رشان أوشي
الحب ككل القضايا الكبرى في الحياة، يجب أن تؤمن به بعمق، بصدق، بإصرار، وعندها فقط تحدث المعجزة..
أحلام مستغانمي..
أشعلت صورة للأمير “هاري”، ،وزوجته الممثلة الأمريكية “ميغان”، تظهره يحمل مكبر صوت في استاد رياضي تجلس قبالته زوجته وحدها ،يتمرن على إلقاء خطبة يستعد لإلقائها على الناس، فقد عانى الأمير من الرهاب الاجتماعي لسنوات، انتشرت الصورة على فيس بوك وألهبت مشاعر النساء، وندبن حظوظهن في أزواجهن، وأكدن على جفاف الحياة الزوجية، ونضوبها من عاطفة جياشة، نبهتني تلك الثورة الأسفيرية العاطفية إلى ملامح الناس في الشوارع ، رجال ونساء، شيب وشباب، تجدها متجهمة، تميل للعصبية والتذمر من كل شيء، معظم البيوت باردة ،وكثير من العلاقات تقوم على منافع اجتماعية متبادلة، الفتيات يسعين للزواج للفرار من الضغط المجتمعي وأوصاف العنوسة، والشباب يرغبون في زواج مستقر لا يشترط الحب والمشاعر الجياشة ،كثيرون يضعون العشاق في خانة الغباء و”العوارة”، ويصنف المجتمع كثيراً من علاقات الحب،خروج عن المألوف، تسعى بعض النساء إلى إظهار مللهن من أزواجهن وقلة متعتهن بالحياة الزوجية حتى يشك الزوج في أخلاقها وسلوكها، ويجنح الرجال للبرود والقسوة حتى لا يفقد سطوته الذكورية.
يسخر معظم الرجال السودانيين من كتابات “أحلام مستغانمي”،ويعتبرونها سبباً في عنوستهن، يروجون أن مقالاتها ورواياتها ما هي إلا خلاصة تجاربها العاطفية الفاشلة، يعتبرون “غادة السمان”،خائنة ،لأنها بادلت “غسان كنفاني” رسائله الغرامية رفيعة اللغة وسامية المشاعر وهي متزوجة، نحن شعب مازلنا لا نقدر قيم الحب العليا، والتضحيات لأجل من نحب، مازلنا في طور بدائي للتعبير عن مشاعرنا، نعتبر الحب ضعفاً، وهزيمةً.
..