تقارير

هل تنجح قوات الحماية في حسم التفلتات بين الفرقاء في جنوب السودان؟

لجنة فترة ما قبل الانتقالية الرهان على الدعم المادي والجيش الوطني

الخرطوم : فائز عبد الله

عقد فرقاء دولة جنوب السودان، الاجتماعات المشتركة لملف الترتيبات للفترة قبل الانتقالية، وناقشت الترتيبات ثلاث نقاط أساسية، تكوين جيش وطني، ومسألة إيجاد الدعم للاتفاقية ورفع حالة الطوارئ بالجنوب، بيد أن الشروط التي دفع بها زعيم المعارضة “رياك مشار” من أجل تهيئة الأجواء للسلام لم تنفذ.
بقرار من الرئيس “سلفا كير” تم تكوين لجنة، في إطار تنفيذ مصفوفة اتفاق السلام، تتكون من (١٥) عضواً يمثلون حكومة الجنوب في فترة ما قبل الانتقالية، وتضم اللجنة مجموعة “مشار”، والمعتقلين السابقين و”سوا” التي تضم (9) فصائل والأحزاب السياسية الأخرى الموقعة على اتفاقية السلام.
ويشمل اتفاق ما قبل الفترة الانتقالية وجود جيش واحد بدمج القوات وإعادة تدريبها وتأهيلها في المعسكرات، والسعي لتحقيق السلام على أرض الواقع، بيد أنه يواجه تحدي إعادة الثقة بين أطراف الاتفاق. وإنزال السلام على أرض الواقع، بجانب الإشراف الكلي على الوضع الأمني في الجنوب، بعد أن أجمعت دول الإيقاد على حماية الاتفاقية وتوفير الدعم، في ظل الظروف الراهنة وتمسك المجتمع الدولي بقراره الرافض لدعم الاتفاقية وتأثير دول الترويكا على الاتفاقية.
أكدت (الإيقاد) على قيام الاحتفال في جوبا في الوقت المحدد، نهاية هذا الشهر، وأوضح المبعوث الخاص لـ(الإيقاد) “إسماعيل وايس” أن انعقاد اللجنة العليا لإنفاذ الاتفاقية هي كيفية إيجاد تمويل لتنفيذ الاتفاقية واتفاق الأطراف على هذه النقطة .
وقال إن الاجتماعات وجدت تفاهماً من جميع الأطراف في المضي قدماً في تكملة اتفاقية السلام من أجل التنمية وإعادة الاستقرار والسلام في الجنوب، وقال إن القيادات التزمت بتنفيذ اتفاقية السلام بجميع بنودها.
ودعا مستشار الشؤون الأمنية ورئيس اللجنة المشتركة ما قبل الانتقالية “توت قلواك” الأطراف الموقعة على اتفاقية السلام بضرورة تطبيق الاتفاقية على أرض الواقع، وأضاف “توت” أن الحكومة ملتزمة بالتنفيذ وترحب بقيادات المعارضة في جوبا، وقال إن يوم “30” من أكتوبر الحالي يمثل ضربة البداية للسلام وتنفيذ الاتفاقية، وطالب القيادات بالخارج إلى العودة إلى الجنوب والعمل في تحقيق السلام، أوضح أن جميع الأطراف حكومة ومعارضة يعملون في تنفيذ اتفاقية السلام، ولن يعودوا إلى المربع الأول، وقال “توت” إن كل الأطراف الموقعة على اتفاقية السلام أعلنت حضورها للاحتفال، وقال إن تأخير انعقاد اللجنة بسبب وجود بعض الأعضاء في دول المهجر، وأكد التزام حكومة جنوب السودان بعدم العودة للحرب مرة أخرى، مشيراً أن السلام في الجنوب أصبح أمراً واقعاً.
وقال ممثل مجموعة المعتقلين السابقين “دينق الور” إن الأطراف ملتزمة بتنفيذ اتفاقية السلام وإن الاجتماعات كبداية لتنفيذ اتفاقية السلام وطالب الأطراف بالعمل كفريق واحد في تنفيذ الاتفاقية ومواجهة التحديات التي تواجهة الاتفاقية وأوضح أن السلام الآن يحتاج إلى توحيد القيادات والإرادة الحقيقية لتنفيذ عملية السلام.
وأضاف أن المجهودات التي تبذل من دول الإيقاد في تحقيق عملية السلام تتطلب المزيد لدعم السلام ..
وقال عضو المكتب السياسي بالحركة الشعبية “اقوك مكوك” إن اللجنة التي تم تكوينها بقرار من الرئيس كانت ستنعقد في منتصف الشهر الجاري إلا أنها تأخرت بسبب وجود بعض الأعضاء في دول المهجر، وأكد التزام حكومة جنوب السودان بعدم العودة للحرب مرة أخرى، مشيراً أن السلام في الجنوب أصبح أمراً واقعاً.
وقال وزير الدفاع الفريق أول ركن “عوض محمد أحمد بن عوف” إن السودان حريص على تحقيق السلام واستدامة الاستقرار بجنوب السودان، وأضاف لدى مخاطبته اجتماعات رؤساء أركان قوات الحماية لسلام الجنوب (الإيقاد) من دولة (إثيوبيا، كينيا، يوغندا، جيبوتي والصومال، ورئيس الأركان الرواندي) التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي إن المجهودات التي تبذلها الإيقاد كبيرة في مواجهة التحديات بمختلف الجوانب في تحقيق السلام بالإقليم.
وقال إن توحيد الصف لدول الإقليم سيساهم في مواجهة التحديات التي تهدد السلم والأمن وتوقف الحروبات المنتشرة في دول القارة. وأشار إلى أن التحديات والأخطار التي تهدد أمن المنطقة واستقرار شعوبها كثيرة.
ووصف “ابن عوف” قمة الإيقاد فوق العادية (33) والتي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في سبتمبر الماضي، بالتأريخية وقال إنها وضعت اللبنات الأساسية لتحقيق السلام بجنوب السودان وتعهد بتسخير جميع الآليات والعمل مع جميع الأطراف لإنفاذ مخرجات هذه الاجتماعات، ودعا الأشقاء بدولة جنوب السودان للاصطفاف الوطني والعمل معا لاستدامة السلام والمحافظة عليه.
ومن جانبه قال رئيس الأركان الجيش “كمال عبد المعروف” أن مخرجات الاجتماعات لقوات الحماية الأفريقية تتولى مهام الترتيبات الأمنية في جنوب السودان، وتتوسع مهامها في العمل على حفظ الاستقرار كاشفاً عن إضافة أربع دول جديدة لقوات الحماية (السودان ويوغندا والصومال وجيبوتي) وأضاف أن مشاركة رئيس أركان الجيش الرواندي، ضمن قوات الحماية لعملية السلام تشكل إضافة لدول الإقليم، وأشار “معروف” إلى أنهم مفوضون كرؤساء إيقاد بوضع الترتيبات لهذه القوات، مؤكداً على توصلهم إلى قرار انتداب “ضابطين” من كل دول الإيقاد كفريق برئاسة السودان يتكون من (14) ضابطاً، وقال إن الضباط سيتحركون إلى جوبا خلال أسبوع لإعداد دراسة للوضع، مبيناً أن القوات تتولى عملية السلام في الجنوب، وأوضح أنه بعد أسبوعين من وصول الضباط إلى الجنوب سيعد الفريق تقريراً بشأن الأوضاع في جميع أنحاء الجنوب، موضحا أن الاجتماع المقبل في نوفمبر للإيقاد سيكون في أديس أبابا لمناقشة تفاصيل قوات الحماية في الجنوب.

//////////
بخاري

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية