#”السيسي”: العلاقات الراسخة للبلدين ظلت تتصدى للتدخلات الخارجية والمشكلات المصطنعة…
الخرطوم : ميعاد مبارك
في تمام العاشرة والنصف من صباح أمس (الخميس) حطت طائرة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” في مطار الخرطوم، وكان في استقباله رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير”،وعقد الرئيسان اجتماعاً قصيراً بالصالة الرئاسية ، بعدها انتقلا إلى مباني القصر الجمهوري حيث انعقد اجتماع القمة الرئاسية العليا ،بحضور اثني عشر وزيراً من الجانبين ، عقد بعدها الرئيسان اجتماعاً مغلقاً ، سبق التصريحات الصحفية .
“البشير” قال في تعليقه على عدد الوزراء المصريين المشاركين في الاجتماعات : (هذا مجلس وزراء مصري في الخرطوم وحضور الرئيس “السيسي” بهذا الوفد الكبير هو تأكيد على عمق العلاقات المصرية السودانية وحرصه على تطويرها ) مؤكداً أنها ليست خياراً وإنما فرض عين.
الرئيس “السيسي” اختتم أمس (الخميس) زيارته للبلاد التي استغرقت يوماً واحداً، ترأس خلالها مع الرئيس “البشير” اجتماعات القمة الرئاسية المشتركة بين البلدين ، بعدها عقد الرئيسان اجتماعاً مغلقاً ،ثم قاما بجولة في معرض المنتجات المصرية بقاعة الصداقة.
وكان في وداع “السيسي” بمطار الخرطوم “البشير” وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة، بجانب أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بالسودان.
#إزالة عوائق
رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير ” قال في تصريحات صحفية أعقبت القمة :إن المضي قدماً بالعلاقات بين البلدين فرض عين، والتعاون بينهما أمر حتمي و تعبير حقيقي عن رغبة شعبي البلدين في التواصل مؤكداً أن هذه الزيارة خطوة أخرى نحو تمتين علاقات قديمة وأواصر متواصلة .
وأضاف البشير: (مهمتنا أن نعبر عما يجيش في صدور أهلنا في السودان ومصر وأن نرى تطلعاتهم بالتكامل والوحدة والوئام) ، مشيراً إلى توقيع الجانبين على عدد من الاتفاقيات وبرتوكولات العمل).
وأكد “البشير” خلال كلمته ، عزم البلدين على الاستمرار في متابعة ما تم توقيعه من اتفاقيات أمس وما تم قبل ذلك بشكل لصيق للوصول بالعلاقات للمستوى الذي يرضي الشعبين.
“البشير” لفت إلى أن المهمة الرئيسية للحكومتين هي إزالة العوائق في حركة السلع والمواطنين بين البلدين ، مشيراً إلى توقيع وإجازة وتصديق البلدين على الحريات الأربع لتسهيل حركة المواطنين .
وأعلن عن توقيعه على قرار بإلغاء الحظر على المنتجات المصرية والسماح لها بالدخول إلى السودان، مشيراً إلى أن ذلك يهدف لإزالة كل العوائق بين البلدين ،وقال “البشير” في كلمته: ( نعمل على ربط البلدين بوسائل مختلفة والآن الربط الكهربائي على وشك الاكتمال ونخطط لربط سكك حديد مصر مع سكك حديد السودان لتيسير حركة المواطنين والسلع بين البلدين) .
وقال في ختام كلمته: (مع بعضنا البعض يمكن أن ننجز الكثير لمصلحة البلدين وما سييسر هذا الرغبة العارمة لكل المواطنين والمسئولين بين البلدين ).
#تصدي للتدخلات
من جانبه أعرب “السيسي” عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال ، وقال: (هذه الزيارة جاءت لتؤكد عمق ومتانة الأخوة التي تربط بين بلدينا منذ الأزل )، وأشاد الرئيس المصري بما تشهده العلاقات السودانية المصرية من قوة دفع ملموسة خلال الفترة الأخيرة، ( إن الحقيقة الثابتة تظهر أن الأيام والسنين لم تزد العلاقة بين البلدين إلا مزيداً من الرسوخ والمتانة ومزيداً من التصدي لأي تدخلات خارجية ومعالجة أي مشكلات مصطنعة ، فضلاً عن أنها عكست حجم ما يعلقه شعبا البلدين من آمال وطموحات عريضة نحو تحقيق مزيد من التكامل والترابط بين مصالح دولتي وادي النيل في ظل ما تمتلكه الدولتان من قدرات بشرية وثروات طبيعية ندر أن تزخر بها أي من دول جوار.
وأشار “السيسي” إلى اجتماعات اللجان المشتركة بين البلدين على مختلف المستويات خلال الستة أشهر الماضية من بينها الاجتماع الرباعي وهيئة التشاور السياسي واللجنة الدائمة لمياه النيل والمنافذ البرية واللجنة القنصلية ، مؤكداً ثقته بأن الخطوة القادمة ستشهد مزيداً من التقدم في إطار تنفيذ وثيقة الشراكة الإستراتيجية الموقعة بين البلدين في 2016 من أجل طموحات الشعبين لتغدو واقعاً ملموساً .
