر رمضان ومن ثم تهيئة كل الأجواء .. فعُمرة رمضان لها معاني ودلالات لذلك نجد تزايد أعدادها (فهي تعادل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم))
فورشة التقييم والتقويم وضعت النقاط على الحروف وخرجت بتوصيات طموحة في محوري السودان والمملكة العربية السعودية ونحسب أنها إذا نفذت بالتنسيق والتعاون كل في مجاله فإن العُمرة القادمة ستكون كما يريد المعتمر.. فالبيان الختامي للورشة الذي تلاه الأستاذ “عبد العزيز الصادق” مدير الإعلام والعلاقات العامة بالإدارة العامة للحج والعُمرة، جاء يلبي طموح المعتمرين والشركاء، وهنا لابد أن نسجل صوت إشادة بأداء الأستاذ “عبد العزيز” وإنشائه حلقات تواصل بين إدارته والأجهزة الإعلامية المختلفة من أجل إيصال الخدمة للمعنيين بها.. فالإعلام له قوة سحرية لإيصال كل ما تريد في الوقت المناسب، ومن أجل ذلك طالبت الورشة بتنفيذ خطة إعلامية هادفة لتبصير المعتمر بحقوقه وواجباته توضح كل ترتيبات وضوابط العُمرة.
أيضاً نتمنى أن يتم إزالة كل القيود المفروضة على السودان، طالما أن نسبة تخلف المعتمرين قد اقتربت من (زيرو%) أو كما أكد ذلك الأمين العام للمجلس الأعلى للأوقاف والتوجيه والإرشاد “أبوبكر عثمان”.
على العموم نتمنى أن تكون العُمرة القادمة عُمرة للروح والبدن بعيدة عن التكدس وسوء الخدمات حتى لا نتسبب في حرمان الكثيرين.