النائب بالمجلس الوطني القيادية بالمؤتمر الشعبي بروف” نوال الخضر ” في حوار مع المجهر السياسي : 1 من 2
* نعوم الجنيه نغسل الجنيه هذا لا يهمني.. ما يهمني هو نتيجة هذه السياسة .
* ما يحدث في معاش الناس سببه غياب الإرادة السياسية لبتر رؤوس الفساد !
*المؤتمر الشعبي شارك في الحكومة كي لا يتجه مسار الوطن للحرب
*وجود مؤسسات حكومية لديها أموال خارج وزارة المالية فساد.
حوار : سوسن يس
أقرت عضو المجلس الوطني بروف “نوال الخضر” بمسؤولية حزب المؤتمر الشعبي – باعتباره جزءا من حكومة الوفاق الوطني، عن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعاني منها البلاد حاليا، بما فيها الفساد المالي والإداري وقالت إن حزب المؤتمر الشعبي يقود من خلال هذه المشاركة أسلوبا في التغيير قد لا يؤتي أكله الآن، ولكنه الأسلوب المتاح، وأضافت (دا الأسلوب العندنا، نحن لا عندنا جبل ولا غابة ولا عندنا سلاح ولا بنحب الحرب ولا من عقيدتنا أو سياستنا أن نحارب)، مؤكدة أنهم يدفعون ثمنا لقيادتهم لهذا التغيير يتمثل في أن هذا الأسلوب يجعلهم يتحملون جزءا من مسؤولية ما يجري .
وأرجعت بروف “نوال” التردي في الأوضاع الاقتصادية وفي بند معاش الناس إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لبتر رؤوس الفساد مؤكدة علاقة الفساد المالي والإداري بمعاش الناس.. وقالت (هناك شخصان أدليا بشهادتهما في هذا الخصوص أحدهما “عبد الرحيم حمدي” والآخر اللواء “عبد الهادي” رئيس القطاع الاقتصادي الأسبق بجهاز الأمن) وأشارت إلى حديث كانا قد أدليا به لأحد البرامج التلفزيونية قبل أيام أكدا من خلاله وجود أموال لدى مؤسسات، خارج دورة المال بوزارة المالية منذ زمن بعيد.
إلى مضابط الحوار:
# بروف “نوال” دعينا نبدأ الحوار بالخطوة الاقتصادية التي قمتم باتخاذها مؤخرا، وهي تحرير سعر الصرف او تعويم الجنيه – هل أنتم مطمئنون لسلامة هذه الخطوة وترون أنها ستحل المشكلة؟
– أنا ما اقتصادية لكن سأقول لك كلاما قلته في ميزانية 2018 : في شهر يناير الماضي، وزارة المالية في تقرير الميزانية في بند اسمه سعر الصرف كتبت الآتي: “استخدمت الدولة سياسة سعر الصرف المرن المدار …”، أنا لم يكن يهمني أن أعرف ما هي سياسة سعر الصرف المرن المدار فأنا لست متخصصة في الاقتصاد، ولكن وزارة المالية كتبت فقرة شرحت فيها وقالت هي بدأت سعر الصرف المرن المدار في سنة 2014.. وفي 2014 زادت الفجوة في سعر الصرف بنسبة 64% وفي 2015 زادت الفجوة بنسبة 138% وفي 2016 زادت بأكثر من 138% وفي 2017 قالت وهي تستخدم سياسة سعر الصرف المرن المدار، أن الفجوة زادت وبلغت 238% وأن الدولة سوف تستخدم في ميزانية 2018 سياسة سعر الصرف المرن المدار!!
أنا رفعت يدي وسألتهم: (أنا ما عندي شغلة بما هو سعر الصرف المرن المدار فهذه مصطلحات اقتصادية لا تهمني، ولكن ما يهمني هو هذا التحليل الذي أمامي والذي يقول إن هناك قفزة في الفجوة من 2014 وإلى 2017 من 68% إلى 238% ومع ذلك أنت تريد أن تستخدم هذه السياسة في 2018!! على الأقل أنا سأكون متفائلة وأقول الفجوة وقفت في 238%! الفجوة دي أنت حتسدها من وين؟!!).
