المشير “سوار الدهب”.. تفاصيل من حياة الرئيس الزاهد
الفريق "الهادي" يكشف عن سبب تسلُّمه السلطة بعد الرفض
“فضل الله برمة”: (عندما طلبوا منّا التنحي في أسبوعين سوار الدهب قال نتنحى اليوم)
السفير “عطا المنان”: الراحل أنشأ مدارس للفقراء في أفريقيا
عميد كلية الزراعة بجامعة أفريقيا: تمَّ تكريم سوار الدهب في القمة الأفريقية لتأسيسه كلية “تنزانيا”
غيّب الموت، أمس، المشير “عبد الرحمن سوار الدهب” عن عمر ناهز (83) عاماً بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض.
ولد الراحل بمدينة الأبيض، وتخرج في الكلية الحربية عام 1955م.. تقلّد عدة مناصب في القوات المسلحة إلى أن وصل منصب وزير الدفاع.. في العام 1972 غادر إلى دولة قطر وعمل مستشاراً للشؤون العسكرية، وعاد إلى البلاد وعُيّن رئيساً لهيئة الأركان.
ترأس سوار الدهب الحكومة الانتقالية في العام 1985 التي شُكِّلت عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكومة الرئيس الراحل “جعفر نميري” بصفته القائد الأعلى لقوات المسلحة.. ويشهد له التاريخ انحيازه للشعب مرتين: إعفاء “النميري” وإعلان انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب المنتفض، وتسليم السلطة بعد انقضاء أجل الحكومة الانتقالية.
ابتعد الراحل عن العمل السياسي وتفرغ للعمل في منظمة الدعوة الإسلامية والعمل الخيري، وترأس مجلس إدارة منظمة الدعوة الإسلامية في السودان.
قال الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية السفير “عطا المنان بخيت” في حديثه لـ(المجهر) إن الراحل فقد كبير للأمة العربية والأفريقية والسودانية وهو من الشخصيات القليلة التي يجتمع عليها الناس. وأوضح “عبد المنان” أن الراحل قدم درساً في الوفاء والعمل الخيري وخدمة الفقراء داخل وخارج البلاد، مضيفاً إن نبأ وفاته كان صعباً على الجميع بسبب حب الناس له، وأبان أن سوار الدهب تفرّغ لخدمة الفقراء والدعوة الإسلامية بعد أن ترك السلطة وقام بدعم منظمة الدعوة الإسلامية، وقدم أعمالاً خيّرة كبيرة في العالم العربي والأفريقي، وقال إن الراحل لم تكن له حياة خاصة غير خدمة الناس عبر المنظمة، وانفتحت أعماله الخيرية على الدول العربية وكان صديقاً للرؤساء العرب والأفارقة وتجمعه علاقات طيبة بهم، وكذلك رجال الأعمال في جميع العالم العربي والإسلامي، وقال إن الراحل ساهم في تشييد المدارس الإسلامية في الدول الأفريقية الفقيرة.
وقال الفريق “فضل الله برمة ناصر” في حديثه لـ(المجهر) إن الراحل رجل نادر في مواقفه وتنحى عن السلطة بإرادته الحرة، وزاد: (عندما ما أتينا إلى لحظة التنحي عن السلطة طلبوا منّا أسبوعين لأجل تسليمها، فقال سوار الدهب: ما عايزين يوم واحد نتنحى الآن، وبالفعل تنحى ومعه زملاؤه).. وهذه مواقف نادرة في العالم وهو رجل عفيف. وقال إن الراحل تولى رئاسة الحكومة لمدة عامين وسلّمها لرئيس الوزراء آنذاك الإمام “الصادق المهدي”، وأشار إلى أنه حين طلب منه العودة إلى السودان وكان مقيماً بدولة قطر لبى نداء الوطن وعاد بعدما عمل بقطر قائداً للشرطة والجيش بعد الفصل التعسفي من المؤسسة العسكرية، وأضاف إن “سوار الدهب” رجل خدم الدولة وعندما طالبه الرئيس “جعفر نميري” بالعودة للخدمة والمؤسسة العسكرية عاد إلى الخدمة من أجل العمل والوطن، وتدّرج في الرتب إلى أن وصل رتبة المشير. وأوضح أن الراحل يتمتع بعلاقات طيبة ومميزة مع الدول الأفريقية والعربية، وداخل السودان وخارجه لأنه كان رئيس دولة.
وأشار “برمة” إلى أن الراحل في انقلاب الرائد “هاشم العطا” رفض تسليم القيادة بمدينة الأبيض العسكرية عام 1971. وأضاف إن المشير “سوار الدهب” كان قدوة وقائداً للجيش والشرطة، وهو أول من فرز الأرقام العسكرية، وقال إن مساهماته في الشرطة والجيش القطري كبير، حدّد أرقاماً للشرطة وأخرى للجيش، وفصل مؤسسة الشرطة عن الجيش وجعل لكل واحدة كياناً مختصاً ومستقلاً وخاصاً في القوات المسلحة القطرية.
وقال مساعد الأمين العام للعلاقات الخارجية وعميد كلية الزراعة بجامعة أفريقيا “محمد عثمان البيلي” إن الراحل ومنذ تسليمه للسلطة طوعاً توجّه للعمل الدعوي وعمل في منظمة الدعوة الإسلامية، وأشار إلى أن “سوار الدهب” قام بإنشاء (46) مدرسة ثانوية ومسجداً بدولة قطر، وأوضح أنه تمَّ تكريمه في القمة الأفريقية لتشييده كلية جامعية بدولة “تنزانيا”، وأضاف إن الراحل نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (2003) وعدداً من الجوائز الأفريقية، وتمَّ تكريمه في دولة تركيا لعمله في نشر الدعوة الإسلامية.
وقال عضو المؤتمر الشعبي “محمد الأمين خليفة” في حديثه لـ(المجهر) إن الراحل مواقفه كثيرة ومتنوعة، وعندما تقلد السلطة بعد انتفاضة أبريل في العام 1985م كان موقفه عظيماً بانحيازه إلى الشعب وقام حينها بحمايته.