وأكمل الرئيس المصري: (شهدت الفترة الماضية بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين وهو المشروع الذي من شأنه أن يمضي بالعلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة تتأسس على تنفيذ المشروعات الإستراتيجية المشتركة التي تعزز من الربط التجاري والاستثماري فضلا عن استضافة الخرطوم للاجتماع الأول في مشروع السكك الحديدية للربط بين البلدين)، مؤكداً أنه مشروع إستراتيجي آخر يضاف إلى انتقال السلع والمواطنين بين البلدين ويمثل بذلك خطوة إضافية لدفع الترابط والتكامل بين البلدين.
وأشار “السيسي” إلى توقيع البلدين على (11) اتفاقية لتعزيز التعاون في العديد من المجالات ، لافتاً إلى أنها كلها مجالات تفتح أفاقاً أرحب أمام الارتقاء بالعلاقات الثنائية .
وقال:(إن انعقاد اجتماعنا يأتي في توقيت بالغ الأهمية إذ أنه يوجه رسالة أمل وتفاؤل لمستقبل العلاقة بين البلدين في توقيت تشهد فيه منطقتنا تطورات إيجابية في مناطق عانت لعقود من الصراعات وأدت إلى إزهاق آلاف الأرواح)، مؤكداً دعم مصر الكامل لجهود السودان البناءة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والتي أسفرت عن توقيع اتفاق سلام جنوب السودان. “السيسي” أكد ثقته بأن مساعي البلدين المشتركة لتحقيق الامن الإقليمي تتسع لتحقيق الأمن في منطقة البحر الأحمر بالتنسيق مع المحيط الأفريقي والإقليمي، وقال 🙁 في ظل ما تشهده منطقة القرن الأفريقي من أحداث متسارعة تشير إلى عهد جديد نتطلع إلى أن يسود السلام والرخاء والتنمية ).
وأضاف الرئيس المصري:(تمضي السنوات وتنقضي الأعوام ومع مرورها يتأكد لنا أن المصير المشترك لبلدينا سيظل حقيقة راسخة الجذور ،إنني على يقين أن اجتماع اللجنة الرئاسية المقبل في مصر سوف يشهد مزيداً من التقارب لما فيه خير للبلدين).
ووقع الجانبان على (11) اتفاقية ومذكرة تفاهم، فضلاً عن ميثاق الشرف الإعلامي بين البلدين منها مذكرة تفاهم للتعاون بين المركزين الدبلوماسيين التابعين لوزارتي الخارجية في البلدين.وفي مجال تبادل الخبرات بين وزارة الخارجية السودانية ووزارة التعاون الدولي والاستثمار المصرية.بالإضافة إلى مذكرة التفاهم بين نقطة التجارة الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة السودانية والهيئة المصرية لتنمية الصادرات.وبروتوكول لإنشاء مزرعة نموذجية للمحاصيل البستانية بين وزارتي الزراعة في البلدين.ومذكرة تفاهم لمكافحة دودة الحشد الخريفية بين وزارتي الزراعة في البلدين.بالإضافة إلى برنامج تنفيذي في مجال الشباب والرياضة بين البلدين. وآخر بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السودانية والهيئة الوطنية للإعلام المصرية. وبرنامج تنفيذي في مجال التعليم العالي بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي في البلدين. إلى جانب تجديد البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الصحة، ومذكرة تفاهم في مجال الهجرة وإشراك المغتربين بالتنمية.وبرنامج تنفيذي للتعاون الفني بين وزارة العمل والإصلاح الإداري وتنمية الموارد البشرية السودانية ، ووزارة القوى العاملة المصرية.
# إقصاء الصحفيين من مطار الخرطوم
وصلت مراسلة صحيفة (المجهر السياسي) المعتمدة لتغطية الدوائر الرئاسية كالعادة في مثل هذه التغطيات إلى مطار الخرطوم في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً لحرص الصحيفة الدائم على تغطية الأحداث كاملة دون انتقاص ، وكالمعتاد في مثل هذه الزيارات أشهرت بطاقتها في مدخل الصالة الرئاسية لتتفاجأ بأن القائمة التي سلمتها إدارة الإعلام لموظفي أمن المطار خالية من أسماء الصحفيين والمحررين في الصحف الورقية، في وقت ضمت عدداً من أسماء مراسلي الإعلام الخارجي والقنوات الفضائية السودانية ، وظلت مراسلة الصحيفة لأكثر من(45 ) دقيقة أمام المدخل في انتظار تصحيح ما ظنته خطأ وإلحاق قائمة الصحفيين ، في وقت أكد لها مدير إدارة الإعلام في القصر الجمهوري “عبد الله جاد الله” أن هناك قرارات جديدة تمنع الصحفيين من حضور مراسم الاستقبال في مطار الخرطوم، وأنهم لن يسمحوا بالدخول إلا لحاملي الكاميرات أو من سيقومون بالنقل المباشر، وقال “إنه في حال إدخالها ستظل منتظرة في القاعة وتمنع من حضور الاستقبال” .
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة بعد عدد من الحوادث المتكررة لمنع إدارة الإعلام في القصر للإعلاميين من أداء مهامهم، وصحفي الصحف الورقية على وجه الخصوص، هل غفلت أم تغافلت الإدارة المسؤولة عن الإعلام في المؤسسة الرئاسية عن أهمية الصحافة الورقية ودورها الإعلامي المهم عالمياً ومحلياً ؟