رشان أوشي
السلطان “قابوس”،أدام الله ملكه،حاكم سلطنة عمان،نوع فريد من الحكام العرب، ربما انتهى نهجه منذ انهيار الدولة العثمانية،وسقوط الخلافة الإسلامية الراشدة، ظل على الدوام يمارس دوره كحاكم عربي لدولة غنية، بشكل إيجابي، لا يضع نفسه في حلف عدائي، بل يبقى على الحياد عند اندلاع أزمات سياسية بين الدول، ظل بعيداً عن الصراع الخليجي الأخير والذي بموجبه تم فرض حصار على دولة قطر، كما أنه مهندس الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
يعمل طيلة سنوات حكمه التي تجاوزت الأربعين عاماً على نقل بلاده وشعبه نحو نمو وازدهار ،جعل عملتهم النقدية قوية نسبة لتطور اقتصادهم كدولة منتجة للبترول، ظل مهموماً بشعبه فقط، لم يقحم بلاده في تقاطعات النفوذ في المنطقة، مما جعل العمانيين الأكثر تطوراً وتعليمًا من جيرانهم العرب.
نهج السلطان “قابوس” الوفاقي جعله حاكماً مقدراً، يتكئ على وزن سياسي كبير، يضع له الجميع اعتباراً لا يمكن تجاوزه، أعجبتني شجاعته التي دفعته قبل يومين لاستقبال رئيس وزراء إسرائيل”بنيامين نتنياهو” في بلاده، وسبقه عليها زيارة لممثل الحكومة الفلسطينية، لم ينافق، التقى الرئيس الإسرائيلي على مرأى ومسمع الإعلام، ليكون وسيطاً في صراع طال أمده، والتطبيع أيضاً مع دولة بات وجودها وتأثيرها في المنطقة أمراً واقعاً.
بهذا يؤسس السلطان “قابوس”،لنهج سياسي جديد وغريب عن الممارسة السياسية في محيطه الإقليمي، قائم على الشفافية والمكاشفة، بعيداً عن نهج المزايدات السياسية والإمساك بالعصا من منتصفها الذي درج عليه غيره.