في بداية عهده بالوزارة، صرح الأخ “معتز موسى” بأنه قد طلب من وزراء حكومته مده بمقترحات لتطبيق الحكم الراشد خلال (٢٤) ساعة، ورغم أن الفترة ليست كافية لهكذا مهمة، لكن تأملنا وتفاءلنا أن يدفع الحماس والتحدي هؤلاء الوزراء للاستجابة السريعة والقيام بالمهمة بشكل ناجح إلى أبعد درجة، خاصة وأن الظروف التي تم فيها حل الحكومة السابقة ومن ثم تكوين حكومة جديدة، كانت ظروفاً استثنائية وصلت فيها البلاد حداً لا يمكن الاستمرار عليه، والحكومة السابقة تمددت وترهلت وفشلت وأصبحت عبئاً على الوطن والمواطن، لذلك كان لا بد من تدخل سريع وعاجل، فكانت حكومة الوفاق في نسختها الثانية المصغرة والتي تشكلت بانسيابية وسهولة وسرعة، ولم تشهد مخاضاً عسيراً اللهم إلا بعض الاعتذارات غير المتوقعة، أشهرها على الإطلاق اعتذار “حمدوك” عن تولي حقيبة المالية، ورغم هذه البداية غير المبشرة إلى حد ما، إلا أن المواطن التزم بفضيلة الأمل خاصة والأخ رئيس مجلس الوزراء بدا أنه عازم على أن يضع بصمته ويجتاز التحدي، لذلك أراد أن يقطع محيط الأزمات بمعاونة طاقمه الوزاري، فكانت مثل هذه المطالبات التي للأسف يبدو أنها لم تبرح فم قائلها إلى حيز الفعل والتنفيذ، وكان أنا غلطانة أو متجنية على حضرات السادة الوزراء، على “معتز موسى” أن يبرز وبالأدلة لشعبه من هو الوزير الذي ركب سرج المسؤولية وتقدم السباق وسلمه مقترحات الإصلاح في (٢٤) ساعة، يا أخي قولوا في (٧٢) ساعة، المهم أنه التزم بموجهات دولة رئيس الوزراء وقدم عربون جديته في أن يكون ضمن منظومة الإصلاح التي يريدها “موسى”، لكن أخشى أن تكون النتيجة لم ينجح أحد خاصة الوزراء المعنيين بمعاش الناس اليومي وبأحوالهم التي يجري فيها الاقتصاد مجرى الدم.
الدايرة أقوله إن الشعور الذي بدأ يتسرب للشارع العام ونحن على فكرة من الناس وبالناس نناقشهم ويناقشوننا، نقرأ من خلالهم قراءة النبض لأوردة الحكومة ودقات قلبها، إنه أي الشارع، مستاء وبدأ يتسرب إليه شعور أنه لا جديد تحت شمس الحكومة وأنها ستسير بذات معطيات البطء والكسل وحبل المهلة الطويل وماهل رغم أن النفضة التي أصابت مفاصل الدولة ولم تستثنِ حتى وكلاء الوزارات لم يقابلها أي حراك إيجابي أو طفرة على مستوى الكثير من الخدمات أو حتى على مستوى الأداء العام لكثير من المؤسسات، ولما أقول حراكاً فأنا أعني أن تكون هناك قفزة ونفرة يحسها المواطن ويشعر بها، وهذه السلحفائية لن تقدمنا خطوة للأمام وقد فاتنا الكثير وأضعنا الكثير ومن حقنا أن نتعجل الخروج من هذه الأزمة.
في كل الأحوال ننتظر من رئيس الوزراء أن يكشف للرأي العام أياً من وزرائه استجاب لطلبه، وقدم مقترحاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنو النائم على الخط.
}كلمة عزيزة
رحل أمس، عن دنيانا الفانية سعادة الفريق “عبد الرحمن سوار الدهب” الرجل الدهب وواحد من رموز هذه البلاد وشخصية لا تتكرر، رجل يجسد بمعنى الكلمة كيف يكون الانتماء للأوطان من غير جشع أو أنانية، وقد ضرب مثلاً في الوطنية والتجرد يندر أن يحدث في عالمنا الثالث، وهو يتخلى عن بريق السلطة في الموعد المضروب، إيفاءً بالوعد واحتراماً للعهد.
رحل “سوار الدهب” الجنرال عفيف اليد واللسان بعد عمر حافل قضاه خدمة للأمة الإسلامية كخير سفير لبلاده، اللهم أرحمه واسكنه فسيح جناتك.
}كلمة أعز
أكد الرئيس “البشير” وهو يلتقي بقائد الدعم السريع الفريق “حميدتي” ومولانا “أحمد هارون”، أنه رمانة ميزان هذه الحكومة ومؤسساتها بحكمته ورجاحة عقله، وقد احتوى ما ظنه البعض بوادر حريق بين رجلين هما من أعمدة الحكومة التي يرتكز عليها سقف بنائها، لكن كمان وإحقاقاً للحق أقول إنه رب ضارة نافعة، فلو لا حوار الأخ “الطاهر حسن التوم” مع الفريق “حميدتي” لما أخرج الرجل الهواء الساخن من صدره ولما أفضى ذلك إلى إزالة الاحتقان بين الرجلين، وبعد هذه المصالحة أعتقد أنه من باب أولى فك حظر حال البلد وحال “الطاهر حسن التوم” الذي إن كان يقصد أو لا يقصد تسبب في إتمام هذه المصالحة وإزالة الجفوة بين “حميدتي” و”هارون”!!