ما أريد أن أقوله إن سعر الصرف المرن المدار كان مستخدما وكان غير مجدٍ.. الآن أنا لا أعرف تعويم وهذه المصطلحات الكثيرة التي تدخلنا في معمعة (أنا ما عندي معاها شغلة لكن أنا وحسب كلام وزير المالية افتكر إذا بتحل المشكلة مافي إشكالية). فأنا ما يهمني هو نتيجة هذه السياسة، أنا رأيي كان هو أن سعر الصرف المرن المدار ومن خلال النتائج من 2014 وإلى 2018 لم تكن سياسة مجدية، بغض النظر عن السبب، وتغيير تلك السياسة بسياسة أخرى أنا أرى أن هذا جيد، لكن وزير المالية نبه إلى أن هذا الأمر يعتمد على السياسات المحيطة به، (يبقى نعوم الجنيه نغسل الجنيه هذه ليست هي القضية ولكن هذا الإجراء، السياسات التي حوله هل هي سياسات رشيدة؟ هل هذه الحكومة في وضع يمكنها من استخدام هذه السياسات بطريقة تنهض بالاقتصاد؟ هذا كفيل بالإجابة عليه الأيام القادمة، ونحن نأمل أن تكون الدولة والحكومة والشعب مقتنعون بأن في هذه السياسة المخرج والحل وأن يعملوا على تنفيذ السياسة مع السياسات والاحتياطات المتعلقة بها.
# مضى زمن طويل على مشاركتكم في الحكومة فهل أنتم راضون عن أدائكم فيها.. هل تستطيعون القول إنكم تتحملون مسؤوليتكم كاملة في ما يجري من أوضاع؟
– نحن عندنا وزير واحد ووزير دولة، وخمسة نواب في البرلمان، ونائبين في مجلس الولايات ونائب في الولايات.. طيب، نحن شركاء هذه حقيقة، (شوية أو كتار) دا ما موضوعنا، لكن حتى أقول إننا نجحنا أو فشلنا نشوف نحن لماذا شاركنا؟ نحن شاركنا لأننا عندنا قناعة تامة بأن هذا البلد يجب ألا يتجه لمسار الحروبات، نحن مقتنعون تماماً بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي ستنجينا من الاعتراك وهذه قاعدة فقهية فإن جنحوا للسلم فاجنح لها، ونعتقد أننا نجحنا في الحوار إلى أن وصلناه مخرجات الحوار إذن بإمكاني أن أقول لك نجحنا بمقدار 85% وهذه النسبة بالنسبة لي مريحة لأن الحوار أصلا لا يكون من أجل أن تحصل على كل شيء وأنا اعتقد أن هذا الحوار جنى ثماره، أولا جنبنا اعتراكا كان من الممكن أن يقع ويستمر لأنه قطعا نحن ما كنا سنجلس ونتفرج! ونحن كحزب نقوم بتقديم مبادرات كثيرة منها مبادرة اقتصادية كما تعلمين، يعني نحن بنكلم الحكومة، هي بتعمل بكلامنا أم لا؟ هذا موضوع آخر لكن نحن نقدم مبادرات نصدح برأينا في البرلمان في مجلس الوزراء في وسائل الإعلام ما أتيح لنا ذلك، نحن نقوم بتغيير سياسي سلس وهذه هي الوسائل المتاحة أمامنا، من هذا المنطلق نحن نجحنا، طيب هل نحن أخفقنا في أشياء؟ نعم نحن أخفقنا في أشياء وغياب الإرادة السياسية من الحكومة هو سبب أساسي في هذا الإخفاق، ابتعاد آخرين وعدم انخراطهم في الحوار سبب آخر، صحيح نحن نعاني من وضع اقتصادي والحوار أصلا من بنوده معاش الناس و…
# مقاطعة: نعم كيف تكونوا قد نجحتم وبتقدير 85% والبلاد ما زالت تعاني والأوضاع في بند معاش الناس متردية رغم أنه كان أحد أهم بنود الحوار؟
– معاش الناس يفترض أن يحدث فيه تحسن.. لكن معاش الناس هذا بنوده كثيرة وما يحدث في معاش الناس هو تراكمات لسياسات متواصلة.. وما يحدث سببه هو غياب الإرادة السياسية الحقيقية لبتر رؤوس الفساد.. هذه البلاد فيها فساد.
