جرس انذار

من يطفئ الشرارة بين “أحمد بلال” وآل “الهندي”؟

بقلم - عادل عبده

هنالك حالة احتقان في العلاقة بين الدكتور “أحمد بلال” والأمين العام المكلف بالاتحادي الديمقراطي وآل “الهندي” مازالت عند فجرها، لم تصل إلى مرحلة القطيعة الغليظة ولم يسقط جدار الألفة القديمة بين الطرفين حتى الآن، غير أن هنالك شرارة متقدة في أجواء العلاقة بينهما، يمكن أن تتطور إلى مرحلة الحريق الهائل إذا لم تتدخل الحكمة والأناءة والقيم الاتحادية في إيقاف المد العدائي المتبادل الذي يمكن أن ينطلق خلال الفترة القادمة.. بداية الإشكالية ظهرت على خلفية انهيار الاتفاق الوحدوي بين الدكتور “بلال” و”الشريف صديق الهندي” رئيس الحركة الاتحادية الوطنية، وقد كانت المحصلة قيام تكتل من بعض آل “الهندي” جعل “الشريف حسين إبراهيم” يصبح في الخط الرافض لسياسات ومؤتمرات الحزب، حيث رأى الدكتور “أحمد بلال” بأن هذا الموقف يشكل خطوة تضرب الهارموني الحزبي من شخصية في موقع المسؤولية الحزبية والوزارية، بينما اعتبر “الشريف حسين الهندي” موقفه ينطلق من رؤية إصلاحية وتنظيمية واجبة، ثم جاءت بعد ذلك قرارات إعفائه من وزارة التعاون الدولي في ظل خروجه من عضوية المؤتمر العام المرتقب.
انبثقت رسالة قوية من آل “الهندي” صوب الدكتور “بلال” من خلال تنظيم احتفائية ضخمة في الأسبوع المنصرم بجنينة حلة كوكو في ذكرى رحيل “الشريف زين العابدين” الثانية عشرة، وبعد ذلك بفترة قصيرة صدر قرار إعفاء “الشريف حسين إبراهيم” من موقعه كمدير عام لمركز الخريجين بأم درمان، وتعيين أحد أبناء الأسرة الهندية وهو “محمد الأمين مصطفى” (ملولح) بدلاً عنه.. نوايا الانقضاض على بعض، بين الطرفين صارت في حكم الواقع المحسوس رغم أن لونية الخلاف لم تصل إلى مرحلة الانفجار الكبير والعداء السافر، ومازالت السهام التي لاحت في مشهد التباعد قابلة للمراجعة والتفكيك والارتواء من الإرث الاتحادي، فمن يطفئ نار الهشيم قبل أن تتحول إلى بركان مخيف يقضي على الأخضر واليابس في ساحة الاتحادي الديمقراطي.
من الواضح أن عوامل انسداد المحاججة والحكمة وتصاعد حالات الهواجس والظنون وإذكاء روح الفتنة قد فتحت الطريق على مصراعيه إلى قيام هذه الحالة الدرامية بين الدكتور “بلال” وآل الهندي” ، لقد وجد “أحمد بلال” نفسه مجبراً على اتخاذ خطوات يدافع بها على بقائه في طاولة القيادة بشيء من الاعتبارية، بينما شعر آل “الهندي” بأنه لا بد أن يساندوا “الشريف حسين إبراهيم” بروح التكاتف في ظل استصحاب صيغة جديدة تساعد على إرجاع أوضاعهم الرمزية والوجدانية في الحزب بعد تأخر شديد، وقد ظهر في اللوحة “الشريف إبراهيم الأمين” ، و”الشريف أحمد الشريف عبد الرحمن” ، و”الشريف عمر الشريف حسن”، والشريفة ريا حسب الرسول”، و”الشريف الأمين الصديق” وهما يمثلان رأس الرمح في هذا المكانيزم.. إنه خلاف الزمن السريع والفرص الضائعة والأماني الخضراء والبكاء على اللبن المسكوب ومحاولة إرجاع البضاعة العتيقة، فالشاهد أن حالة التصالح والمواءمة ما زالت موجودة في الأجواء في حالة دخول المؤثرين في الطرفين، فهنالك من يتحدث عن العلاقة القوية التي تربط “السماني الوسيلة” بآل “الهندي”، وبذات القدر توجد تسريبات تتحدث عن قوة التأثير الواضح للأستاذة “نفيسة الولي” على الدكتور “أحمد بلال”.. خصوصية الشرارة يمكن أن تنطفئ سريعاً ، ويمكن أن تتمدد سريعاً فمن يقوم بإطفائها بين الدكتور “بلال” وآل “الهندي”.. إنه مشهد جدير بالتأمل الشفيف والقياسات الدقيقة على إيقاعات الأفق البعيد!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية