ظللنا وسنظل نقول إن خروجنا من أزماتنا الاقتصادية المتلاحقة لن يتأتى إلا من بوابة الزراعة التي نملك كل مقوماتها من أراضٍ زراعية خصبة تمتد على مد البصر، ومياه عذبة من أنهار تغذي الأرض الواعدة كما تغذي الشرايين الجسد بدماء الحياة، ولدينا أيضاً ما يكفي من الأيادي والسواعد القوية التي إن شحذت هممها واستنفرت وطنيتها، فهي قادرة على الغرس وعلى الحصاد، لذلك أعتقد أن الدولة إن اتجهت بكلياتها للزراعة، فهي بلا شك ستخرج نفسها من ورطات الاقتصاد المتلاحقة، وستجعل خزينتها عامرة بأموال الصادر ومناخنا متصالح مع محاصيل عديدة تحتاج لمناخات متعددة لا تتوفر إلا في هذه الأرض البكر، وما دليلي على أن الزراعة هي طريقنا للاكتفاء، إلا حديث الدكتور كمال عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية الذي قال إن ما تنتجه مزرعة الجامعة في أربعة أيام، يعادل ما تمنحه الحكومة لهم طوال العام، فهل هناك دليل على أن الزراعة هي الخلاص ومخرج الطوارئ الذي يفترض أن ينقذنا أكتر من هذا الحديث، لكن كمان الزراعة تحتاج لمن يخطط لها ويجعل لها إستراتيجية واجبة النفاذ، ومقومات تدفع بها إلى الطريق الصحيح، والأهم تحتاج إلى التمويل اللازم لإتمام العمليات الزراعية والأرض لا تعطي إن لم تُعطَ وبسخاء، وهذا للأسف غير موجود على أرض الواقع، وأكدته لي اتصالات من بعض الإخوة الأعزاء، وعلى فكرة من بينهم طلاب جامعات وصيادلة ومهن أخرى (مرقوا البدل والقمصان) واتجهوا إلى مدنهم وقراهم للحاق بالموسم الشتوي هذا العام، لكنهم للأسف وعلى حد ما حدثوني قد أصيبوا بالإحباط، إذ أن البنك الزراعي المناط به القيام بعمليات التمويل لهذا الموسم ويقصدون الموسم الشتوي، لم يلتزم بمنح أكثرهم التمويل الخاص بالبذور، وأن فروع البنك التي فتحت أبوابها للمزارعين تمارس مهامها بشكل بطيء جداً، فقد حدد عدد معين من المزارعين في اليوم لتلقي التمويل، ولو سار الأمر على هذا النسق فإنه والحديث لمن اتصلوا بي، سيفوتهم الموسم الشتوي ولن يلحقوا به، وهو لعمري حديث محير ومحبط تجاه البنك الذي يستمد اسمه وتعريفه من الزراعة، وهذا الحديث إن صح بهذه الكيفية وهذا السيناريو، فإنها كارثة ما بعدها كارثة أن يتسبب البنك المعني، بل المهتم الأول والداعم والدافع لأهم استثمار في بلادنا، أن يتسبب في فشله وإحباط المتحمسين لولوج هذا المجال، والذين يمكن أن تتضاعف أعدادهم في كل موسم وتزداد قناعاتهم بأن الزراعة مهنة مربحة، وأن الخرطوم ليست هي أرض الأحلام كما يظنوها، فالأحلام الحقيقية مكانها الأرض الخضراء وأغنيات الحصاد، فهل بالفعل خذل البنك الزراعي هؤلاء ومارس كسلاً وبيروقراطية ليس هذا زمانها ولا مكانها.
}كلمة عزيزة
لا أدري سبباً واحداً يجعل المجلس الأعلى للإرشاد يتلكأ في فتح إجراءات العمرة حتى الآن، ويمنع بذلك الآلاف من المتشوقين لزيارة قبر الحبيب عن أداء العمرة، وهو لعمري تصرف غريب وسياسة أغرب ليس لها ما يبررها أو يجعل لها منطقاً، معقولة يا جماعة أن تصبح حتى العبادة مرهونة لسياسات يتحكم فيها أشخاص.
}كلمة أعز
رغم الحديث الواضح لوزير المالية بانتهاء أزمة السيولة بالبنوك، إلا أن بنكاً كبنك “فيصل”، للأسف لا زال عملاؤه يعانون من عدم توفر السيولة وتتواصل معاناتهم، فيا إدارة بنك “فيصل” احترموا العهد بينكم وعملائكم.