أقول لك أين هذا الفساد.. السيد رئيس الجمهورية قالها في المجلس الوطني (قال عنده فساد وعنده قطط سمان).. هذا لم أقله أنا وإنما هو الذي قاله.. وسأريك ما علاقة هذا الفساد بمعاشنا – قبل 3 أيام، وفي منتدى عن الوضع الاقتصادي الراهن هناك شخصان أدليا بشهادتهما في هذا المنتدى في وسيلة إعلام هي تلفزيون قومي، أحدهما “عبد الرحيم حمدي” وزير المالية الأسبق، “حمدي” قال بالحرف أنه ومنذ أن كان وزيرا للمالية هناك أموال خارج دورة المال في وزارة المالية وهذه الأموال لدى مؤسسات حكومية! وهذا يشكل مشكلة! وقال إنه كان يذهب إلى هذه المؤسسات ليطلب منها أموالا! (ودا ما سيستم طبيعي! ما نظام طبيعي).. الشخص الآخر هو اللواء “عبد الهادي” رئيس قطاع الأمن الاقتصادي الأسبق في جهاز الأمن، في ذات المنتدى قال جملة مفيدة، قال إن المال المجنب إذا دخل دورة المال سيصلح وضع البلد، إذن هناك اثنان شهدا.. وأنا افتكر هذا فساد! المال المجنب فساد ووجود مؤسسات حكومية لديها أموال خارج دورة المال هذا فساد.. صحيح من الممكن أن يكون هؤلاء الناس لم يدخلوا هذه الأموال في جيوبهم، لكن هذا المال لم يدخل في أولويات وإستراتيجيات الدولة، لذلك إذا أردت القيام بأي عمل لإصلاح معاش الناس لن تجدي هذه الأموال، وهذا ليس هو كل الفساد الموجود، هناك نوع آخر من الفساد هو الفساد الإداري، فأنت إذا نظرت للخدمة المدنية تجدين دائما أن الذين في رئاستها هم أصحاب الولاءات، ليس الولاءات الحزبية ولكن ولاءات العصب، عصبة كأخوة يوسف! وأنا عندما أكون عاملة في مؤسسة (ويجيبوا لي ناس العصبة ديل عشان يبقوا رؤسائي) أولا أنا لا أكون مرتاحة نفسيا لأنتج ! ثانيا هذا الشخص الذي يؤتى به لموقع هو ليس موقعه (بيكون ما عنده رؤية).. والخلل في الخدمة المدنية أدى لخلل في الإنتاج.
ثالثا المال السائب الموجود لدى تلك المؤسسات يجعل تلك المؤسسات مستمتعة بالمال وأنا غير مستمتع بالمال وهذا يجعلني أبحث عن طريقة سهلة آخذ بها المال و(أبقى حرامي) أو أكون محبطا ولا أعمل وبالتالي نحن أصبحنا شعبا غير منتج، ومتى يكون الشعب منتجا؟ الشعب يكون منتجا عندما يكون عنده قيادة وحكومة منتجة.
# لكن أنتم مسئولون عن كل ذلك باعتباركم جزءا من الحكومة فهل أنتم تقرون بمسؤوليتكم؟
– نحن مسؤولون نعم لكن نحن نقود التغيير.. لكن هل تفتكري أن حزبا واحدا يستطيع أن يقاوم كل هذه الأشياء؟ نحن شغالين في قيادة التغيير وعملنا قد لا يؤتي أكله الآن قد لا ينجح الآن ولكن واحدة من الأشياء التي حققناها أنا اعتقد كون أن أحدثك الآن بهذا الحديث.. أنا مهتمة بهذا الحديث لماذا.. لماذا اهتممت به ولماذا انشغلت بتحليله ولماذا أقوله لك الآن؟ ووجودي في المجلس الوطني ألقى على عاتقي مسؤولية أن أكون مطلعة وأن أحاول أن أعرف مكان الخلل حتى اتمكن من قيادة التغيير.
# دكتورة أيهما الأفضل – أن تقودي التغيير وأنت داخل الحكومة أم أن تقوديه وأنت خارجها؟ فأنتم تتحدثون عن قيادتكم للتغيير ونحن لا نرى أي تغيير.. بل نرى الأوضاع الاقتصادية تتأزم يوما بعد يوم (والفساد ماشي والأموال التي هي خارج دورة المال ماشة ومستمرة والمال المجنب مستمر).. وأنت مسؤولة عن كل هذا؟
– بسرعة قالت: أنا ما مسؤولة عنها.
# أنت شريكة في الحكومة إذن أنت مسؤولة؟
– (هو أي زول يكون في الحكومة معناها مسؤول من أي شيء؟).
# طالما ارتضيت المشاركة في الحكومة فهذا يعني أنك مسؤولة من كل شيء؟
– (مافي مشكلة.. طيب، النقول أنا مرقت من الحكومة.. ثم ماذا بعد خروجي؟)..
ثم أردفت: هسه في زول قاعد يحمل مسؤولية لزول؟ هسه الشعب دا قاعد يحمل الحكومة دي مسؤولية؟
# الحكومة أصبحت مثل لحم الرأس والشعب محتار يحمل المسؤولية لمن؟!
– لحم الرأس الذي تتحدثين عنه هذا (نحن بنفرز فيهو البنلقاهو سمح بنختو ولحم الراس المعفن بنجدعه) ثم أردفت ضاحكة: (ومتين؟ ما تسأليني)..
– يا أستاذة التغيير له أساليبه وهذا هو الأسلوب الذي نقدر عليه.. (دا الأسلوب العندنا، نحن لا عندنا جبل ولا غابة ولا عندنا سلاح ولا بنحب الحرب ولا من سياستنا أو عقيدتنا إننا نحارب).. نحن نقود التغيير بهذا الأسلوب وواحدة من الأشياء التي ندفعها كثمن أن قيادتنا للتغيير بهذا الاسلوب تجعلنا جزءا من هذه الحكاية.